تفسير قول الله تعالى : (( ذلكم الله ربكم له الملك )) حفظ
(( ذلكم الله ربكم له الملك )) الإشارة تعود إلى ما ذُكِر مِن التسخير والجريان انتبه! أقول: ()ذلكم() تعود إلى ما ذُكِر من التسخير والجريان، أو تعود إلى الفاعل في قوله: ()سخر()؟
الطالب: الفاعل.
الشيخ : إذًا ذلكم المسخِّر الله فالمشار إليه الآن مفرَد مذكَّر، والمخاطب جماعة ذكور، وهنا نسأل: ماذا يُرَاعى في اسم الإشارة وكاف الخطاب؟ هل يراعَي المخاطَب أو المشَار إليه؟ نقول: أما اسم الإشارة فيُرَاعَى فيها المشار إليه، وأما الكاف فيراعَى فيها المخاطَب، عرفت؟ فإذا أشَرْتَ إلى رجُلَيْن مخاطِبًا جماعَةَ إناث يا ياسر! أشرْتَ إلى ذكرين مخاطِبًا جماعة إناث ماذا تقول؟
الطالب: هذان.
الشيخ : لا.
الطالب: ذانِكُنَّ.
الشيخ : نقول: ذانكن، ذانِ هذا تخاطب ذكرَين، كُنَّ تُخاطِب جماعة إناث، ذانِكُنَّ، في القرآن: (( قالت فذَلكن الذي لُمْتُنَّنِي فيه )) لكن هنا في الآية المشار إليه مفرد مذكر، نعم المشار إليه مفرد مذكر، طيب خَاطِب جماعة ذكور مُشِيرًا إلى جماعة إناث. يالَّا يا عيسى!
الطالب: تلكم.
الشيخ : تلكم صح؟ تلكم أو أولئكم؟ طيب يصلح هذا وهذا، طيب هل الأفصح في المخاطَب أن يكون الضمير على حسَب المخاطَب يعني جماعة ذكور إذا كان المخاطب جماعة ذكور، وجماعة إناث إذا كان المخاطب جماعة إناث، ومثَنَّى إذا كان المخاطب مثنى، مفرَد مفتوح إذا كان المخاطَب مذَكَّرًا، مفرد مكسور إذا كان المخاطَب مؤنثا؟ أو الأفصح أن يكون بلفظ الأفراد دائما؟ .. نقول: فيه ثلاث لغات: أولًا: أن يكون باعتبار المخاطَب مطلقًا هذا واحد، ثانيًا أن يكون بالفتح دائمًا، ثالثًا. أن يكون بالفتح دائما يعني للمفرد بفتح للمفرد، ثالثًا أن يكون بالفتح لمفرد في المذكر، وبالكسر لمفرد في المؤنث مطلقًا، كم هذه؟ ثلاث لغات ... زين ولّا؟ طيب اللغة الأولى وهي المشهورة الفصحى: أن تكون الكاف بحسب المخاطَب مطلقًا: تخاطِب مفردًا مذكر تقول: ذَلِكَ، مفردة مؤنثة: ذلكِ، مثنَّى ذلكما، جماعة ذكور ذلكم، جماعة الإناث ذلكُنّ، هذا الأفصح، ثانيًا: أن تجعلَه مفردا مفتوحًا في المذكَّر مطلقًا فتقول: ذلكَ سواءٌ كنتَ تخاطِبُ مفردًا أو مثنى أو جمع لكن بشرط أن يكون مذكرًا، وتقول في المؤنث ذلكِ سواءٌ كنت تخاطب واحدة أو جماعة أو مثنى، الثالث أن تجعلَه مفتوحًا بصيغة المذكَّرَ دائمًا أيًّا خاطبت فتقول: ذلك سواءٌ كنت تخاطب رجلًا أو امرأة جماعة أو مثنى أو مفرد، نعم، هنا يقول الله عز وجل: (( ذلكم الله ربكم )) المشار إليه في الآية )(ذلكم() المشار إليه ما نوعه.
