تفسير قول الله تعالى : (( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه )) حفظ
بقرِينَةِ قولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) انتبهوا، فالأزواج هنا باعتبار الجِنْسَيْن الذكر والأنثى ويُؤَيِّد تخصيص الأزواج هنا بالذُّكُور والإنَاث والأُنُوثَة قولُه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى ))، أمَّا إذا نظَرْنَا إلى لَفْظ أزْوَاج فإن الأزواج معناها أصنَاف، والأصنَاف أعمُّ مِن الذُّكُورَة والأُنُوثَة فإنَّه يشمَل الشَّقِيّ والسَّعِيد والأسود والأبيض والطَّوِيل والقَصِير وغيرَ ذلك، لكن الذي جَعَل المؤلف يحمِل الكلام على الذكورة والأنوثة فَقَط لِقولِه: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) فاللهُ عزَّ وجَل بقُدْرَتِه وحِكْمَتِه جَعَلَ هذه الذُّريَّة التي خرجَت من هذا الرجل الواحد جعلَهم ذُكُورًا وإناثًا لِبَقَاءِ النَّسْل، لأنه لا يمكن بَقَاءُ النَّسْل إلا بهذا، وإن كان اللهُ سبحانه وتعالى قادرًا على أن يُبْقِيَ النسل بدون ذلك فإنه يُقَال: إنَّ البشرية منها ما خُلِق بلا أمٍّ ولا أب، ومنها ما خُلِق مِن أبٍ بلا أم، ومنها ما خلق مِن أمٍّ بلا أب، ومنها ما خلق بين أبوين: فالذي خُلِق بلا أم ولا أب؟
الطلبة: آدم.
الشيخ : ، ومن أب بلا أم؟
الطلبة: حواء.
الشيخ : ومِن أم بلا أب؟
الطلبة: عيسى، وسائرُ الناس بين أبَوَيْن من ذكرٍ وأنثَى، طيب يقول عز وجل: (( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )) (( مَا )) هذه شَرْ