فوائد قول الله تعالى : (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) حفظ
ثُم قال تعالى: (( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ )) إلى آخِرِه في هذه الآية مِن الفوائِد أوَّلًا: أَنَّ الأَشْيَاءَ المخْتَلِطَة لا يُمْكِن أن تكون مُتَسَاوِيَة، لقولِه: (( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ )) إلى آخِرِه، يتَفَرَّعُ من هذه الفائِدَة أنَّه لا يُمْكِن التَّسْوِيَة بين الرَّجُل والمرْأَة في الحُقُوق ولا في غَيْرِها، نعم، لِماذا؟ لأَنَّ تقْوِيمَ خِلْقَةِ المرْأَة مُخْتَلِف عَن تَقويم خِلْقَة الرَّجُل، ولهذَا جَعَلَ اللهُ لِلـ.. أعمالًا تلِيقُ بها ولِلرَّجُل أَعْمَالًا تَلِيقُ به فقد سألَتْ عائشَةُ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام: " هل عَلَى النِّسَاءِ جِهَاد " قالَ: ( عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فيه الحَجّ والعُمْرَة ) وقال النبيُّ عليه الصلاة والسلام: ( لن يُفْلِح قومٌ ولَّوْا أَمْرَهُم امْرَأَة )، وَمَنَعَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم مِن تزْوِيجِ المرأَةِ نفسَها، إلى آخِر ما تعرِفُون مِنَ الفُرُوق بينَ الرَّجُلِ وبين المرأة، وفي المـِيرَاث جَعَل لِلمرْأة نِصْفَ الرجُل إذا كانَ مِن جِنْسِها كالإِخْوَة والأَعْمَام والأَخْوَال.
الطالب: .....
الشيخ : كالإِخْوَة طيب، والأعمام.
الطالب: .....
الشيخ : الإِخْوة .. والأعمَام.
الطالب: .....
الشيخ : لأن العمَّة لا ترِث، العمة لا تَرِث يعني لو هَلَكَ هَذا عَن عمِّه وعَمَّتِه مَا وَرِثَتِ العَمَّة، العَمَّة لا تدخُل، أي نعم، طيب نكمِّل الفَوَائِد، ...
الطالب: كيف يقولون: من بَحْرٍ واحد .. ومِن كُلٍّ تأكُلُونَ؟
الشيخ : ......
الطالب: .....
الشيخ : ... ظاهِر القُرْآن، .. ظاهر القُرْآن مِن هذا ومِن هذا، أما مسألة السَّمَك فَهُمَا جمِيعًا ما في إشْكَال ولا أحَد يقُول: مِن واحد، لكن اللِّي فِيه إشْكَال فِي مَسْأَلَة اللؤلؤ والمرجان هل يخرُج في ال.. أوْ لا؟ وسيأتِينَا إن شَاءَ الله في الفَوَائِد، ... أَيْضًا أنَّه لَيسَ الـمُرَاد اللُّؤْلُؤ والمَرْجَان فقط، قد يتَحَلَّى الناس مما يخرج من .. وغيره.
ولا ....... لِأَنَّ إِخْوَة يُوسُف أعْقَل مِن أن يُوَجِّهُوا خِطَابًا لأبيهم يريدون أن يذهب إلى الجُدْرَان يسأل، نعم، لكن (( إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ))[العنكبوت:31] المراد بالقَرية المسَاكن ولَّا لا؟ مَسَاكِن القَوْم، .... القرْية، فأنتَ تَرَى الآن أنَّ هَذِه الكَلِمَة صَارَتْ في موضِع لَهَا مَعْنًى لا تحتَمِلُ المعنَى الآخَر في الموْضِع الآخَر، فالسِّيَاق لَهُ دَوْرٌ كَبِير في مَعْرِفَة المـُرَاد بالكَلَام، طيب، أَخَذْنَا الفَوَائِد الآن؟ ما كَملناها؟ وش وقفنا عليه؟
