تفسير قول الله تعالى : (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )) حفظ
ثم قال الله تعالى: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله )) في كل حال (( والله هو الغني )) عن خلقه (( الحميد )) المحمود في صُنْعِه بهم " (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله )) هذا النداء عام للمؤمن والكافر والبَرّ والفاجر والصغير والكبير والذكر والأنثى، الناس عمومًا، وصدَّر الله هذا الحكم بهذا الخطاب الذي هو النداء، لأجل التنبيه وبيان الاهتمام به، وفي الحقيقة أنه قد يقال: كلُّ أحد يعلم أنه فقير إلى الله لكن هل نحن عملنا بمقتضى هذا العلم؟ لا (( كلا إِنَّ الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى )) فقرَّر الله تعالى هذه الحال الثابتة التي لا ينفَكُّ عنها إنسان وهي الفقر إلى الله مِن أجل أن يعمل بمقتضى هذه الحال فيرجع إلى الله عز وجل ولا يسأل إلا الله، (( يا أيها الناس أنتم الفقراء )) الجملة هذه جملة اسمية مفيدة الحصر، لأنَّ طرفيها ايش؟ معرفتان ((أنتم)) هذا ضمير معرفة، ((الفقراء)) محلًّى بـ((الـ)) فهو معرفة، طيب، ((أنتم الفقراء)) طيب وغير الناس؟ أغنياء عن الله ولّا لا؟
الطلاب: لا.
الشيخ : لا، لكن لَمَّا كان الإنسان هو الذي قد يرَى نفسَه مستغنيًا عن الله حصَر الفَقْر فيه كأنه يقول: إن لم يكن أحدٌ فقيرًا إلى الله فأنتم فقراء ولا بد، وإذا كان الإنسان العاقل المدبر لنفسه فقيرًا إلى الله فما بالُك بالبهيمة أليست أشد فقرًا؟ بلى هي أشد فقرًا إلى الله عز وجل من الإنسان، لكنه خاطب الإنسان بذلك، لأنه هو الذي يرى أنه قد استغنى عن الله وأنه غني عن الله، بل بعضُ بني آدم عكَس القضية قال: (( إنَّ الله فقير ونحن أغنياء )) والعياذ بالله فعكَس القضية والواقع الذي تشهد به الفطرة.
قال: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله )) ((إلى)) هذه للغاية أي أنَّ فقركم منْتَهٍ إلى الله عز وجل لا يسُدُّ عوزَكم إلا الله، ثم قال: (( والله هو الغني )) أي ضد الفقر والغنِيُّ أي المستغْنِي عن غيرِه كما قال الله تعالى في سورة التغابن (( فكفَرُوا وتولوا واستغنى الله )) فالله عز وجل ذُو الغِنَى الواسع ومع ذلك فإنَّ غناه مقرُونٌ بحمدِه ولهذا قال: (( الغنِيُّ الحميد )) فهو غنِيٌّ يُحمَد على غِناه، لأنه يجودُ به على غيرِه، لكن بنو آدم قد يكون الإنسان منهم غنِيًّا ولكن ليس حميدًا، فإذا كان غنيًّا وتسلَّط بغناه على غيره وفَخَر به على الناس ولم يقُمْ بما يجب عليه صار غنِيًّا: حميدًا ولّا لا؟ غير حميد، لكن الله عز وجل غنِيٌّ حميد، وكلمة حميد يصِحُّ أن تكون بمعنى اسم الفاعل ويصح أن تكون بمعنى اسم المفعول: اسم الفاعل لأنه سبحانه وتعالى حامِد، يحمَد من عباده كل مَن يستحِقّ الحمد منهم ولهذا يثْنِي على رسلِه وأنبيائه وعباده الصالحين والثناء عليهم هو الحمد، وهو أيضًا محمود على أمرَين: على ما له مِن كمال الصفات، وعلى ما له من كمال الإنعام، فهو محمود لكمال الصفات ومحمود لكمال إنعامه، وهنا نقول: الحميد محمود لكمال غِناه وكمال جُودِه بهذا الغنى ولّا لا؟ لأنه ليس كل غني يكون محمودًا بالذي ما عنده مِن الغنى لكن الله عز وجل غنيٌّ حميد، وقوله: (( والله هو الغني الحميد )) هو مبتدأ، ايش؟
الطالب: ضمير فصل.
