فوائد قول الله تعالى : (( ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى )) حفظ
ثم قال تعالى: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) إلى آخره. يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الإنسان لا يحمل آثام غيره لقوله: (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) وينبني على هذه الفائدة ثبوت كمال عدل الله عز وجل حيث لا يحمِّل أحدًا وزرَ أحد.
ومن فوائدها أيضًا أنه لا يقبل التحميل إلا من كان أهلًا له لقوله: (( وازرة )) لأنَّ غير الوازرة لا تحمِل إثم نفسها فضلًا عن إثم غيرها، لكن الوَازرة تحمل إثم نفسها لا تحمل إثم غيرها.
ومن فوائدها أيضًا منع الاتكالية على الغير، لأن الإنسان قد يعمل وسيهيئ الله لي أحدًا يدعو لي أو يستغفر لي أو ما أشبه ذلك فنقول: هذا لا تعتمد عليه، طيب فإن قال قائل: ما الجواب عن قوله تعالى: (( وليحملن أثقالهم وأثقالًا مع أثقالهم ))؟
الطالب: (( وليحملن أثقالهم وأثقالا)) ... لأنهم هم قدوة في إضلال غيرهم، فباقتداء غيرِهم بهم يحملون أثقالهم.
الشيخ : لأنَّ أثقال غيرهم الحقيقة ناشئة عن أثقالهم، فصار كأنهم الذين عملوا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرُها ووِزرُ من عمل بها إلى يوم القيامة ).
من فوائد الآية الكريمة. نشوف قياس العكس إذا كانت النفس لا تحمل إثم غيرها فهل تُلزَم بالواجب على غيرها أو تقوم ... غيرها.
الطالب: لا.
الشيخ : يعني معناه كما أنَّ الإنسان لا يحمِل إثم غيره بالمعصية، لا يحمل إثم غيره بترك الواجب، فإذا ترك أبوك أو ابنك أو خالك أو عمك واجبًا فليس عليك إثمه، الإثم على نفس هذا الرجل. طيب ونخلي البقية إن شاء الله في الدرس القادم وأنا .. للإخوان اللي هنا عندنا خصوصًا في العمارة لأنهم قريبين ألا يتأخروا عن الدروس يعني واحد أمام المسجد ... نقول يأتي ما صحيح هذا، .. طالب علم، أنا لا أعتبر الإنسان الذي يأتي للعلم بمجرد أن يُمضِي الوقت فقط لا أعتبره طالب علم ...
الشيخ : لأنه يقول إنّ التي للتوكيد ... اقرأ علينا، أنَّ الغير لا يحمل وزر الغير وإن دعاه إلى ذلك لقوله: (( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء )) بخلافه في الدنيا فإنه في الدنيا إذا دعاك أحد أن تعينه على ما حمل أو أن تحمله عنه أجبته لكن في الآخرة لا (( إن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ))، وحتى ولو كان أقرب الناس إليك فلهذا قال: (( ولو كان ذا قربى )).
ومن فوائدها أيضًا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..، لقوله: (( إنما تنذر )).
وأنه - وهي فائدة جديدة - لا ينتفع بإنذاره إلا من يخشى اللهَ عز وجل لقوله: (( إنما تنذر الذين يخشون ربهم )) إلى آخره.