فوائد قول الله تعالى : (( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد )) حفظ
ثم قال عز وجل: (( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد )) يستفاد من هذه الآية الكريمة تمام قدرة الله عز وجل حيث بيَّن أنه قادِر على أن يُذْهِبَنا ثم يأتي بخلق جديد.
ومن فوائدها إثبات المشيئة لله (( إن يشأ )).
ومن فوائدها التحذير من مخالفته تعالى ... بهذا التهديد التحذير من مخالفته
ومن فوائدها أيضًا أن الخلق حادِث ليس أزليًّا، لقوله: (( إن يشأ يذهبكم )) هذي .. (( ويأت بخلق جديد )) فيه أيضًا دلالة، طيب أما الأُولى فوجه الدلالة أن من قابلًا لعدم فهو قابل بالحدوث، وأما الثانية فهي قوله: (( بخلق جديد )) هل نستفيد منها ثبوت حدوث أفعال الله باعتبار المفعولات؟
الطلاب: نعم.
الشيخ : نعم، لأن كل مخلوق كائِنٌ بالخلق فإذا كان المخلوق جديدًا لزم أن يكون الخلق أيضًا جديدًا، فمثلًا خلْقُ الله للجنين في بطْنِ أمه حادث ولَّا لا؟
الطلاب: حادث.
الشيخ : حادث، ضرورة أن المخلوق حادث، أما جنس فِعْل الله فهو أزلي، يعني الله تعالى لم يزَلْ فعالًا فهناك فرق بين وصْف الله تعالى بالفِعل على الإطلاق وبين وصف الله بالفعل مقرونًا بالمفعول، فالفعل المقرون بالمفعول لا شك أنّه حادث، والفعل المطلق أن الله لم يزل فعالًا لما يريد هذا أزلي، طيب هل نستفيد من ذلك جواز تهديد الإنسان بالأشياء المحسوسة ليستقيم على أمر الله؟ نعم لأن هذا تهديد من الله عز وجل لنستقيم على أمره، إذًا نقول: إن العقوبات الحسية وإن حَمَلَت على الاستقامة فإنها محمودة، لأنها من فعل الله، ولهذا أوجب الله علينا أن نحُدَّ الزاني ونقطع السارق ولَّا لا؟ علشان ايش؟ أن يرتدع لا يقول قائل: إنك إذا فعلت ذلك فإنك قد حملت الناس على أن يترُكوا الأمر لا لله، لأن بعض الناس يقول: كيف هذا، كيف تقع في .. معناه أن الإنسان ما .. الزنا أو السرقة إلا خوفًا من العقوبة معنى ذلك أنك تحمل الناس على أن يدعوا المحارم لا خوفًا من الله ولكن خوفًا من العقوبة، فنقول: إن هذا فيه إصلاح، ووسيلة الإصلاح ما عليه من نية الذي يحاوَل إصلاحُه، طيب هل يستفاد منها جواز إعطاء الجائزة تشجيعًا لِمَن عمل صالِحًا ولّا لا، يعني بمعنى القياس العكس
الطالب: ...
الشيخ : لا توافقوهم (( ودُّوا لو تدهن فيدهنون )) لا تداهنوا، هل يؤخذ من هذه الآية جواز إعطاء المكافئات لمن يعمل عملًا صالحًا من باب قياس العكس؟
الطالب: ....
الشيخ : طيب.
الطالب: ... أي بس بعيدة
الشيخ : أي بس بعيدة أي خبر مقدم وبس مبتدأ مؤخر!
الطالب: أي بس بعيدة أنَّ الله سبحانه وتعالى إنما عاقبهم لفعلهم المعصية ... إذا فعلوا الطاعة أن الله سبحانه وتعالى يجازيهم على ذلك.
الشيخ : يثيبهم على ذلك ألم يمر عليكم (من أحب أن يبسط له في رزقه .. فليصل رحمه)؟
الطالب: ......
الشيخ : أي لكن فيه تشجيع على كل حال أنا أردت أنه هل يمكن أن تؤخذ من هذه الآية ... المكافئة على العمل ثابتة في السنة وفي غير السنة أيضًا، الرسول قال: ( من قتل قتيلًا فله سلبُه ) في الجهاد في سبيل الله وسلبه ما عليه من الثياب ونحوها، وهذه مكافئة، والعلماء قالوا: يجوز أن يجعَل لِمَن دلَّهم على حصن أو ما أشبه ذلك من الأمور التي فيها مصلحة للمجاهدين يجوز أن يجعل له جعلًا، وأنتم مر عليكم أن للإمام أن ينفِّل السرية ولّا لا؟ في الرجعة وفي ..، كل هذي من باب المكافئة على فعل الخير هذا ثابت، لكن أنا قصدي هل نأخذه من الآية؟ نقول: يمكن أن نأخذ من الآية على سبيل قياس العكس، فإن قلت: أثبت لنا قياس العكس، لأننا في شك من إثبات القياس أولًا. نقول عندنا إثبات قياس العكس قال عليه الصلاة والسلام: ( وفي بضع أحدكم صدقة ) يعني أن الرجل إذا أتى أهله فذلك صدقة الصحابة قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: ( أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه ورز ) قالوا: نعم قال: ( كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) عرفتم؟ طيب.