فوائد قول الله تعالى : (( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور )) حفظ
في هذه الآية مِن الفوائد: بيان قُدْرَةِ الله عز وجل بِإرْسِال هذه الرياح اللَّطِيفة التي تحمِل أو تُثِير هذا السَّحَاب الثقيل قال الله تعالى: (( وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ))[الرعد:12].
ومن فوائدِها أيضًا: إثبَات الأسْبَاب وأنَّ المسَبِّبَات مَربُوطَةٌ بأسْبَابِها، لقوله: (( أرْسَلَ الرياح فتثير )) فإنَّ الفاء هنا للسَّبَبِيَّة.
ومنها مِن فوائد الآية: أنَّه ينبغي في الأمُورِ الهامَّة أن يُصَاغَ المعنى بصيغَة الحاضر اسْتِحْضَارًا له وتَنْبِيهًا، لقوله: (( فتثيرُ سحابًا )) فإن تصْوِيغ الماضِي بصِيغَة الحاضر لاشكَّ أنَّه يَشُدُّ الإنسانَ إلَى تصَوُّرِه أكْثَر مِن الشيء الـمَاضِي.
ومِن فوائدِها: أنَّ هذا السَّحَاب يجرِي بأمرِ الله، لقولِه: (( فسُقْنَاه إلى بلد )).
ومنها: ... أن هذا السَّحَاب له شُعُور، يعني معناه يعرف ويدْرِي يمكن أن تُؤْخَذ مِن قوله
الطالب: ....
الشيخ : لا، ..... مِن قوله: (( فسقناه )) كما أن تُسَاق البعير، نعم، وعلى هذا جاء الحدِيثُ الصحيح في قصة الرجل الذي سَمِع مناديًا مِن السحاب يقول: " أسْقِي حديقة فلان " فإنَّ توجِيه الأمْرِ إليه يَدُلُّ على أنه ذُو شُعُور ولاشَكّ أنَّ جَمِيع الكائِنَات بالنسْبَة لأمر الله عز وجل أنها ذاتُ شعور، قال الله تعالى في الأرض والسماء: (( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))[فصلت:11] نعم.
ومن فوائدها : بيَانُ قدْرَةِ الله سبحانه وتعالى لإحياءِ الأرض بعْدَ موتِها لقوله: (( فَسُقْنَاهُ لِبَلَدٍ [كذا] مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )).
ومنها: صِحَّةُ وصْفِ الأرضِ بالحَيَاةِ والـمَوت مع أنها لَيسَتْ مِن الحيوان، لقولِه: (( بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ )).
ومنها: الرَدُّ على أهلِ الكلام الذين يقولون: إنه لا يُوصَفُ بالحياة والموت شيءٌ من الجمَادَات، لأنه هنا أَثْبَت الحياة والموت للأَرض وهي من الجَمَادَات، وقال تعالى في الأصْنَام: (( أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21].
ومِن فوائدها: بيانُ قُدْرَةِ الله سبحانه وتعالى فِي إِحياءِ الأرضِ بعد موتِها فإنَّ هذه الأرض التي كانَت يابِسَة هامِدَة تعُود فتهْتَزّ خُضْرَةً وازْدِهَارًا، لقولِه: (( فَأَحْيَيْنَا بِهِ )) فأضاف الإِحياء إلى نفسه.
ومنها أيضًا إثباتُ الأسباب، لقوله: (( فأحيينا به )) فَإِنَّ الباء هنا للسببية.
ومنها: جوازُ إضَافةِ الشيءِ إلى سبَبِه المعْلُوم، لقوله: (( فأحيينا به الأرض ))، وإضافةُ الشيء إلى سببِه المعلوم أمرٌ واقع في القرآن وفي السنة بمعنى أنَّه لا يُشْتَرَط أن تَقْرِنَ معه اللهَ عز وجل، فإذا أضَفْتَ الشيءَ إلى سببِه المعلوم وإن لم تَقْرِن الله به فلا بَأْس، لكن المـُحَرَّم أن يُضَافَ إلى سَبَبٍ غير مَعْلُوم لا شَرْعًا ولا حِسًّا، أَو أن يُضَافَ إلى سببِه المعلوم مقرُونًا مع الله بحَرْفٍ يقتَضِي التَّسْوِيَة، .. فمثلًا إضافَةُ الشِّفَاء إلى التَّمَائم والحِلَق والخيُوط وما أشبَهَها، هذا لا يجوز، لأَنَّ هَذَا السَّبَب غير مَعلُوم فلا يَصِحّ، وإضَافَةُ تَلْيِين البَطْن إلى العَقَار الذي تناوَلته حتى لَيَّنَ بَطْنَك صحيح ولَّا لا؟ صحيح، لأنه سَبَبٌ معلُوم بالحِسّ، وإضافَةُ الشفاء إلى قِرَاءَة الفاتِحَة جائز؟
الطالب: جائز.