الشيخ : ضمير فصلٍ، وضمير الفصل له ثلاث فوائد يا ياسر! نعم له ثلاث فوائد
الطالب: الحصر والفائدة الثانية
الشيخ : وش معنى الحصر؟ اشرح لي هذي
الطالب: .... الله سبحانه وتعالى
الشيخ : ليس غيره، الله .. لا غير، كما نقول زيد هو الفاضل يعني لا غير، طيب هذا واحد. هذه فائدة الفائدة الثانية
الطالب: يفصل بين الخبر والصفة.
الشيخ : الفصل بين الخبر والصفة يعني التمييز بينهما، الثالث
الطالب: التوكيد.
الشيخ : التوكيد، إذا قلت: زيد هو القائم فهو أوكد من قولك زيدٌ قائم، ... فالفائدة إذًا فوائده ثلاث، (( والله هو الغني الحميد )).
الطلاب: لا.
الشيخ : لا، لكن لَمَّا كان الإنسان هو الذي قد يرَى نفسَه مستغنيًا عن الله حصَر الفَقْر فيه كأنه يقول: إن لم يكن أحدٌ فقيرًا إلى الله فأنتم فقراء ولا بد، وإذا كان الإنسان العاقل المدبر لنفسه فقيرًا إلى الله فما بالُك بالبهيمة أليست أشد فقرًا؟ بلى هي أشد فقرًا إلى الله عز وجل من الإنسان، لكنه خاطب الإنسان بذلك، لأنه هو الذي يرى أنه قد استغنى عن الله وأنه غني عن الله، بل بعضُ بني آدم عكَس القضية قال: (( إنَّ الله فقير ونحن أغنياء )) والعياذ بالله فعكَس القضية والواقع الذي تشهد به الفطرة.
قال: (( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله )) ((إلى)) هذه للغاية أي أنَّ فقركم منْتَهٍ إلى الله عز وجل لا يسُدُّ عوزَكم إلا الله، ثم قال: (( والله هو الغني )) أي ضد الفقر والغنِيُّ أي المستغْنِي عن غيرِه كما قال الله تعالى في سورة التغابن (( فكفَرُوا وتولوا واستغنى الله )) فالله عز وجل ذُو الغِنَى الواسع ومع ذلك فإنَّ غناه مقرُونٌ بحمدِه ولهذا قال: (( الغنِيُّ الحميد )) فهو غنِيٌّ يُحمَد على غِناه، لأنه يجودُ به على غيرِه، لكن بنو آدم قد يكون الإنسان منهم غنِيًّا ولكن ليس حميدًا، فإذا كان غنيًّا وتسلَّط بغناه على غيره وفَخَر به على الناس ولم يقُمْ بما يجب عليه صار غنِيًّا: حميدًا ولّا لا؟ غير حميد، لكن الله عز وجل غنِيٌّ حميد، وكلمة حميد يصِحُّ أن تكون بمعنى اسم الفاعل ويصح أن تكون بمعنى اسم المفعول: اسم الفاعل لأنه سبحانه وتعالى حامِد، يحمَد من عباده كل مَن يستحِقّ الحمد منهم ولهذا يثْنِي على رسلِه وأنبيائه وعباده الصالحين والثناء عليهم هو الحمد، وهو أيضًا محمود على أمرَين: على ما له مِن كمال الصفات، وعلى ما له من كمال الإنعام، فهو محمود لكمال الصفات ومحمود لكمال إنعامه، وهنا نقول: الحميد محمود لكمال غِناه وكمال جُودِه بهذا الغنى ولّا لا؟ لأنه ليس كل غني يكون محمودًا بالذي ما عنده مِن الغنى لكن الله عز وجل غنيٌّ حميد، وقوله: (( والله هو الغني الحميد )) هو مبتدأ، ايش؟
الطالب: ضمير فصل.
الشيخ : ضمير فصلٍ، وضمير الفصل له ثلاث فوائد يا ياسر! نعم له ثلاث فوائد
الطالب: الحصر والفائدة الثانية
الشيخ : وش معنى الحصر؟ اشرح لي هذي
الطالب: .... الله سبحانه وتعالى
الشيخ : ليس غيره، الله .. لا غير، كما نقول زيد هو الفاضل يعني لا غير، طيب هذا واحد. هذه فائدة الفائدة الثانية
الطالب: يفصل بين الخبر والصفة.
الشيخ : الفصل بين الخبر والصفة يعني التمييز بينهما، الثالث
الطالب: التوكيد.
الشيخ : التوكيد، إذا قلت: زيد هو القائم فهو أوكد من قولك زيدٌ قائم، ... فالفائدة إذًا فوائده ثلاث، (( والله هو الغني الحميد )).