الطلاب: ...
الشيخ : المشار إليه مفرد ايش بعد؟ مذكر، والمخاطَب جماعة لأن الله يخاطِبُ الناس جميعًا (( ذلكم الله ربكم )) الربّ يطْلَق على معانٍ كثيرة في اللغة العربية منها: الخالق المالك المدَبِّر فالربوبية معناه أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ مالِك مدَبِّر ولهذا قال: (( لهُ الملك )) جملة خبرية قُدِّمَ فيها الخبر للدلالة على الحصر يعني: له وحده الملك دون غيره، الملْكُ المطلق الشامل لله وحده، ملْكُ الذَّوَات والأعْيَان، ومُلْك التصرف في هذه الأعيان، فهو مالك لكل مخلوق، وهو المتصرف في كلِّ مخلوق، طيب فإذا قلت: كيف يصِحُّ الحصر مع أنَّ الله عز وجل أثبتَ الملْكَ لغيرِه فقال: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانكم )) وقال: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وقال: (( والذين يبتغون الكِتَاب مما ملكت إيمانكم )) فأثبتَ الملكَ لغيره وأن تقول: إن هذه الجملة فيها حصر فالجواب من وجهين: الوجهُ الأول أنَّ مُلْكَنا ليس ملكًا مطلقًا بل هو مُلْك مقيَّد بحسب الشريعة فأنا مثلًا مالك لهذا الحقيبة لكن لا أملك أن أتلفها هل أملك أن أتلفها؟ أبدا، لأن حرام علي أن أتلفها، مالك لهذه البعير مثلا لكن هل أن أملك أن أعذبها هل أملك أن أجرحها، ... والله ودي أجرح البعير هذا ما أملك هذا إلا بإذنٍ من الشرع، ولهذا لما أذِن الشرع بالوسم وسم البعير مع أنه مؤذ لها مؤلم جاز، ولَمَّا أذِن بإشعار الإبل والبقر في الهدي جاز، تعرفون الإشعار؟ الإشعار أن يُشَقَّ السنام بالسِّكِّين في الهدي حتى يسِيل الدَّم على الشَّعْر والجِلد، وش الفائدة من هذا؟ الفائدة يُعرَف أن هذه هدي ولذلك نحن نُشْعِرُها الإبل والبقر ونقلِّد الإبل والبقر والغنم، الغنَم ما فيها إشعار فيها تقليد فقط، نعم، وكأن ياسرًا يقول ما هو التقليد، التقليد أننا نضَع عليها قِلَادَة في العنق نعلِّق فيها النعال القديمة المتقَطِّعة وآذَان القِرَب، .. معروفة، القِرْبة واحدها قِرْبة، آذان القِرَب يعني قطع القرب يتعلق بها، نعلقه على هذه البعير أو البقرة أو الشاة لماذا؟ ليعرف أنها هدْي، لأن النعال المتقطعة وقطع القرب تدل على ايش؟ الرثاثة والفقر إشارة إلى أن هذه للفقراء لكن قصدنا أن ملكنا - نعود إلى الأصل - أنَّ ملكنا للشيء مقيَّد ولَّا مطلق؟
الطلاب: مقيد.
