تفسير قول الله تعالى : (( ولا الظل ولا الحرور )) حفظ
طيب ثالثًا قال: (( ولا الظل ولا الحرور )) قال المؤلف: " الجنة والنار " يعيني المراد بالظل عند المؤلف الجنة والمراد بالحرور النار، ولكن -كما قلت- الظاهر أن هذا مثلٌ حِسِّيٍّ لا يمكن إنكاره، لكن يُنتقَلُ منه إلى أمر معنوي، الظل والحرور لا يستويان أيُّهما أحسن؟
الطلاب: الظل.
الشيخ : ما في شك الظل، فالظل معروف .. الفيء الذي تقلصت عنه الشمس هذا هو، وإن شئت فقل: الظل هو المكان الذي ليس فيه أشعَّةٌ للشمس، وإنما نقول ذلك، لأن الجنة ما فيها شمس وقد قال الله تعالى فيها: (( وظل ممدود )) مع أنه ليس فيها شمس، وأما الحرور فالحَرُور على وزن فَعُول وهو الهواء الحار، وبعضهم يقول: إنه الهواء الحار في النهار، والسموم الهواء الحار في الليل، وبعضهم يقول: كلاهما بمعنًى واحد فالحرور والسموم هما الهواء الحار وهذا معروف يكون في أيام الصيف وإذا كان معه شمس ازداد شدة في الحرارة، طيب الآن عندنا الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور، على كلام المؤلف نقول: هذه المنفيات الثلاثة أو هذا المثل .. المواضع الثلاثة الأول يعود إلى ذات المؤمن والكافر، والثاني يعود إلى عمل المؤمن والكافر، والثالث يعود إلى مستَقَرّ المؤمن والكافر ولّا لا، فالأول نفي للذوات والثاني نفي للأفعال والمنهج والثالث للمستَقر والمأوى، (( وما يستوى الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور ))