تفسير قول الله تعالى : (( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير )) حفظ
.. الواو إما استئنافية ولَّا عاطفة من باب عطف الجُمَل بعضِها على بعض ()الذين)( مبتدأ وجملة )(ما يملكون)( خبره، وقوله: (( الذين تدعون من دونه )) قال المؤلف: " تعبدون " لأن الدعاء عبادة والعابد لله عز وجل تتضمَّنُ عبادَته الدعاء كالصلاة مثلًا فيها دعاء وهي عبادة، وقد تكون دعاءً بلسان الحال، لأنَّ العابد ماذا يريد؟ الفوز بالجنة والنجاة من النار فهو وإن لم يقل: أسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار فهو لا يريد إلا ذلك، إذًا ... بلسان الحال ولهذا نقول: إنَّ الدعاء عبادة قال الله تعالى: (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي )) بعد قوله: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ))، فدلّ هذا على أنَّ الدعاء عبادة، هنا يقول: (( والذين يدعون من دونه )) قال المؤلف: " يعبدون " يعبدون إمَّا بالعبادة فعل كالركوع للصنم والسجود للصنم والذبح له والنَّذْرِ له وما أشبه ذلك، أو يدعونه دعاءَ مسألة لا دعاء عبادة فيأتون إلى الصنم وإلى القبر ويسألونه حاجاتِهم ويستغيثون بهم، فشمل قوله: (( يدعون )) دعاء المسألة ودعاء العبادة، وقلت: إن دعاء العبادة دعاءُ مسألة لكن بلسان الحال، طيب، كيف يدعون هؤلاء؟ أقول: يدعونهم يدعون هذه الأصنام على وجهين: إما بدعاء مسألة وإما بدعاء عبادة، ودعاءُ العبادة دعاء بلسان الحال، قال: " (( من دونه )) أي غيرِه وهُمُ الأصنام " الأصنام تارة يعبِّر الله عنها بصيغة المؤنث وتارة يعبر عنها بصيغة المذكر هنا عبر عنها بصيغة المذكر العاقل (( الذين يدعون )) هذا للمذكر العاقل، وإنما وصف هذه مع أنها جماد ميتة للتَّنَزُّل مع هؤلاء العابدين لها وذِكرِها على أكمل حال يعتقدونها فيها، يعني هي مع كمالها على زعمكم كونها من ذوات العقل لا تملك شيئًا، قال: (( ما يملكون من قطمير )) )(مِن)( زائدة ولهذا نقول: قطمير مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد أي ما يملكون قطميرًا، نعم، القطمير يقول: " لِفافة من ورق " وسبق لنا أن في النواة ثلاثة أشياء يضربُ بها المثل في الحقارة: قطمير، ونقير، وفتيل، قال: (( مِن قطمير )).