مِن فَوائِد هذِه الآية الكريمة: بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ سبحانه وتعالى حيث جَعَل مِن هذا الماء هذين الصِّنْفَيْن المتَبَاعِدَيْن هما بحرَان مِن الماء أحدُهما (( عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ )) والثَاني: (( مِلْحٌ أُجَاجٌ )) فَهُمَا شيْءٌ واحِد ومع ذلك يختلفوا هذا الاختلاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنَّ الماءَ العذْب يكونُ سَائِغ الشُّرْب، وعَكْسُه المـَاءُ المالِح ويَتَفَرَّع على ذلك أنَّه لا ينْبَغِي لِلإِنْسَان أن يشْرَبَ مالا يَسْتَسِيغُهُ لأَنَّ ذلك يُؤَثِّرُ علَيْه وَيَضُرُّه، كَمَا أنَّه لا مَانِع مِن أن يَتَنَاوَل ما تَشْتَهِيهِ نفسُه وإن كان في بعض الحالات ضرَرًا عليه، وقد ذكرَ ابنُ القيم رحمه الله في زادِ المعَاد أنَّ لِطَلَبِ النَّفْس الشَّيْء أثَرًا كَبِيرًا في انْتِفَاءِ مَضَرَّتِه، وضَرَبَ لِذلك مثَلًا .. الميْتَة خَبِيثَة مُضِرَّة فإذَا اضْطُر الإنسَانُ إليها واشْتَدَّتْ حَاجتُه .. صارَتِ النَّفْسُ تَقْبَلُه وتَسْتَسِيغُها ثم تهضِمُها فلا تَضُرُّهَا، لأنها لو كانَت تَضُرّ - أي الميْتَة - تضُرُّ المضطَرَّ ضرَرَ غيرِ المضطَرّ لكانَ حلُّها له يتضَمَّن قَتْلَ نَفْسِه، ولذلك لو اضطُرَّ إلى أكلِه وليس عنده إلا سُمّ لم يحِلَّ له أن يأكُلَ السُمّ واضِح؟ وضربَ مثلًا لِذلك أيضًا بقِصَّة صُهَيْب الرُّومِي كان أرْمَد يعني ... عينه مِن رَمَدٍ كان بِها فجيءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بِتَمْر فأكَلَ منه النبي عليه الصلاة والسلام وذهَبَ صهيبٌ لِيأكُل فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّكَ أَرْمَد ). والمعرُوف أن الذي في عينِه رمَد لا يأْكُل التَّمْر - فقال: " يا رسولَ الله! أمضَغُه مِن الجانِب الآخر " كيف؟ مثلًا إذا كانت عينُه اليمنى فيها رَمَد يمضغُه من الجانب الأيسر، فضَحِك النبي عليه الصَّلَاة والسَّلَام وقال له: ( كُلْ ). قال: لأَنَّ نَفْسَه الآن كَانَتْ تطْلُبُه طلبًا قويًّا وهذا الطلب يُزِيل ضرره، فالمهِم أنَّ الشَيْء الذي لا يُسْتَسَاغ لا ينبَغِي للإنسانِ أَن يَتَنَاوَلَه ويُكْرِهَ نفسَه عليه، ولهذا قيل: " كُل ما يشْتَهِي بطنُك، ولا تأكُلْ ما يشتَهي فَمُك " ما أدري هل يصلُح هذا ولَّا لا؟ نعم يصْلُح لأنَّ بعض الناس يتلَذَّذ بنوْع مِن الطعام لكنَّ باطنَه لا يقبَلُه تجده إذا أكل يبدا يقرْقِر بطنُه وربما يُسْهِل نقول: هذا لا تأكل لو اشتهيت .. لأَن هذا ضَرَر عَليك، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ نعمةِ الله سبحانه وتعالى على عبادِه بما يستخرِجُونَه مِن هذه البحار مِنَ اللحوم، لقوله: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) بدون مَشَقَّة وبدون تَعَب ما .. ومع ذلك يكون السمك مِن أحسن اللحوم، وكذلك نعمةُ الله عز وجل فيما نستخْرِجُه مِن هذه البحار مِن إيش ؟ الحُلِي التي نلْبَسُهَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ الفرق بين كمال اللحوم مِن هذه البحار وكمال الحُلِي لأنه في اللُّحوم قال: (( تأكُلُون )) ولم يذكُر العلاج الذي نتوَصَّل به إلى هذا الأَكل، لأنه سَهْل هَيِّن لا .. لكن في الحِ لية قال: تستخرجون )) لأنها تحتَاج إلى مَشَقَّةٍ وعَنَاء.
