تفسير قول الله تعالى : (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون )) حفظ
قال الله تعالى : (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا )).
الطالب: ....
الشيخ : (( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فتجد أنَّ هذه الآية (( يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) أن هذه المشيئة قضاء بحكمة، فمَن اقتضَت حكمةُ الله أن يُضِلَّه أضَلَّه، وهو الذي لا يريد الخير ... (( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ))[الصف:5]، وقوله: (( ويهدي مَن يشاء )) المرادُ به هداية التوفِيق وربما نقول: هداية التوفيق والدَّلَالة، ولكن الأهم هداية التوفيق ولعل هذا هو المراد هنا، لأنَّ الذين أضلَّهم الله قد هداهم الله هِدَايَة الدلالة، ثم قال تعالى: (( وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ )) وهذا عام، ولكن الهداية قال: (( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))[يونس:25]فما كُلُّ مدْعُوٍّ يهْتَدي، وقولُه: (( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )) هذا نهيٌ عما كان ولَّا عمَّا لم يكُن؟ الظاهر أنه نهْيٌ عما كان، وأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحَسَّر على هؤلاء المكذبين الذين كانوا يُكَذِّبُونَه، والنهي عن الشيء قد يكون نهيًا عما كان وقد يكون نهيًا عما لم يَكُن، فقولُه للنبي عليه الصلاة والسلام: (( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ))[الشعراء:214]هذا نهيٌ عمَّا؟
الطالب: لم يكن.
الشيخ : عما لم يكُن؟ ولّا عما كان؟ (( فلا تدْعُ مع الله إلها آخر فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) عمَّا لم يكن؟ صح لأنَّ الرسول ما فعل، كذا؟ طيب، (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))؟
الطالب: عمَّالم يكن.
الشيخ : ولّا عمَّا كان؟
الطالب : .......
الشيخ : هل ... في نفسه .. في نفسه؟
الطالب: ...
الشيخ : يعني إذا قتلنا أنفسنا، إذًا ما قَتَلْنَا أنفسنا.
الطالب: بالنسبة .....
الشيخ : لا تقتلوا أنفسكم فالمعنى: لا يقتُلْ بعضُكم بعضًا فهذا صحيح، نهيٌ عمَّا لم يكن وعمَّا كان، لكن إذا كان نهيًا أن يقتُل الإنسان نفسه فهذا طبعًا لم يكُن، إذ لا يُمْكِن أن يقتل نفسه إلَّا وهو موجود.
الطالب: إذا انتحر ما يقتل نفسه يا شيخ؟
الشيخ : آ؟
الطالب: إذا انتحر ما قتل نفسه؟
الشيخ : إي لكن ما تقول: ولا تقتُلْ نفسك.
الطالب: في حياته؟
الشيخ : إي قبل أن يموت، أما بعد أن ... فلا يمكن، طيب إذًا فلا ..... نقول هذه نهي عما لم -سبحان الله- .. ما كان.
الطالب: ...
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحَسَّر على فَوات .. والأدلة... (( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ علَيْه مَلَكٌ ))[هود:12]ويقول عز وجل (( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ - أَيْ مُهْلِكٌ نَفْسَكَ- أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ))[الشعراء:3] فالرسول عليه الصلاة والسلام تَحَسَّر لِهؤلاء لِعَدَمِ إيمانِهم، طيب يقول هنا: (( فلا تَذْهَبْ نفسُك عليهم حسَرَات )) يعني لا تَذْهَب نفسُك مِن أجلِهم، نعم، كما يقال: بكيتُ عليك الدَّهْرَ. أي مِن أجلِك، فالمعنى: لا تذهب نفسُك مِن أجلهم حسَرَاتٍ، قولُه: (( حسرات )) قيل: إنَّها حال على أنها مَصْدَر أُرِيدَ به اسمُ الفاعل، أي حَاسِرَةً، والحسْرَة هي الهَمّ الشديد والغمّ على ما فَات، فكل مَن فَاتَهُ شَيْء يُحِبُّه ويطْلُبُه فاهْتَمَّ لذلك واغتَمّ يقال: تَحَسَّر، وقِيلَ: إِنَّ (( حسرات )) مصدر ... وأنه مفعول مِن أجْلِه المعنى: فلا تذْهَب نفسُك أي: تَهْلِك مِن أجْل الحَسَرَاتِ عليهِم،
قال...: " (( فلا تذهب نفسك عليهم )) على الـمُزَيَّنِ لهم (( حَسَرَاتٍ )) باغْتِمَامِك ألَّا يُؤْمنوا (( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) فُيَجَازِيهِم عَلَيْه " في هذه الجمْلة تهديد وتسْلِيَة، تهديدٌ لهؤلاء المخالِفِين، وتسلِيَة للرسولِ عليه الصلاةُ والسلام يعني لا ... فإنَّ حسابَهم على الله وسوف يجازِيهم.
قوله تعالى: (( فلا تذهَبْ نفسُك عليهم حسَرَاتٍ )) {أو مِن أوَّلِه أظُن، مِن أول الآية}
الطالب: ....
