تفسير قول الله تعالى : (( إن أنت إلا نذير )) حفظ
ثم قال: (( إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ )) فسَّر المؤلف (( إنَّ )) بـ(ما) وهذا يَدُلّ على أنَّ (ما) إيش؟ على أنَّ (( إِن )) نافِية وقد ذكرْنا فيما مَضَى أنَّ مِن علامَاتِ (إنِ) النَّافية الاسْتِثْنَاء بعدَها، نعم أن تُتْبَعَ بـ(إلَّا)، يعني ما أنت إلا نذيرٌ نعم قال: " مُنْذِر لهم " والنذِير كما سبق هو المـُعْلِم إعلامًا يتضَمَّن التَّخويف، فالإعلام المتضَمِّن التَّخْوِيف يُسَمَّى إنذارًا نعم، وقولُه: (( إن أنت إلا نذير )) هل هذا الحصْر حَقِيقِي أوْ إِضَافِي؟ إضافي، لأَنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام نذِير وبشِير ولّا لا؟ لكن المقَام هنا يقتضي أن يُذْكَرَ الإنذْار فقط، لأنَّه في مُقَارَعَةِ الكفار، ومقارَعَةُ الكُفَّار تحتَاجُ إلى الإِنْذَار أكثر مما تحتاج إلى التَّبْشِير، وقولُه: (( إن أنت إلا نذيرٌ )) كيف يكون مقابلة بينها وبين الجملة اللي قبلَها؟ كأنَّه يقول: أنت لا تستطيع أن تُوصِل الهداية إلى قُلُوبِ الكافرين، ولكن تستطيع إيش؟ أن تُنْذِرَهم لأَنَّ هذا هو المقام، مقامُك إنذار، أمَّا أن تُوصِل الهداية إلى قلُوبِ هؤلاء الكفار الذين يشْبِهُون الموتَى فهذا ليس إليك، وصدَقَ اللهُ عز وجل فإنَّ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلَام مَا اسْتَطَاع أَن يهْدِيَ أَقْرَبَ الناس إليه وأشْفَقَ الناس إليه وهو عمُّه أَبو طَالِب ولَّا لا؟ وَشَاءَ اللهُ عَزَّ وجل أن يَهْدِيَ أَقْوَامًا مِن فَارِس والرُّوم مِن أبعَد الناسِ عن الرسول عليه الصلاة والسلام نَسَبًا ومَكَانًا، لِأَنَّ الأمر بِيَدِ اللهِ عزَّ وجل (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ))[الغاشية21:22] طيِّب (( إن أنت إلا نذير ))