الشيخ : مقيَّد أي نعم، ثانيًا أنه مُلْك قاصِر يعني ليس شامِلًا، فأنا مثلا أملك هذه الحقيبة لكن أنت لا تملكها، وأنت تملك هذا الكتاب وأنا لا أملكُه، إذًا فهو ملك قاصر لا يتعدى، أما مُلْك الله عز وجل فإنه مُلْك مطلق يتصرف في ملكه كما يشاء وهو ملك عامٌّ شامل أليس كذلك؟ الله عز وجل ينزل الأمراض وينزل الجروح في مخلوقاته ولَّا لا؟ أليس ... الإنسان يظهر فيه جروح تؤلمه وتزعجه وآلام في أعصابه وفي عظامه لو أن أحدا من المخلوقين أراد أن يفعل ذلك لكان ممنوعًا ولا يجوز لكن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))، إذًا الله هو الرب وهو الذي له الملك وهذا الملك .. شامل للأعيان والذوات وشامل للتصرف فيها، ومنه التصرف في الحكم فالأحكام الشرعية لا تُتَلَّقى إلَّا من الله عز وجل ويجب أن نؤمن ونطبق جميع أحكام الله سواءٌ كان ذلك في العبادات أو في المعاملات أو الأحوال يجب أن نطَبِّقَ الجميع، فإن قال أحد من الناس: العبادَة حَقُّ الله فهي بيني وبينه ولا أتجاوز ما شرَع، والمعاملة حقّ الإنسان له أن يتجاوز الشرع فيها فأنا لي أن أعدِل عن شريعة الله إلى حُكم الطواغيت يجوز ولَّا لا؟
الطلاب: لا يجوز
الشيخ : انتبه يا أخ! ... العبادة حقُّ الله خاص ... البيع والشراء .. لمصلحة فأي من البيع والشراء يتفق مع المصلحة والكسب فلي أن أفعلَه ربا غش مكر كل شيء، واش عليكم مني؟ هذا تصرف لنا، المسجد لله والوطن للشعب أو للجميع ما عليكم منا، نقول: (( ذلكم الله ربكم له الملك )) ليس لأحد ملك، الملك لله عز وجل يتصرف في هذا الملك كما يشاء حِلًّا وحرمة وإيجابا ولا أحد يدخُل في ذلك، والذي يقول هذا ويعمَل بالشرع في العبادات وينكر الشرع في المعاملات نقول: إنه كافر مرتد عن الإسلام لا يجوز إقراراه على هذا الشيء، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقا )) فالإيمان ببعض الرسل دون بعض كالإيمان ببعض الشريعة دون بعض، لأن الأول تجزئة في الرسل وهذا تجزِئة في المرسل به ولا فرق، فالذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هو في الحقيقة كافر في الجميع لأننا نقول: لو سلمتَ أنه من الله وأنه شرعه ما كفرت به، فإذا كفرتَ به فهو كفر بالجميع، وشرْعُ الله تعالى لا يتبعض، ومن هنا نأخذ خطورة الأمر في كثير من بلدان المسلمين الذين يُحَكِّمون فيما بينهم غير شريعة الله ويرَوْن أن هذه القوانين الوضعية الطاغوتية أفضل من شرع الله، وأقْوَم لمصالح عباد الله مما شرعه الله، نسأل الله العافية، وهذا بلا شك نقص في عقولهم وذهابٌ لأديانهم، كيف يكون هذا الوضع الطاغوتي المحدَث المبْنِيّ على العقل القاصر أفضَل وأنفع للعباد من شرع الله عز وجل الذي شرعه لعباده وهو أعلم بمصالحهم وأحكم لِمَا يرشدهم، أيّ إنسان عنده عقل فضلًا عن أن يكون عنده إيمان لا يمكن أبدا أن يدور في فِكْره أن هذه الأحكام الوضعية المخالفة لشرع الله خير لعباد الله من شرع الله إلا مخبَّلًا ومجنونًا والعياذ بالله، وما ذلك بغريب على بني آدم كالذين كانوا يعبدون الأحجار في الجاهلية مِثْلُ هؤلاء في السفه، هؤلاء أيضًا عبدوا آراء غيرهم وقدَّمُوها على شريعة الله، طيب والقول بأن الدين لله والوطن للخلْق صح؟
الطالب: لا، غير صحيح.
الشيخ : هذا خطأٌ ظاهر، يقال: الدين لله والبلاد لله (( إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده )) ما هي لك، الأرض لله والشعب لله والدين لله وكل شيء هو لله، وإذا كان لله فالواجب علينا أن نسير على هدي الله، والله الموفق. نعم
الطالب: الفاعل.