الشيخ : لِأَنَّه سبب معلُوم بالحِسِّ وبالشَّرْع ( وما يدريك أنَّها رُقْية )، فالمحذُور إذًا أن يُضَافَ الشيء إلى غَيْر سَبَب شَرْعي أو حِسِّيّ، أو أن يُضَافَ إلى سَبَب شَرْعِيّ أو حِسِّيّ مقرونًا مع الله بحرف يقتَضِي التَّسْوِيَة مثل: لولا الله وكذا. فإنَّ هذا لا يجُوز، لأنَّ هذا من الشرك حيث قَرَنَ الله مَع غَيرِه بالوَاو التي تقْتَضِي إيش؟ التَّسْوِيَة، ولكن قل: لولا الله ثم كذا.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: إثباتُ صِحَّةِ القياس لقولِه: (( كَذَلِكَ النُّشُورُ )) وإثباتُ القِيَاس كَثِير في القُرْآن فكل مَثَلٍ ضربَه الله فهو دَلِيلٌ على القياس كل مثل سواءً بالدُّنيا ولَّا للإنْسَان ولَّا للأَوْثَان ولَّا لأيّ شيء فإنَّه دليلٌ على ثُبُوتِ القياس وصِحَّتِه، نعم لأَنَّ المقصُود بالمثَل قِيَاس المضْرُوب بِالـمَضْرُوبِ فِيه وهذا هو القياس.
ومن فوائدها: الإشارة إلى أنَّ إِحَيَاءَ الموتَى كَإحيَاءِ الأرض بعد موتِها أي أنَّه يَنْزِل مطر كما جاء في الآثار ينزلُ مَطَر على الأَرْض كَمَنِيِّ الرِّجَال يبقى أربعِين يومًا تنْبُتُ منه الأجسَام ثم بعد ذلك يُنْفَخ في الصور فتعود الأرواح إلى أجسامِها
ومن فوائدِها أيضًا: إثبَات الأسْبَاب وأنَّ المسَبِّبَات مَربُوطَةٌ بأسْبَابِها، لقوله: (( أرْسَلَ الرياح فتثير )) فإنَّ الفاء هنا للسَّبَبِيَّة.
ومنها مِن فوائد الآية: أنَّه ينبغي في الأمُورِ الهامَّة أن يُصَاغَ المعنى بصيغَة الحاضر اسْتِحْضَارًا له وتَنْبِيهًا، لقوله: (( فتثيرُ سحابًا )) فإن تصْوِيغ الماضِي بصِيغَة الحاضر لاشكَّ أنَّه يَشُدُّ الإنسانَ إلَى تصَوُّرِه أكْثَر مِن الشيء الـمَاضِي.
ومِن فوائدِها: أنَّ هذا السَّحَاب يجرِي بأمرِ الله، لقولِه: (( فسُقْنَاه إلى بلد )).
ومنها: ... أن هذا السَّحَاب له شُعُور، يعني معناه يعرف ويدْرِي يمكن أن تُؤْخَذ مِن قوله
الطالب: ....
الشيخ : لا، ..... مِن قوله: (( فسقناه )) كما أن تُسَاق البعير، نعم، وعلى هذا جاء الحدِيثُ الصحيح في قصة الرجل الذي سَمِع مناديًا مِن السحاب يقول: " أسْقِي حديقة فلان " فإنَّ توجِيه الأمْرِ إليه يَدُلُّ على أنه ذُو شُعُور ولاشَكّ أنَّ جَمِيع الكائِنَات بالنسْبَة لأمر الله عز وجل أنها ذاتُ شعور، قال الله تعالى في الأرض والسماء: (( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ))[فصلت:11] نعم.
ومن فوائدها : بيَانُ قدْرَةِ الله سبحانه وتعالى لإحياءِ الأرض بعْدَ موتِها لقوله: (( فَسُقْنَاهُ لِبَلَدٍ [كذا] مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )).
