تفسير قول الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) حفظ
قال الله تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) لَمَّا بيَّن سبحانه وتعالى ما يؤول إليه أمر هؤلاء الكفار وهدَّد من خرج عن طاعته بأنه قادر على أن يذهبهم ويأت بخلق جديد ذكَر براءة غير الوازرين من الوازرين يعني أن شرك هؤلاء المشركين لا يؤثر على أولئك المؤمنين الموَحِّدين قال: (( ولا تزر )) قال المؤلف: " نفس (( وازرة )) آثمة " (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) ((وازرة)) أفادنا المؤلف بتقدير نفس أن وازرة صفة لموصوف محذوف تقديره نفْس وقوله: ((وازرة)) أي آثمة وهل المراد آثمة بالفعل أو أنها من ذوات الوِزْر والإثم، وهو المكَلَّف البالغ العاقل يعني أنَّ من يكون أهلًا لأن يَأْثَم إذا فعل لا يتحمَّل إثم غيره ويكون الفائدة من ذكر الوازرة أنَّ الصغير مثلًا لا يتحمل إثمًا لا له ولا لغيرِه بخلاف الكبير الذي يتحَمَّل الإثم فهل يتحمل إثْمَ غيره؟ يقول الله عز وجل: (( ولا تزر وازرة )) قال المؤلف: " آثمة أي لا تحمِل " ..كلمة ((تزر)) فسرها المؤلف بقوله: " أي لا تحمل " وهذا تفسير بالمراد لا بالمعنى المطابق للفظ، لأن المعني المطابق للفظ في (( تزر )) أي تأثم، إذْ أن الوزر هو الإثم ولكن مر علينا كثيرا أنّ تفسير القرآن قد يراد به التفسير المطابق للفظ، وقد يراد به التفسير بالمعنى المراد لا المطابق للفظ، أي لا تحمِل وزر نفس أخرى، أفادنا أيضًا بقوله: " وِزْرَ نفس " صفة لموصوف محذوف تقديرُه نفس أي أنَّ زيدًا لا يحمِل إثم عمرِو وهندًا لا تحمل وِزْر فاطمة مثلًا، واضح؟ كلٌّ يحمل وزره، قال الله تعالى -مبينًا ذلك في جملة تعتبر قاعدة-: (( كلُّ نفسٍ بما كسبَت رهينة )) (( كل امرئ بما كسب رهين )) أما مَن لم يكسب شيئًا فليس عليه من إثم الآخرين شيئًا، ولا يعارِض هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَن سَنّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) لأن سنّه إياه يعتبر وزرًا، لأنه هو الذي شقّ الطريق له ومهد السبل فلهذا كان عليه وزرها ووِزر مَن عمل بها إلى يوم القيامة، فالآية هنا لا تنافي الحديث.