فوائد قول الله تعالى : (( الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير )) حفظ
قال: (( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ )) في هذه الآية إثبات الثواب والعِقَاب، لقولِه: (( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )) .
ومِن فوائدها: بلاغَةُ القرآن حيث يجمعُ بين الشيء وضِدِّه وهو مصداقُ قولِه تعالى: (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ))[الزمر:23] قال ... في معنى قولِه: (( مَثَانِي )) أنه تُثَنَّى فيه المعاني، وهنا لما ذَكَرَ عذابَ الكافرين ذكَرَ ثواب المؤمنين.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بَلَاغَة القرآن أَيْضًا مِن وجْهٍ آخَر حيثُ بَدَأَ بذِكْرِ عذابِ الكافرين، بعد أَن ذَكَر (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )) فبَدَأ بما فيه التَّحْذِير بعد ما فيه التَّبْشِير، مِن آياتِ الـمُنَاسَبَة.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الكافِر عذابُه شديد يعني ليس بالعذابِ السَّهْل ......شِدَّة عذاب الكافرين ... من أين هذا التشديد؟
الطالب: ...
الشيخ : أسألك من أين؟
الطالب: مِن ناحية اتباعهم للشيطان.
الشيخ : ما نوع السبب؟ ما وجهُ شِدَّتِه؟
الطالب: وجْه شِدَّتِه؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب: أنهم في النار، عذابٌ شديد.
الشيخ : .... شِدَّتِه، هل هو بكَيْفِيَّتِه أو بِكَمِّيَّتِه؟
الطالب: بالكمِّيَّة والكيفية.
الشيخ : بالكمية والكيفية، لأنَّه دائِم ولأنه عذابٌ لا نظِير له، أي نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الأجر لا يثْبُت إلا ..... في وصفين أحدُهما الإيمان والثاني العمَل الصالح.
ومنها مِن فوائد الآية: تقسِيم الأعمال إلى صالِحٍ وفاسِد، يُؤْخَذ مِن قولِه: (( وعملوا الصالحات ))، وما هو الضابط؟ قلنا فيما سبق: أنَّ الضابط أن ما كان خالِصًا صوابًا فهو صالِح، وما كان فيه شِرْك أو بدعة فليس بصالِح.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. أجرَهم مرَّتَيْن مِن زوالِ المكروه الثابت في قوله: (( لهم مغفرة ))، وحُصُولِ المطلوب الثابت في قولِه: (( وأجرٌ كريم )).
ومِن فوائدها أيضًا: بلاغة القرآن، لأنه لما ذكَر عملًا واحدًا في الكفار ذَكَرَ جَزَاءً واحدًا، ولما ذَكَرَ وصفَيْنِ في المؤمنين ذكَر وصفَينِ في ثوابِهم، وهذا ظاهرٌ أيضًا في مِثْل سورةِ الإنسان، سورةُ الإنسان (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر )) إذا تَأَمَّلْتَها وجَدتَّ اللهَ عز وجل لم يذكر في الكافرين وعذابِهم إلا قليلًا بالنسْبَة للأبرار السَّبب (( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا )) قال: للكافرين فقط ولم يقل شيء مِن أعْمَالِهم بل كانَ الجزاء مخْتَصَر: (سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا )، وذَكَر الأبرار وأطالَ في ذِكْر ما لهم مِن النعيم لأنَّه ذَكَر عِدَّةَ أعمال مِن أعمالِهم (( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ - شوف الأبرار عباد الله- (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ - الإخلاص التام - لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ))[الإنسان:10] نعم في ترَدُّد هذه الأوصاف مِن أوصَافِهم فأطالَ في ذِكْرِ جزائِهم لَمَّا أطالَ في ذِكْرِ أعمالِهم أطال في ذكر جزائِهم بخلافِ الكافرين، وهذا بلا شَك مِن بلاغة القرآن.
ومن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ الأجُور تختَلف، لقوله: (( وأجْرٌ كبير )) باختلاف أي شيء؟ تختلف باختِلاف العَمل، وتختلف باختلاف العَامِل، وإذا كانت مُتَعَدِّيَة فإنها تختلف باختلاف مَن انْتَفَع بها، فمَثَل (تختلف باختلاف العمل): ( أفضَلُ الأعمَال الصلاةُ على وقْتِها )، الواجب أفضَل من المستحب، باختلاف العامل: مَرَّ علينا: (أفضَلُ الصَدَقَة ما كان عن ظَهْر غِنى ) وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لا تَسُبُّوا أصحابي فوالذي نفسي بيَدِه لو أنفَق أحدُكم مثل أُحُد ذَهَبًا ما بلَغَ مُدَّ أحدِهِم ولا نَصِيفَه ) هذا اختلاف إيش؟ باختلاف العامِل، تختلف أيضًا باختلاف المحل إذا كانَت مُتَعَدِّيَة فالصَّدَقَةُ على القَرِيب صَدَقَة وصِلَة، والصدَقة على مَن هو أَشَدُّ حاجة أفضَل مِن الصدقة عن [كذا] مَن دُونه وهكذا، فاختلاف الأعمَال يستلْزِم اختلاف الأجُور أيضًا، تختَلف أيضًا ... باختلاف الإخلاص.
الطالب: .....