ومنها: صِحَّةُ وصْفِ الأرضِ بالحَيَاةِ والـمَوت مع أنها لَيسَتْ مِن الحيوان، لقولِه: (( بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ )).
ومنها: الرَدُّ على أهلِ الكلام الذين يقولون: إنه لا يُوصَفُ بالحياة والموت شيءٌ من الجمَادَات، لأنه هنا أَثْبَت الحياة والموت للأَرض وهي من الجَمَادَات، وقال تعالى في الأصْنَام: (( أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ))[النحل:21].
ومِن فوائدها: بيانُ قُدْرَةِ الله سبحانه وتعالى فِي إِحياءِ الأرضِ بعد موتِها فإنَّ هذه الأرض التي كانَت يابِسَة هامِدَة تعُود فتهْتَزّ خُضْرَةً وازْدِهَارًا، لقولِه: (( فَأَحْيَيْنَا بِهِ )) فأضاف الإِحياء إلى نفسه.
ومنها أيضًا إثباتُ الأسباب، لقوله: (( فأحيينا به )) فَإِنَّ الباء هنا للسببية.
ومنها: جوازُ إضَافةِ الشيءِ إلى سبَبِه المعْلُوم، لقوله: (( فأحيينا به الأرض ))، وإضافةُ الشيء إلى سببِه المعلوم أمرٌ واقع في القرآن وفي السنة بمعنى أنَّه لا يُشْتَرَط أن تَقْرِنَ معه اللهَ عز وجل، فإذا أضَفْتَ الشيءَ إلى سببِه المعلوم وإن لم تَقْرِن الله به فلا بَأْس، لكن المـُحَرَّم أن يُضَافَ إلى سَبَبٍ غير مَعْلُوم لا شَرْعًا ولا حِسًّا، أَو أن يُضَافَ إلى سببِه المعلوم مقرُونًا مع الله بحَرْفٍ يقتَضِي التَّسْوِيَة، .. فمثلًا إضافَةُ الشِّفَاء إلى التَّمَائم والحِلَق والخيُوط وما أشبَهَها، هذا لا يجوز، لأَنَّ هَذَا السَّبَب غير مَعلُوم فلا يَصِحّ، وإضَافَةُ تَلْيِين البَطْن إلى العَقَار الذي تناوَلته حتى لَيَّنَ بَطْنَك صحيح ولَّا لا؟ صحيح، لأنه سَبَبٌ معلُوم بالحِسّ، وإضافَةُ الشفاء إلى قِرَاءَة الفاتِحَة جائز؟
الطالب: جائز.
الشيخ : لِأَنَّه سبب معلُوم بالحِسِّ وبالشَّرْع ( وما يدريك أنَّها رُقْية )، فالمحذُور إذًا أن يُضَافَ الشيء إلى غَيْر سَبَب شَرْعي أو حِسِّيّ، أو أن يُضَافَ إلى سَبَب شَرْعِيّ أو حِسِّيّ مقرونًا مع الله بحرف يقتَضِي التَّسْوِيَة مثل: لولا الله وكذا. فإنَّ هذا لا يجُوز، لأنَّ هذا من الشرك حيث قَرَنَ الله مَع غَيرِه بالوَاو التي تقْتَضِي إيش؟ التَّسْوِيَة، ولكن قل: لولا الله ثم كذا.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: إثباتُ صِحَّةِ القياس لقولِه: (( كَذَلِكَ النُّشُورُ )) وإثباتُ القِيَاس كَثِير في القُرْآن فكل مَثَلٍ ضربَه الله فهو دَلِيلٌ على القياس كل مثل سواءً بالدُّنيا ولَّا للإنْسَان ولَّا للأَوْثَان ولَّا لأيّ شيء فإنَّه دليلٌ على ثُبُوتِ القياس وصِحَّتِه، نعم لأَنَّ المقصُود بالمثَل قِيَاس المضْرُوب بِالـمَضْرُوبِ فِيه وهذا هو القياس.
ومن فوائدها: الإشارة إلى أنَّ إِحَيَاءَ الموتَى كَإحيَاءِ الأرض بعد موتِها أي أنَّه يَنْزِل مطر كما جاء في الآثار ينزلُ مَطَر على الأَرْض كَمَنِيِّ الرِّجَال يبقى أربعِين يومًا تنْبُتُ منه الأجسَام ثم بعد ذلك يُنْفَخ في الصور فتعود الأرواح إلى أجسامِها