فائدة : في دوران الشمس والقمر على الأرض حفظ
وفي إسناد الجريان إلى كلٍّ منهما دليل على أنهما يسيران بذاتهما ويدوران على الأرض، وهذا شيء مشاهد أن الشمس تدور على الأرض وكذلك القمر، وما ادعاءُ علماء الهيئة من أن الأرض هي التي تدور والشمس لا تدور حول الأرض فإننا نكذبهم حتى يقوم لنا دليل حسي ما يكون لنا حجةً أمام الله عز وجل في الخروج عن ظاهر كلامه، وإلا فالواجب علينا نحو هذه الأمور ألا نخرج عن ظاهر كلام الله، لأن الله تعالى هو الخالق، والخالق أعلم بما خلَقَ من غيره، مُسَلَّم هذا ولّا لا؟
الطلاب: مُسَلَّم.
الشيخ : مسلم، ولأن كلام الله عز وجل أوضح الكلام وأبينُه فلا يمكن أن يكون فيه شيء من التعقيد لا اللفظي ولا المعنوي، بل هو واضح في المعنى ظاهر، ولأن كلام الله عز وجل أصدق الكلام فلا يمكن أن يخبرَنا الله عز وجل بأمرٍ لم يكن، أو بأمر يكون الواقع على خلافه، ولأن الله عز وجل أحبُّ أحدٍ يكون البيان إليه، يعني أنه يحب البيانَ لعباده أكثر من أي أحد، واقرَأْ قولَه تعالى: (( يبيِّن الله لكم أن تضلوا )) وما أشبهها من الآيات الدالة على أن الله عز وجل يريد أن يبيِّن لعباده ما يهتدون به، فإذا كان سبحانه وتعالى هو أحب مَن تكلم بالبيان أو هو أحب من يكون البيان إليه أحب وهو الله عز وجل، فإنَّ الله تعالى لا يمكن أن يقول في كلامه ما ليس فيه بيان لنا، إذًا فنحن نكذِّبهم ونقول: كذبتم أن يكون تعاقُب الليل والنهار مِن أجل دوران الأرض، بل تعاقب الليل والنهار من أجل دوران الشمس على الأرض، ولا غرابةَ في ذلك، هم يقولون كيفَ أن الكبير يدور على الصغير؟ وما في مانع نحن معكم بأن الشمس أكبر من الأرض لكن ما المانع من أن يكون الجزء الكبير أو الجرم الكبير هو الذي يدور على الصغير، ونحن إذا نظرنا إلى القرآن وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يضيف هذه الحركة إلى الشمس نفسِها، وكذلك إذا نظرنا إلى السُّنَّة ففي القرآن يقول الله تعالى: (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ))، وفي القرآن يقول الله تعالى: (( إني أحببت حب الخير عن ذِكْر ربي حتى توارت )) أي الشمس (( بالحجاب ))، وفي القرآن يقول: (( سخر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجل مسمى )) هذه ستة مواضع، نعم (( والشمس تجري لمستقر لها )) مثل (( كل يجري لأجل مسمى )) كلها تدل على أنَّ هذه الأفعال تقع من الشمس، لو كان هذا يأتي بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا طلعوا عليها، لأن إدارة الأرض فنحن الذين نطلع على الشمس ماهي بالشمس اللي تطلع علينا، وأما قولهم: إن هذا خطابٌ للناس بما يشاهدونه بأعينهم والأمر على خلافه يعني إذا طلعت حسب رؤية العين وفي الواقع أننا نحن الذين نطلُع عليها فبماذا نجيبهم؟ نقول: هذا خلاف أمر الله، ولا يمكن أن نحيد عن هذا الظاهر إلا بدليل محسوس يمكننا أن نحتَجَّ به أمام الله عز وجل، لأن الله سيحاسبنا يقول: لماذا عدلتم عن كلامي إلى كلام غيري؟ والخطاب من الله سبحانه وتعالى: )(إذا طلعت تزاور عن كهفهم() تزاور هي أي تميل، ولو كان ذلك بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تميل، ()وإذا غربت() لو كان هذا بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تغرُب عن الشمس، أما في السُّنَّة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: ( أتدري أين تذهب؟ ) أتدري أين تذهب؟ أسند الذهاب إليها، عندما غربت، ولو كانت الأرض هي التي دارت حتى اختفت الشمس لكان يقول: أتدري أين تذهب الأرض. مثلًا، والحاصل أنه يجب علينا وجوبًا أن نأخذَ بظاهر القرآن وأنَّ الشمس هي التي تدور على الأرض وأنَّه بدورانها يحصل اختلاف الليل والنهار، هذا الواجب، ولا يجوز أن نحيدَ عن هذا أبدًا إلا إذا قام الدليل الحسي على خلاف ذلك فإنه حينئذ يتعين التأويل، وصرفُ الكلام عن ظاهره، لأننا نعلم علمَ اليقين أنَّ القرآن لا يخالِف الواقع، أما شيء يقولونه بأوهامهم ويقدِّرُونه فإننا لا نوافقهم على ذلك، ولا يسع المؤمن أن يحيدَ عن ظاهرِ كلام الله لمجرد قولهم أبدًا، أما مسألة الأرض هل تدور أو ما تدور فنحن نقول: لا نصدِّق ولا نكذِّب فيمكن أن يكون لها دورَة ومع ذلك للشمس دورة، هم يقولون إذا أقررتم بدوران الأرض لزمكم أن تقولوا: إن الشمس ثابتة، فنقول: ليس ذلك بلازم يمكن يكون للشمس دورة وللأرض دورة أخرى ولا مانع من ذلك، ولكن مع هذا نقول: إنَّ الكلام في دوران الأرض من فُضُول العلم الذي لا ينبغِي للإنسان أن يُضِيع وقتَه به إلا رجلًا يحتاج إلى معرفة ذلك كما يُذْكَر أنهم يحتاجون إليه في الصواريخ الموجَّهَة وما أشبه ذلك مما هو معروف عند أهله فحينئذ إذا احتاج إليه فلا حرج أن يبحث فيه، أما إذا لم يحتج إليه فنقول: هذا ضياع وقت، وما الفائدة مِن أن تعلم أنها تدور أو لا تدور؟ احمد الله أنَّ الله جعلها قرارًا سواء كانت تدور أو لا تدور، نعم.
الطلاب: مُسَلَّم.
الشيخ : مسلم، ولأن كلام الله عز وجل أوضح الكلام وأبينُه فلا يمكن أن يكون فيه شيء من التعقيد لا اللفظي ولا المعنوي، بل هو واضح في المعنى ظاهر، ولأن كلام الله عز وجل أصدق الكلام فلا يمكن أن يخبرَنا الله عز وجل بأمرٍ لم يكن، أو بأمر يكون الواقع على خلافه، ولأن الله عز وجل أحبُّ أحدٍ يكون البيان إليه، يعني أنه يحب البيانَ لعباده أكثر من أي أحد، واقرَأْ قولَه تعالى: (( يبيِّن الله لكم أن تضلوا )) وما أشبهها من الآيات الدالة على أن الله عز وجل يريد أن يبيِّن لعباده ما يهتدون به، فإذا كان سبحانه وتعالى هو أحب مَن تكلم بالبيان أو هو أحب من يكون البيان إليه أحب وهو الله عز وجل، فإنَّ الله تعالى لا يمكن أن يقول في كلامه ما ليس فيه بيان لنا، إذًا فنحن نكذِّبهم ونقول: كذبتم أن يكون تعاقُب الليل والنهار مِن أجل دوران الأرض، بل تعاقب الليل والنهار من أجل دوران الشمس على الأرض، ولا غرابةَ في ذلك، هم يقولون كيفَ أن الكبير يدور على الصغير؟ وما في مانع نحن معكم بأن الشمس أكبر من الأرض لكن ما المانع من أن يكون الجزء الكبير أو الجرم الكبير هو الذي يدور على الصغير، ونحن إذا نظرنا إلى القرآن وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يضيف هذه الحركة إلى الشمس نفسِها، وكذلك إذا نظرنا إلى السُّنَّة ففي القرآن يقول الله تعالى: (( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ))، وفي القرآن يقول الله تعالى: (( إني أحببت حب الخير عن ذِكْر ربي حتى توارت )) أي الشمس (( بالحجاب ))، وفي القرآن يقول: (( سخر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى أجل مسمى )) هذه ستة مواضع، نعم (( والشمس تجري لمستقر لها )) مثل (( كل يجري لأجل مسمى )) كلها تدل على أنَّ هذه الأفعال تقع من الشمس، لو كان هذا يأتي بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا طلعوا عليها، لأن إدارة الأرض فنحن الذين نطلع على الشمس ماهي بالشمس اللي تطلع علينا، وأما قولهم: إن هذا خطابٌ للناس بما يشاهدونه بأعينهم والأمر على خلافه يعني إذا طلعت حسب رؤية العين وفي الواقع أننا نحن الذين نطلُع عليها فبماذا نجيبهم؟ نقول: هذا خلاف أمر الله، ولا يمكن أن نحيد عن هذا الظاهر إلا بدليل محسوس يمكننا أن نحتَجَّ به أمام الله عز وجل، لأن الله سيحاسبنا يقول: لماذا عدلتم عن كلامي إلى كلام غيري؟ والخطاب من الله سبحانه وتعالى: )(إذا طلعت تزاور عن كهفهم() تزاور هي أي تميل، ولو كان ذلك بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تميل، ()وإذا غربت() لو كان هذا بدوران الأرض لكان الأرض هي التي تغرُب عن الشمس، أما في السُّنَّة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: ( أتدري أين تذهب؟ ) أتدري أين تذهب؟ أسند الذهاب إليها، عندما غربت، ولو كانت الأرض هي التي دارت حتى اختفت الشمس لكان يقول: أتدري أين تذهب الأرض. مثلًا، والحاصل أنه يجب علينا وجوبًا أن نأخذَ بظاهر القرآن وأنَّ الشمس هي التي تدور على الأرض وأنَّه بدورانها يحصل اختلاف الليل والنهار، هذا الواجب، ولا يجوز أن نحيدَ عن هذا أبدًا إلا إذا قام الدليل الحسي على خلاف ذلك فإنه حينئذ يتعين التأويل، وصرفُ الكلام عن ظاهره، لأننا نعلم علمَ اليقين أنَّ القرآن لا يخالِف الواقع، أما شيء يقولونه بأوهامهم ويقدِّرُونه فإننا لا نوافقهم على ذلك، ولا يسع المؤمن أن يحيدَ عن ظاهرِ كلام الله لمجرد قولهم أبدًا، أما مسألة الأرض هل تدور أو ما تدور فنحن نقول: لا نصدِّق ولا نكذِّب فيمكن أن يكون لها دورَة ومع ذلك للشمس دورة، هم يقولون إذا أقررتم بدوران الأرض لزمكم أن تقولوا: إن الشمس ثابتة، فنقول: ليس ذلك بلازم يمكن يكون للشمس دورة وللأرض دورة أخرى ولا مانع من ذلك، ولكن مع هذا نقول: إنَّ الكلام في دوران الأرض من فُضُول العلم الذي لا ينبغِي للإنسان أن يُضِيع وقتَه به إلا رجلًا يحتاج إلى معرفة ذلك كما يُذْكَر أنهم يحتاجون إليه في الصواريخ الموجَّهَة وما أشبه ذلك مما هو معروف عند أهله فحينئذ إذا احتاج إليه فلا حرج أن يبحث فيه، أما إذا لم يحتج إليه فنقول: هذا ضياع وقت، وما الفائدة مِن أن تعلم أنها تدور أو لا تدور؟ احمد الله أنَّ الله جعلها قرارًا سواء كانت تدور أو لا تدور، نعم.