الشيخ : إذًا ذلكم المسخِّر الله فالمشار إليه الآن مفرَد مذكَّر، والمخاطب جماعة ذكور، وهنا نسأل: ماذا يُرَاعى في اسم الإشارة وكاف الخطاب؟ هل يراعَي المخاطَب أو المشَار إليه؟ نقول: أما اسم الإشارة فيُرَاعَى فيها المشار إليه، وأما الكاف فيراعَى فيها المخاطَب، عرفت؟ فإذا أشَرْتَ إلى رجُلَيْن مخاطِبًا جماعَةَ إناث يا ياسر! أشرْتَ إلى ذكرين مخاطِبًا جماعة إناث ماذا تقول؟
الطالب: هذان.
الشيخ : لا.
الطالب: ذانِكُنَّ.
الشيخ : نقول: ذانكن، ذانِ هذا تخاطب ذكرَين، كُنَّ تُخاطِب جماعة إناث، ذانِكُنَّ، في القرآن: (( قالت فذَلكن الذي لُمْتُنَّنِي فيه )) لكن هنا في الآية المشار إليه مفرد مذكر، نعم المشار إليه مفرد مذكر، طيب خَاطِب جماعة ذكور مُشِيرًا إلى جماعة إناث. يالَّا يا عيسى!
الطالب: تلكم.
الشيخ : تلكم صح؟ تلكم أو أولئكم؟ طيب يصلح هذا وهذا، طيب هل الأفصح في المخاطَب أن يكون الضمير على حسَب المخاطَب يعني جماعة ذكور إذا كان المخاطب جماعة ذكور، وجماعة إناث إذا كان المخاطب جماعة إناث، ومثَنَّى إذا كان المخاطب مثنى، مفرَد مفتوح إذا كان المخاطَب مذَكَّرًا، مفرد مكسور إذا كان المخاطَب مؤنثا؟ أو الأفصح أن يكون بلفظ الأفراد دائما؟ .. نقول: فيه ثلاث لغات: أولًا: أن يكون باعتبار المخاطَب مطلقًا هذا واحد، ثانيًا أن يكون بالفتح دائمًا، ثالثًا. أن يكون بالفتح دائما يعني للمفرد بفتح للمفرد، ثالثًا أن يكون بالفتح لمفرد في المذكر، وبالكسر لمفرد في المؤنث مطلقًا، كم هذه؟ ثلاث لغات ... زين ولّا؟ طيب اللغة الأولى وهي المشهورة الفصحى: أن تكون الكاف بحسب المخاطَب مطلقًا: تخاطِب مفردًا مذكر تقول: ذَلِكَ، مفردة مؤنثة: ذلكِ، مثنَّى ذلكما، جماعة ذكور ذلكم، جماعة الإناث ذلكُنّ، هذا الأفصح، ثانيًا: أن تجعلَه مفردا مفتوحًا في المذكَّر مطلقًا فتقول: ذلكَ سواءٌ كنتَ تخاطِبُ مفردًا أو مثنى أو جمع لكن بشرط أن يكون مذكرًا، وتقول في المؤنث ذلكِ سواءٌ كنت تخاطب واحدة أو جماعة أو مثنى، الثالث أن تجعلَه مفتوحًا بصيغة المذكَّرَ دائمًا أيًّا خاطبت فتقول: ذلك سواءٌ كنت تخاطب رجلًا أو امرأة جماعة أو مثنى أو مفرد، نعم، هنا يقول الله عز وجل: (( ذلكم الله ربكم )) المشار إليه في الآية )(ذلكم() المشار إليه ما نوعه.
الطلاب: ...