ومن فوائد الآية الكريمة: بَيَانُ قدْرَةِ اللهِ عز وجل بِحَمْلِ هذا الفُلْك الثَّقِيل الممْلُوء بالبضَائِع على مَتْن الماء ومع ذلك يستطيع أن يدْفَعَ الماء ويمخَرَهُ، لقولِه: (( وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ )) وإلَّا فَإِنَّ الماء ثقيل .... هَيِّن ولهذا عندما يسْبَح الإنسان في الماء يحتَاج إلى قُوَّة حتى يدفَع على الماء لكن هذه السفن تمخَر الماء ولا يظْهَرُ [كذا] أثرُ هذه النعمة إذا تَذَكَّر الإنسَان السفنَ القديمة التي تجرِي بالرِّياح نعم.
ومِن فَوَائِدِ الآية الكريمة: بيَانُ نعمة الله تعالى علينا بنيْلِ ما نطلُبُه من فضلِه بواسطة هذه البواخِر، لقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) .
ومِن فوائدِها: أنَّه ينبغي للإنسان أن يفْعَلَ الأسْبَاب التي يَتَوَصَّلُ بِهَا إلى المقْصُود، لِقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أمَّا أن يقُولَ الإنسَان: أبِي[أي: أَبْغِي] أبقَى في بيتي ورزقِي يأتِيني ويقول: إنه مُتَوَكِّل على الله هل نُوَافِقُه على قولِه؟ لا، نقول: إذا كُنتَ مُتَوَكِّلًا على الله لا تكُن مُتَوَاكِلًا، فَرْق بين التَّوَاكُل والتَّوَكُّل، .. هذا السبب؟ هذا النبي عليه الصلاة والسلام سيِّدُ الـمُتَوَكِّلِين ومع ذلك كان يفْعَلُ الأسْبَاب الجالِبَة للخَيْر الدَّافِعَة للشَرّ أليس كذلك؟ طيِّب إذًا ابْتَغِ مِن فضْلِ الله وافعَلِ السبب فَإِنَّ السَّمَاءَ لا تُمْطِرُ ذَهَبًا ولا فِضَّة وإنَّما يأتِي الرِّزْق بِطَلَبِ الإِنسَان، والأَمْرُ أظْهَر مِن أن يحتَاجَ إلى أمْثِلَة وإلَّا ف.... مِن أقرب ما يكون، لو قال قائل: إذا كان اللهُ قد قدَّرَ لي ولَدًا فسيأتِيني ولَن أَتزَوَّج، نقول: هذا كلام رجُلٍ مجنُون، نعم مجنون، كيف يمكن أن يأتِيَك الوَلَد وأنت لم تتزَوَّجْ؟ نعم ما عَلمنا أن الأولاد تنبُت مِن ال.. أَبدًا وإنما تأتي بفعْلِ أسبابِها بالزواج مثلًا، طيب هذا تبع أيضًا الرِّزْق يحتاج إلى طَلَب .....
ومن فوائدِها: وجوب شُكْرِ نعمَةِ لله سبحانه وتعالى لقولِه: (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) فإنَّ اللهَ جعَلَ هذه النِّعَم وسخرَّها .... لِنَقوم بشُكْره سبحانِه وتعالى وقد مرَّ علينا كثيرًا بأَنَّ الشكر موضِعُه اللسان والقَلب والجوارح.
الطالب: .....
الشيخ : كالإِخْوَة طيب، والأعمام.
الطالب: .....
الشيخ : الإِخْوة .. والأعمَام.
الطالب: .....
الشيخ : لأن العمَّة لا ترِث، العمة لا تَرِث يعني لو هَلَكَ هَذا عَن عمِّه وعَمَّتِه مَا وَرِثَتِ العَمَّة، العَمَّة لا تدخُل، أي نعم، طيب نكمِّل الفَوَائِد، ...
الطالب: كيف يقولون: من بَحْرٍ واحد .. ومِن كُلٍّ تأكُلُونَ؟
الشيخ : ......
الطالب: .....
الشيخ : ... ظاهِر القُرْآن، .. ظاهر القُرْآن مِن هذا ومِن هذا، أما مسألة السَّمَك فَهُمَا جمِيعًا ما في إشْكَال ولا أحَد يقُول: مِن واحد، لكن اللِّي فِيه إشْكَال فِي مَسْأَلَة اللؤلؤ والمرجان هل يخرُج في ال.. أوْ لا؟ وسيأتِينَا إن شَاءَ الله في الفَوَائِد، ... أَيْضًا أنَّه لَيسَ الـمُرَاد اللُّؤْلُؤ والمَرْجَان فقط، قد يتَحَلَّى الناس مما يخرج من .. وغيره.
