تابع لتفسير قول الله تعالى : (( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) حفظ
لِاتِّباَع هؤلَاء الرُّسُل، (( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) (( مَا )) هذه في الإعْراب نقول: إنها؟
الطالب: ...
الشيخ : لا، لها اسم أخصّ.
الطالب: حجازية.
الشيخ : حِجَازِيَّة واسمُها الضمير (( أنت )) والباء في (( بِمُسْمِعٍ )) زائِدة للِّتوكِيد (( بِمُسْمِع )) خبرُها منصوب بهذه الفتحة مُقَدَّرَة على آخِرِه منَعَ مِن ظُهورِها حركَةُ حرْفِ الجَرّ الزَّائِد (( مَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ ))، وقولُه: (( من في القبور )) (( مَن )) هذه مفعول لـ(( مسمع )) لِأَنَّ (( مسمع )) اسم فاعِل (( بِمُسْمع مَن في القبورِ )) طيب قال المؤلف: " أي الكفَّار شبَّهَهُم بالموتى فيُجِيبُون " يعني ما أنت بمسْمِعِهم.
الطالب: فلا يجِيبُون.
الشيخ : لا عندي فيَجُيبُون
طالب آخر: عندي فيجيبون.
الشيخ : إي الصواب عندي، الصحيح عندي، نعم، اللي عندي خَبَر، لأنها إذا كانت (فيجيبون) فيجب أن تُحْذَفَ النون، لأنَّه جواب النفي في قولِه: (( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) أمَّا النُّسْخَة اللي عند غانم وإخوانِه فإنَّها مُنْفَصِلَة عمَّا قبلَها أي: فهم في عَدَم إسماعِهم لا يجيبون، على كل حال المؤلف رحمه الله يقول: (( مَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) قال: " أي الكُفَّار " والذي يظهَرُ لي أنَّ المراد به الموْتَ حَقيقة، فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يُسمِع الموتَى حقيقة كما قال تعالى: (( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ))[النمل:80] فلو أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام ذَهَب إلى المقبرة مقبرة الكفار وقال: يا أيها الناس اتَّقُوا الله واعبُدُوه وما أشْبَهَ ذلك هل يسْمَعُون هذه الموعِظَة فَينْتَفِعُون بها؟ لا، ما يسمعونَها فينتفعُون بها ولكنَّا نقول: ننتَقِل من هذا إلى أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام لا يُسْمِع الموتَى، نعم، لا يُسْمِعُ الكُفَّار لِمَوْت قُلوبِهم لِأَنَّ قلوبَهم ميِّتَة، ومَن قلبُه ميت - والعياذ بالله - فإنَّه لا ينتفع بما يسمَع مِن المواعظ فكأنَّه لا يسْمَع