تفسير قول الله تعالى : (( وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) حفظ
الرابع (( وما يستوي الأحياء ولا الأموات )) المؤمنون والكافرون " فعلى كلام المؤلف يكون في الآية تكرار لأنه فسر بالأول الأعمى والبصير بالمؤمن والكافر وهنا قال: (( الأحياء ولا الأموات )) المؤمنون والكافرون " ولو أردتُ أن أسلك مسلكه لقلت: (( الأحياء )) ذوو العلم (( و-الأموات )) ذوو الجهل لقوله تعالى: (( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن هو في الظلمات ليس بخارج منها ))، ولأنَّ الله تعالى جعل الوحي روحًا تحيا القلوب والنفوس، ولكنني لا أسلك مسلكه إنما لو أردت أن أسلك مسلكه لقلت: العلماء والجهال، )(الأحياء ولا الأموات() العلماء والجهال واضح؟ لأنني إذا سلكت هذا المسلك فعندي على ذلك برهان وهو قوله: (( أو من كان ميتًا ... )) إلى آخره، إذا سلكْتُ هذا المسلك سلِمَتِ الآية من التَّكْرار، ونحن نعلم جميًا أن من القواعد المعروفة في الكلام أنه إذا دار الأمر بين حمل الكلام على التَّأسيس أو على التوكيد وجب حملُه على التأسيس، لأنه هو الأصل، الأصل في الكلام أن يكون مستقِلًّا مؤسسًا لا مؤَكَّدًا.
الطالب: ...
الشيخ : التأسيس يعني الأصل أساس يعني هذا معنى جديد غير المعنى الأول، فإذا قال قائل مثلًا: هذه الجملة مؤَكِّدة للأولى، وقال الثاني: هذه الجملة مستقلَّة بنفسها. فإنه يحمل على أنها مستقلة بنفسها.
الطالب: .. في الأول .. الكافر والمؤمن يعدين الكفار والمؤمنون يعني ما يصير
الشيخ : لا ما .. جمع ومفرد، طيب قال المؤلف رحمه الله تعالى، نعم أنا أقول: أنالأحياء والأموات يراد به الحياة الحسية والموت الحسي، كلٌّ يعرف الفرق بين الحي والميت ولّا لا، حتى الكفار يعرفون الفرق بين الحي والميت، ما يشابه هذه المعاني المحسوسة الأربعة من المعاني المعقولة فهو مثلُها ولّا مخالِفَ لها؟ فهو مثلها فالذي يماثل هذه الأشياء المحسوسة من الأمور المعقولة هو مثلُها، نعم. يقول: " وزيادةُ ()لا() في الثلاثة تأكيد " هذه الجملة أفادت أنَّ لدينا زيادة وأنَّ الفائدة من الزيادة التوكيد، أين الزيادة؟ (( وما يستوي الأعمى والبصير )) ما فيها شيء (( ولا الظلمات ولا النور )) هذه ثنتين (( ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات )) كم .... عشر؟
الطالب: خمس
الشيخ : طيب ()ولا الظلمات)
( هذه واحدة )(ولا النور * ولا الظل ولا الحرور)( )(ولا الأموات)( خمسة لكن جعلها المؤلف ثلاثة، لأن المتقابل فيها ثلاثة، شوف الظلمات والنور هذه .. أن تكون واحدة، والظل والحرور واحدة، والأحياء والأموات واحدة المهم أن زيادة ()لا)( في المواضع كلها سواءٌ قلنا ثلاثة أو خمسة هي للتوكيد، إذ لو قيل: وما يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والظل والحرور والأحياء والأموات. استقام الكلام لكن يؤتى بـ()لا() الزائدة للتوكيد، وفيها أيضًا فائدة ثانية وهي عدم السآمة والملل لأنها لو حُذفت لطالت المعطوفات بعضها مع بعض فكُرِّرَ فيها عامل النفي ليكون أبعدَ عن السآمة، فإن قلت: هل لذلك نظير في كتاب الله؟ قلنا: نعم لهذا نظير في مواضع كثيرة منها ما نقرأه في كل صلاة وهي (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) إذ لو قال: غير المغضوب عليهم والضالين استقام لكن زِيدت )(لا() للتوكيد.
قال الله تعالى: (( إن الله يُسمِع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) (( إن الله يَسْمَع من يشاء )) قال المؤلف: " هدايته " إيش؟ فيجيبه -أي الـمُسمَع- بالإيمان، يعن يأن الله تعالى يدعو إلى دار السلام كما قال في آية أخرى: (( والله يدعو إلى دار السلام )) دعاء الله تعالى إلى دار السلام هل يسمعُه كل أحد؟ أما من حيث الإدراك الحسي فإن كلَّ أحد يسمعه، أما من حيث الإجابة فلا، مِن الناس من يجيب ومنهم من لا يجيب، ولهذا قال: (( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )) فالله تعالى يسمع من يشاء يعني بمعنى