ولا ....... لِأَنَّ إِخْوَة يُوسُف أعْقَل مِن أن يُوَجِّهُوا خِطَابًا لأبيهم يريدون أن يذهب إلى الجُدْرَان يسأل، نعم، لكن (( إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ))[العنكبوت:31] المراد بالقَرية المسَاكن ولَّا لا؟ مَسَاكِن القَوْم، .... القرْية، فأنتَ تَرَى الآن أنَّ هَذِه الكَلِمَة صَارَتْ في موضِع لَهَا مَعْنًى لا تحتَمِلُ المعنَى الآخَر في الموْضِع الآخَر، فالسِّيَاق لَهُ دَوْرٌ كَبِير في مَعْرِفَة المـُرَاد بالكَلَام، طيب، أَخَذْنَا الفَوَائِد الآن؟ ما كَملناها؟ وش وقفنا عليه؟
مِن فَوائِد هذِه الآية الكريمة: بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ سبحانه وتعالى حيث جَعَل مِن هذا الماء هذين الصِّنْفَيْن المتَبَاعِدَيْن هما بحرَان مِن الماء أحدُهما (( عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ )) والثَاني: (( مِلْحٌ أُجَاجٌ )) فَهُمَا شيْءٌ واحِد ومع ذلك يختلفوا هذا الاختلاف.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضًا: أنَّ الماءَ العذْب يكونُ سَائِغ الشُّرْب، وعَكْسُه المـَاءُ المالِح ويَتَفَرَّع على ذلك أنَّه لا ينْبَغِي لِلإِنْسَان أن يشْرَبَ مالا يَسْتَسِيغُهُ لأَنَّ ذلك يُؤَثِّرُ علَيْه وَيَضُرُّه، كَمَا أنَّه لا مَانِع مِن أن يَتَنَاوَل ما تَشْتَهِيهِ نفسُه وإن كان في بعض الحالات ضرَرًا عليه، وقد ذكرَ ابنُ القيم رحمه الله في زادِ المعَاد أنَّ لِطَلَبِ النَّفْس الشَّيْء أثَرًا كَبِيرًا في انْتِفَاءِ مَضَرَّتِه، وضَرَبَ لِذلك مثَلًا .. الميْتَة خَبِيثَة مُضِرَّة فإذَا اضْطُر الإنسَانُ إليها واشْتَدَّتْ حَاجتُه .. صارَتِ النَّفْسُ تَقْبَلُه وتَسْتَسِيغُها ثم تهضِمُها فلا تَضُرُّهَا، لأنها لو كانَت تَضُرّ - أي الميْتَة - تضُرُّ المضطَرَّ ضرَرَ غيرِ المضطَرّ لكانَ حلُّها له يتضَمَّن قَتْلَ نَفْسِه، ولذلك لو اضطُرَّ إلى أكلِه وليس عنده إلا سُمّ لم يحِلَّ له أن يأكُلَ السُمّ واضِح؟ وضربَ مثلًا لِذلك أيضًا بقِصَّة صُهَيْب الرُّومِي كان أرْمَد يعني ... عينه مِن رَمَدٍ كان بِها فجيءَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم بِتَمْر فأكَلَ منه النبي عليه الصلاة والسلام وذهَبَ صهيبٌ لِيأكُل فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّكَ أَرْمَد ). والمعرُوف أن الذي في عينِه رمَد لا يأْكُل التَّمْر - فقال: " يا رسولَ الله! أمضَغُه مِن الجانِب الآخر " كيف؟ مثلًا إذا كانت عينُه اليمنى فيها رَمَد يمضغُه من الجانب الأيسر، فضَحِك النبي عليه الصَّلَاة والسَّلَام وقال له: ( كُلْ ). قال: لأَنَّ نَفْسَه الآن كَانَتْ تطْلُبُه طلبًا قويًّا وهذا الطلب يُزِيل ضرره، فالمهِم أنَّ الشَيْء الذي لا يُسْتَسَاغ لا ينبَغِي للإنسانِ أَن يَتَنَاوَلَه ويُكْرِهَ نفسَه عليه، ولهذا قيل: " كُل ما يشْتَهِي بطنُك، ولا تأكُلْ ما يشتَهي فَمُك " ما أدري هل يصلُح هذا ولَّا لا؟ نعم يصْلُح لأنَّ بعض الناس يتلَذَّذ بنوْع مِن الطعام لكنَّ باطنَه لا يقبَلُه تجده إذا أكل يبدا يقرْقِر بطنُه وربما يُسْهِل نقول: هذا لا تأكل لو اشتهيت .. لأَن هذا ضَرَر عَليك، نعم.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ نعمةِ الله سبحانه وتعالى على عبادِه بما يستخرِجُونَه مِن هذه البحار مِنَ اللحوم، لقوله: (( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا )) بدون مَشَقَّة وبدون تَعَب ما .. ومع ذلك يكون السمك مِن أحسن اللحوم، وكذلك نعمةُ الله عز وجل فيما نستخْرِجُه مِن هذه البحار مِن إيش ؟ الحُلِي التي نلْبَسُهَا.