الشيخ : (( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) فتجد أنَّ هذه الآية (( يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )) أن هذه المشيئة قضاء بحكمة، فمَن اقتضَت حكمةُ الله أن يُضِلَّه أضَلَّه، وهو الذي لا يريد الخير ... (( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ))[الصف:5]، وقوله: (( ويهدي مَن يشاء )) المرادُ به هداية التوفِيق وربما نقول: هداية التوفيق والدَّلَالة، ولكن الأهم هداية التوفيق ولعل هذا هو المراد هنا، لأنَّ الذين أضلَّهم الله قد هداهم الله هِدَايَة الدلالة، ثم قال تعالى: (( وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ )) وهذا عام، ولكن الهداية قال: (( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ))[يونس:25]فما كُلُّ مدْعُوٍّ يهْتَدي، وقولُه: (( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )) هذا نهيٌ عما كان ولَّا عمَّا لم يكُن؟ الظاهر أنه نهْيٌ عما كان، وأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحَسَّر على هؤلاء المكذبين الذين كانوا يُكَذِّبُونَه، والنهي عن الشيء قد يكون نهيًا عما كان وقد يكون نهيًا عما لم يَكُن، فقولُه للنبي عليه الصلاة والسلام: (( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ))[الشعراء:214]هذا نهيٌ عمَّا؟
الطالب: لم يكن.
الشيخ : عما لم يكُن؟ ولّا عما كان؟ (( فلا تدْعُ مع الله إلها آخر فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ * وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) عمَّا لم يكن؟ صح لأنَّ الرسول ما فعل، كذا؟ طيب، (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ))؟
الطالب: عمَّالم يكن.
الشيخ : ولّا عمَّا كان؟
الطالب : .......
الشيخ : هل ... في نفسه .. في نفسه؟
الطالب: ...
الشيخ : يعني إذا قتلنا أنفسنا، إذًا ما قَتَلْنَا أنفسنا.
الطالب: بالنسبة .....
الشيخ : لا تقتلوا أنفسكم فالمعنى: لا يقتُلْ بعضُكم بعضًا فهذا صحيح، نهيٌ عمَّا لم يكن وعمَّا كان، لكن إذا كان نهيًا أن يقتُل الإنسان نفسه فهذا طبعًا لم يكُن، إذ لا يُمْكِن أن يقتل نفسه إلَّا وهو موجود.
الطالب: إذا انتحر ما يقتل نفسه يا شيخ؟
الشيخ : آ؟
الطالب: إذا انتحر ما قتل نفسه؟
الشيخ : إي لكن ما تقول: ولا تقتُلْ نفسك.
الطالب: في حياته؟
الشيخ : إي قبل أن يموت، أما بعد أن ... فلا يمكن، طيب إذًا فلا ..... نقول هذه نهي عما لم -سبحان الله- .. ما كان.
الطالب: ...
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام كان يتحَسَّر على فَوات .. والأدلة... (( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ علَيْه مَلَكٌ ))[هود:12]ويقول عز وجل (( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ - أَيْ مُهْلِكٌ نَفْسَكَ- أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ))[الشعراء:3] فالرسول عليه الصلاة والسلام تَحَسَّر لِهؤلاء لِعَدَمِ إيمانِهم، طيب يقول هنا: (( فلا تَذْهَبْ نفسُك عليهم حسَرَات )) يعني لا تَذْهَب نفسُك مِن أجلِهم، نعم، كما يقال: بكيتُ عليك الدَّهْرَ. أي مِن أجلِك، فالمعنى: لا تذهب نفسُك مِن أجلهم حسَرَاتٍ، قولُه: (( حسرات )) قيل: إنَّها حال على أنها مَصْدَر أُرِيدَ به اسمُ الفاعل، أي حَاسِرَةً، والحسْرَة هي الهَمّ الشديد والغمّ على ما فَات، فكل مَن فَاتَهُ شَيْء يُحِبُّه ويطْلُبُه فاهْتَمَّ لذلك واغتَمّ يقال: تَحَسَّر، وقِيلَ: إِنَّ (( حسرات )) مصدر ... وأنه مفعول مِن أجْلِه المعنى: فلا تذْهَب نفسُك أي: تَهْلِك مِن أجْل الحَسَرَاتِ عليهِم،
قال...: " (( فلا تذهب نفسك عليهم )) على الـمُزَيَّنِ لهم (( حَسَرَاتٍ )) باغْتِمَامِك ألَّا يُؤْمنوا (( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) فُيَجَازِيهِم عَلَيْه " في هذه الجمْلة تهديد وتسْلِيَة، تهديدٌ لهؤلاء المخالِفِين، وتسلِيَة للرسولِ عليه الصلاةُ والسلام يعني لا ... فإنَّ حسابَهم على الله وسوف يجازِيهم.
قوله تعالى: (( فلا تذهَبْ نفسُك عليهم حسَرَاتٍ )) {أو مِن أوَّلِه أظُن، مِن أول الآية}