الشيخ : المشار إليه مفرد ايش بعد؟ مذكر، والمخاطَب جماعة لأن الله يخاطِبُ الناس جميعًا (( ذلكم الله ربكم )) الربّ يطْلَق على معانٍ كثيرة في اللغة العربية منها: الخالق المالك المدَبِّر فالربوبية معناه أنَّ الله سبحانه وتعالى خالِقٌ مالِك مدَبِّر ولهذا قال: (( لهُ الملك )) جملة خبرية قُدِّمَ فيها الخبر للدلالة على الحصر يعني: له وحده الملك دون غيره، الملْكُ المطلق الشامل لله وحده، ملْكُ الذَّوَات والأعْيَان، ومُلْك التصرف في هذه الأعيان، فهو مالك لكل مخلوق، وهو المتصرف في كلِّ مخلوق، طيب فإذا قلت: كيف يصِحُّ الحصر مع أنَّ الله عز وجل أثبتَ الملْكَ لغيرِه فقال: (( إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانكم )) وقال: (( أو ما ملكتم مفاتحه )) وقال: (( والذين يبتغون الكِتَاب مما ملكت إيمانكم )) فأثبتَ الملكَ لغيره وأن تقول: إن هذه الجملة فيها حصر فالجواب من وجهين: الوجهُ الأول أنَّ مُلْكَنا ليس ملكًا مطلقًا بل هو مُلْك مقيَّد بحسب الشريعة فأنا مثلًا مالك لهذا الحقيبة لكن لا أملك أن أتلفها هل أملك أن أتلفها؟ أبدا، لأن حرام علي أن أتلفها، مالك لهذه البعير مثلا لكن هل أن أملك أن أعذبها هل أملك أن أجرحها، ... والله ودي أجرح البعير هذا ما أملك هذا إلا بإذنٍ من الشرع، ولهذا لما أذِن الشرع بالوسم وسم البعير مع أنه مؤذ لها مؤلم جاز، ولَمَّا أذِن بإشعار الإبل والبقر في الهدي جاز، تعرفون الإشعار؟ الإشعار أن يُشَقَّ السنام بالسِّكِّين في الهدي حتى يسِيل الدَّم على الشَّعْر والجِلد، وش الفائدة من هذا؟ الفائدة يُعرَف أن هذه هدي ولذلك نحن نُشْعِرُها الإبل والبقر ونقلِّد الإبل والبقر والغنم، الغنَم ما فيها إشعار فيها تقليد فقط، نعم، وكأن ياسرًا يقول ما هو التقليد، التقليد أننا نضَع عليها قِلَادَة في العنق نعلِّق فيها النعال القديمة المتقَطِّعة وآذَان القِرَب، .. معروفة، القِرْبة واحدها قِرْبة، آذان القِرَب يعني قطع القرب يتعلق بها، نعلقه على هذه البعير أو البقرة أو الشاة لماذا؟ ليعرف أنها هدْي، لأن النعال المتقطعة وقطع القرب تدل على ايش؟ الرثاثة والفقر إشارة إلى أن هذه للفقراء لكن قصدنا أن ملكنا - نعود إلى الأصل - أنَّ ملكنا للشيء مقيَّد ولَّا مطلق؟
الطلاب: مقيد.