ومِن فوائد الآية الكريمة: بيانُ الفرق بين كمال اللحوم مِن هذه البحار وكمال الحُلِي لأنه في اللُّحوم قال: (( تأكُلُون )) ولم يذكُر العلاج الذي نتوَصَّل به إلى هذا الأَكل، لأنه سَهْل هَيِّن لا .. لكن في الحِ لية قال: تستخرجون )) لأنها تحتَاج إلى مَشَقَّةٍ وعَنَاء.
ومن فوائد الآية الكريمة: بَيَانُ قدْرَةِ اللهِ عز وجل بِحَمْلِ هذا الفُلْك الثَّقِيل الممْلُوء بالبضَائِع على مَتْن الماء ومع ذلك يستطيع أن يدْفَعَ الماء ويمخَرَهُ، لقولِه: (( وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ )) وإلَّا فَإِنَّ الماء ثقيل .... هَيِّن ولهذا عندما يسْبَح الإنسان في الماء يحتَاج إلى قُوَّة حتى يدفَع على الماء لكن هذه السفن تمخَر الماء ولا يظْهَرُ [كذا] أثرُ هذه النعمة إذا تَذَكَّر الإنسَان السفنَ القديمة التي تجرِي بالرِّياح نعم.
ومِن فَوَائِدِ الآية الكريمة: بيَانُ نعمة الله تعالى علينا بنيْلِ ما نطلُبُه من فضلِه بواسطة هذه البواخِر، لقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) .
ومِن فوائدِها: أنَّه ينبغي للإنسان أن يفْعَلَ الأسْبَاب التي يَتَوَصَّلُ بِهَا إلى المقْصُود، لِقولِه: (( لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ )) أمَّا أن يقُولَ الإنسَان: أبِي[أي: أَبْغِي] أبقَى في بيتي ورزقِي يأتِيني ويقول: إنه مُتَوَكِّل على الله هل نُوَافِقُه على قولِه؟ لا، نقول: إذا كُنتَ مُتَوَكِّلًا على الله لا تكُن مُتَوَاكِلًا، فَرْق بين التَّوَاكُل والتَّوَكُّل، .. هذا السبب؟ هذا النبي عليه الصلاة والسلام سيِّدُ الـمُتَوَكِّلِين ومع ذلك كان يفْعَلُ الأسْبَاب الجالِبَة للخَيْر الدَّافِعَة للشَرّ أليس كذلك؟ طيِّب إذًا ابْتَغِ مِن فضْلِ الله وافعَلِ السبب فَإِنَّ السَّمَاءَ لا تُمْطِرُ ذَهَبًا ولا فِضَّة وإنَّما يأتِي الرِّزْق بِطَلَبِ الإِنسَان، والأَمْرُ أظْهَر مِن أن يحتَاجَ إلى أمْثِلَة وإلَّا ف.... مِن أقرب ما يكون، لو قال قائل: إذا كان اللهُ قد قدَّرَ لي ولَدًا فسيأتِيني ولَن أَتزَوَّج، نقول: هذا كلام رجُلٍ مجنُون، نعم مجنون، كيف يمكن أن يأتِيَك الوَلَد وأنت لم تتزَوَّجْ؟ نعم ما عَلمنا أن الأولاد تنبُت مِن ال.. أَبدًا وإنما تأتي بفعْلِ أسبابِها بالزواج مثلًا، طيب هذا تبع أيضًا الرِّزْق يحتاج إلى طَلَب .....
ومن فوائدِها: وجوب شُكْرِ نعمَةِ لله سبحانه وتعالى لقولِه: (( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) فإنَّ اللهَ جعَلَ هذه النِّعَم وسخرَّها .... لِنَقوم بشُكْره سبحانِه وتعالى وقد مرَّ علينا كثيرًا بأَنَّ الشكر موضِعُه اللسان والقَلب والجوارح.