فوائد قول الله تعالى : (( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور )) حفظ
يقول: (( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) مِن فوائِدِها: أنَّ اللهَ عز وجل هو الذي بيده مقالِيدُ الأمُور حتى أنت يا محَمَّد لا تستطِيع أن تُسْمِع أحدًا بل المـُسْمِع هو الله.
وفيه: إثبات المشيئة لله لقولِه: (( مَن يشاء )).
وفيه رَدٌّ على القدرية الذين ينكرون أن يكونَ لأفعال العباد مشيئةٌ للهِ عز وجل لقولِه: (( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ )) ولكن هذه المشِيئَة المطْلَقة هنا -وفي كل موضع جاءت مطلقة- مُقَيَّدَة بماذا؟ بالحِكْمَة لِقولِه تعالى: (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30].
ومِن فوائدها: أنَّه ينبغِي لِلإِنسَان بل يجِب على الإنسان أن يلْجَأ إلى الله عز وجل وحدَه في جَلبِ المنافع ودَفْع المضَارّ، لِقولِه: (( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ )) فإذا كان الإسْمَاعُ مِن الله فلا تسْأَلْه مِن غيرِه لا تسألْه إلا مِن الله، ولهذا ينبغي لنا دائمًا أن نكُونَ داعينَ لله عز وجل ونحنُ نشعر بأننَّا مُفْتَقِرُون إلى الله وأنَّ الله سبحانه وتعالى قادِر على أن يُحَقِّقَ لنا ما نرْجُوه وما ندعُوهُ به، لا تعْتَمِدْ على نفسِك وتنْسَى الله، افزَعْ إلى اللهِ دائمًا في الدعاء في السجود وبين الآذانِ والإقامة وفي كل مواطِنِ الإجابة الزمنية والمكانية والحَالِية لأنَّ الله سبحانه وتعالى يقول: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] ثم اعْلَم أيضًا أنَّ الدعاء مع كونِك تطلُب الحاجة مِن الله هو نفسُه أيضًا عبادة تتَقرَّبُ به أيضًا، فتكسِب بهذا الدعاء تكسب فيه ثمرتين:
الثمرة الأولى: الثَّواب على هذه العبادة.
والثمرةُ الثانية: حصُول المطلوب أو دَفْع المكرُوه نعم.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يسْتَطِيع أن يُسْمِع مَن في القبور، لقوله: (( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) فلو أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى أهل المقبرة ودعَاهم وقال: يا أهل القبور! آمِنوا بالله ورسوله، يا أهل القبور اعمَلُوا صالحًا. يسمعون؟ لا يسْمَعون فإن قلت: ما الجوابُ عمَّا ثبت في الحديث الصحيح مِن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقَفَ على القتلى في بدْر مِن المشركين وجعَل يدعوهم بأسمائِهم وأسماءِ آبائِهم يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدَ ربكم { أنت يا أخ! ....إمَّا تقَدَّم وإما تعال بالرقعة هذه عشان ما ..... }، أقول: ما الجواب عما ثبت في الصحيح مِن أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام وقف على قتلى المشركين في قلِيب بدر وجعل يدعوهم بأسمائهم وأسماءِ آبائهم يا فلان بن فلان ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإنِّي قد وجدت ما وعد ربي حقًّا ) فقال له عمر: " يا رسول الله! ما تكلم من أناس جَيَّفوا " أو كلام من هذا المعنى، فقال: ( ما أنتم بأسْمَعَ لِما أقُول منهم ) يعني أنهم يسمعون، فما هو الجواب؟
الطالب: لِقولِ قتادة رحمه الله: " إن الله أحياهم فأسمعَهم كلامَ النبي صلى الله عليه وسلم تنكيلًا وتخزِيَةً لهم ثم أماتَهم، وتقول عائشة: " إنَّ أهلَ القليب لا يسمعون الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن يخاطِبُهم الرسول لِمَا يجدُون من العذابِ في القبر ".