الشيخ : مقيَّد أي نعم، ثانيًا أنه مُلْك قاصِر يعني ليس شامِلًا، فأنا مثلا أملك هذه الحقيبة لكن أنت لا تملكها، وأنت تملك هذا الكتاب وأنا لا أملكُه، إذًا فهو ملك قاصر لا يتعدى، أما مُلْك الله عز وجل فإنه مُلْك مطلق يتصرف في ملكه كما يشاء وهو ملك عامٌّ شامل أليس كذلك؟ الله عز وجل ينزل الأمراض وينزل الجروح في مخلوقاته ولَّا لا؟ أليس ... الإنسان يظهر فيه جروح تؤلمه وتزعجه وآلام في أعصابه وفي عظامه لو أن أحدا من المخلوقين أراد أن يفعل ذلك لكان ممنوعًا ولا يجوز لكن الله عز وجل له أن يفعل ما شاء (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))، إذًا الله هو الرب وهو الذي له الملك وهذا الملك .. شامل للأعيان والذوات وشامل للتصرف فيها، ومنه التصرف في الحكم فالأحكام الشرعية لا تُتَلَّقى إلَّا من الله عز وجل ويجب أن نؤمن ونطبق جميع أحكام الله سواءٌ كان ذلك في العبادات أو في المعاملات أو الأحوال يجب أن نطَبِّقَ الجميع، فإن قال أحد من الناس: العبادَة حَقُّ الله فهي بيني وبينه ولا أتجاوز ما شرَع، والمعاملة حقّ الإنسان له أن يتجاوز الشرع فيها فأنا لي أن أعدِل عن شريعة الله إلى حُكم الطواغيت يجوز ولَّا لا؟
الطلاب: لا يجوز
الشيخ : انتبه يا أخ! ... العبادة حقُّ الله خاص ... البيع والشراء .. لمصلحة فأي من البيع والشراء يتفق مع المصلحة والكسب فلي أن أفعلَه ربا غش مكر كل شيء، واش عليكم مني؟ هذا تصرف لنا، المسجد لله والوطن للشعب أو للجميع ما عليكم منا، نقول: (( ذلكم الله ربكم له الملك )) ليس لأحد ملك، الملك لله عز وجل يتصرف في هذا الملك كما يشاء حِلًّا وحرمة وإيجابا ولا أحد يدخُل في ذلك، والذي يقول هذا ويعمَل بالشرع في العبادات وينكر الشرع في المعاملات نقول: إنه كافر مرتد عن الإسلام لا يجوز إقراراه على هذا الشيء، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقا )) فالإيمان ببعض الرسل دون بعض كالإيمان ببعض الشريعة دون بعض، لأن الأول تجزئة في الرسل وهذا تجزِئة في المرسل به ولا فرق، فالذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هو في الحقيقة كافر في الجميع لأننا نقول: لو سلمتَ أنه من الله وأنه شرعه ما كفرت به، فإذا كفرتَ به فهو كفر بالجميع، وشرْعُ الله تعالى لا يتبعض، ومن هنا نأخذ خطورة الأمر في كثير من بلدان المسلمين الذين يُحَكِّمون فيما بينهم غير شريعة الله ويرَوْن أن هذه القوانين الوضعية الطاغوتية أفضل من شرع الله، وأقْوَم لمصالح عباد الله مما شرعه الله، نسأل الله العافية، وهذا بلا شك نقص في عقولهم وذهابٌ لأديانهم، كيف يكون هذا الوضع الطاغوتي المحدَث المبْنِيّ على العقل القاصر أفضَل وأنفع للعباد من شرع الله عز وجل الذي شرعه لعباده وهو أعلم بمصالحهم وأحكم لِمَا يرشدهم، أيّ إنسان عنده عقل فضلًا عن أن يكون عنده إيمان لا يمكن أبدا أن يدور في فِكْره أن هذه الأحكام الوضعية المخالفة لشرع الله خير لعباد الله من شرع الله إلا مخبَّلًا ومجنونًا والعياذ بالله، وما ذلك بغريب على بني آدم كالذين كانوا يعبدون الأحجار في الجاهلية مِثْلُ هؤلاء في السفه، هؤلاء أيضًا عبدوا آراء غيرهم وقدَّمُوها على شريعة الله، طيب والقول بأن الدين لله والوطن للخلْق صح؟
الطالب: لا، غير صحيح.
الشيخ : هذا خطأٌ ظاهر، يقال: الدين لله والبلاد لله (( إنَّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده )) ما هي لك، الأرض لله والشعب لله والدين لله وكل شيء هو لله، وإذا كان لله فالواجب علينا أن نسير على هدي الله، والله الموفق. نعم