الشيخ : باختلاف الإخلاص يعني أنه كلما كَانَ الإنسَان في عمَلِه أَخْلَص كان عملُه أفضَل، ولَّا لا؟ ويمكن أن نقول أيضًا: تختلف باختِلاف الاتِّبَاع، وكلما كان اتباعه أكثَر لله ...كانت أكمَل، وعلى كل حال فالاخْتِلَافَات هذه في وُجُودِها يختَلِف بها الأُجُور
ومِن فوائدها: بلاغَةُ القرآن حيث يجمعُ بين الشيء وضِدِّه وهو مصداقُ قولِه تعالى: (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ))[الزمر:23] قال ... في معنى قولِه: (( مَثَانِي )) أنه تُثَنَّى فيه المعاني، وهنا لما ذَكَرَ عذابَ الكافرين ذكَرَ ثواب المؤمنين.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بَلَاغَة القرآن أَيْضًا مِن وجْهٍ آخَر حيثُ بَدَأَ بذِكْرِ عذابِ الكافرين، بعد أَن ذَكَر (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )) فبَدَأ بما فيه التَّحْذِير بعد ما فيه التَّبْشِير، مِن آياتِ الـمُنَاسَبَة.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الكافِر عذابُه شديد يعني ليس بالعذابِ السَّهْل ......شِدَّة عذاب الكافرين ... من أين هذا التشديد؟
الطالب: ...
الشيخ : أسألك من أين؟
الطالب: مِن ناحية اتباعهم للشيطان.
الشيخ : ما نوع السبب؟ ما وجهُ شِدَّتِه؟
الطالب: وجْه شِدَّتِه؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب: أنهم في النار، عذابٌ شديد.
الشيخ : .... شِدَّتِه، هل هو بكَيْفِيَّتِه أو بِكَمِّيَّتِه؟
الطالب: بالكمِّيَّة والكيفية.
الشيخ : بالكمية والكيفية، لأنَّه دائِم ولأنه عذابٌ لا نظِير له، أي نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الأجر لا يثْبُت إلا ..... في وصفين أحدُهما الإيمان والثاني العمَل الصالح.
ومنها مِن فوائد الآية: تقسِيم الأعمال إلى صالِحٍ وفاسِد، يُؤْخَذ مِن قولِه: (( وعملوا الصالحات ))، وما هو الضابط؟ قلنا فيما سبق: أنَّ الضابط أن ما كان خالِصًا صوابًا فهو صالِح، وما كان فيه شِرْك أو بدعة فليس بصالِح.
ومِن فوائد الآية الكريمة: أنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. أجرَهم مرَّتَيْن مِن زوالِ المكروه الثابت في قوله: (( لهم مغفرة ))، وحُصُولِ المطلوب الثابت في قولِه: (( وأجرٌ كريم )).
ومِن فوائدها أيضًا: بلاغة القرآن، لأنه لما ذكَر عملًا واحدًا في الكفار ذَكَرَ جَزَاءً واحدًا، ولما ذَكَرَ وصفَيْنِ في المؤمنين ذكَر وصفَينِ في ثوابِهم، وهذا ظاهرٌ أيضًا في مِثْل سورةِ الإنسان، سورةُ الإنسان (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر )) إذا تَأَمَّلْتَها وجَدتَّ اللهَ عز وجل لم يذكر في الكافرين وعذابِهم إلا قليلًا بالنسْبَة للأبرار السَّبب (( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا )) قال: للكافرين فقط ولم يقل شيء مِن أعْمَالِهم بل كانَ الجزاء مخْتَصَر: (سَلاسِلا وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا )، وذَكَر الأبرار وأطالَ في ذِكْر ما لهم مِن النعيم لأنَّه ذَكَر عِدَّةَ أعمال مِن أعمالِهم (( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ - شوف الأبرار عباد الله- (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ - الإخلاص التام - لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ))[الإنسان:10] نعم في ترَدُّد هذه الأوصاف مِن أوصَافِهم فأطالَ في ذِكْرِ جزائِهم لَمَّا أطالَ في ذِكْرِ أعمالِهم أطال في ذكر جزائِهم بخلافِ الكافرين، وهذا بلا شَك مِن بلاغة القرآن.
ومن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ الأجُور تختَلف، لقوله: (( وأجْرٌ كبير )) باختلاف أي شيء؟ تختلف باختِلاف العَمل، وتختلف باختلاف العَامِل، وإذا كانت مُتَعَدِّيَة فإنها تختلف باختلاف مَن انْتَفَع بها، فمَثَل (تختلف باختلاف العمل): ( أفضَلُ الأعمَال الصلاةُ على وقْتِها )، الواجب أفضَل من المستحب، باختلاف العامل: مَرَّ علينا: (أفضَلُ الصَدَقَة ما كان عن ظَهْر غِنى ) وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لا تَسُبُّوا أصحابي فوالذي نفسي بيَدِه لو أنفَق أحدُكم مثل أُحُد ذَهَبًا ما بلَغَ مُدَّ أحدِهِم ولا نَصِيفَه ) هذا اختلاف إيش؟ باختلاف العامِل، تختلف أيضًا باختلاف المحل إذا كانَت مُتَعَدِّيَة فالصَّدَقَةُ على القَرِيب صَدَقَة وصِلَة، والصدَقة على مَن هو أَشَدُّ حاجة أفضَل مِن الصدقة عن [كذا] مَن دُونه وهكذا، فاختلاف الأعمَال يستلْزِم اختلاف الأجُور أيضًا، تختَلف أيضًا ... باختلاف الإخلاص.
الطالب: .....
الشيخ : باختلاف الإخلاص يعني أنه كلما كَانَ الإنسَان في عمَلِه أَخْلَص كان عملُه أفضَل، ولَّا لا؟ ويمكن أن نقول أيضًا: تختلف باختِلاف الاتِّبَاع، وكلما كان اتباعه أكثَر لله ...كانت أكمَل، وعلى كل حال فالاخْتِلَافَات هذه في وُجُودِها يختَلِف بها الأُجُور