الشيخ : أمَّا ما ذكرْتَ عن عائشة فلاشك أن كلام الرسول ....ينتقده لأنه قال: ( ما أنتم بأسمع لِما أقول منهم )، وأما ما ذُكِر عن قتادة فمعنى كلامه أنَّه خاصٌّ بهؤلاءِ، نعم، فإن قلت: ما الجواب عما ثبتَ في الحديث الصحيح أيضًا مِن أنَّ الميت إذا دُفِن وتولى عنه أصحابه حتى إنَّه لَيَسْمَع قرْعَ نعالهم وهم ينصرفون عنه؟
الطالب: ......
الشيخ : هذا عند الدفن وأيضًا لا يلزَم من سماع قرْع النعال أن يَسمَعَ الكلام أو الدعوة، فإن قلت: ما الجواب عما رواه أبو داودَ وغيرُه وصحَّحه ابن عبد البر ووافقَه أو لم يخالِفْه ابنُ القيم مِن أنَّه ما مِن مُسْلمٍ يُسَلِّمُ على قبرٍ كان يعرِفُه في الدنيا إلا ردَّ الله عليه روحَه فرَدَّ عليه السلام؟ فالجواب أن يُقَال: هذا في حَالٍ مخصُوصة دَلَّ عليها الحديث، ولا يلزم مِن هذا إذا سَمِعَ السلامَ عليه وهو دعاءٌ له أن يَرُدّ السلام على مَن سَلَّم أن يَسْمَع كلَّ مَن تَكَلَّم عنده، فإن قلت: ما الجواب عمَّا قالَه الفقهاء مِن أنَّ الميِّت يتأذَّى بقولِ المـُنْكَر عند قَبرِه أو فِعْلِ المنكر عند قبره؟ فالجواب أنَّ قول الواحد مِن الناس غير الرسول عليه الصلاة والسلام ليس بحُجة وإنما يُحْتَجُّ له لا به، ثم على رأيهم رحمه الله يحمِلون معنى قولِه: (( وما أنت بمسمعٍ من في القبور )) أي: بِمُسْمِعٍ مَن تَدْعُوهُم إلى الإِيمَان والعمل الصالح فإنَّك لا تسمعهم سماعًا يستجيبون له، لكنه سماع .... وهذا هو الجواب الأخير عن قول مَن يقول: إنَّ الموتى يسمعون ما يُقال عندهم وما يُخَاطبون به نقول: (( وما أنت بمسمع من في القبور )) أي سماعًا ينتفعون به ويستجيبون له نعم، والله أعلم، والواجِبُ على المؤمن نحو هذه الأمور الغيبِيَّة أن يُؤمِنَ بما جاء به النصّ فقط والباقي يسأل بل يجِبُ عليه أن يقول: العلم عند الله فلا يجزِمُ بالنفي ولا يجزم بالإثبات، نعم له أن يجزم بالنفي ويجعل ما ثبت فيه الحديث من السماء مُخَصَّصًا لأنه قال: (( وما أنت بمسمع من في القبور )) وفي الآية الأخرى (( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ))
وفيه: إثبات المشيئة لله لقولِه: (( مَن يشاء )).
وفيه رَدٌّ على القدرية الذين ينكرون أن يكونَ لأفعال العباد مشيئةٌ للهِ عز وجل لقولِه: (( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ )) ولكن هذه المشِيئَة المطْلَقة هنا -وفي كل موضع جاءت مطلقة- مُقَيَّدَة بماذا؟ بالحِكْمَة لِقولِه تعالى: (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30].
ومِن فوائدها: أنَّه ينبغِي لِلإِنسَان بل يجِب على الإنسان أن يلْجَأ إلى الله عز وجل وحدَه في جَلبِ المنافع ودَفْع المضَارّ، لِقولِه: (( إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ )) فإذا كان الإسْمَاعُ مِن الله فلا تسْأَلْه مِن غيرِه لا تسألْه إلا مِن الله، ولهذا ينبغي لنا دائمًا أن نكُونَ داعينَ لله عز وجل ونحنُ نشعر بأننَّا مُفْتَقِرُون إلى الله وأنَّ الله سبحانه وتعالى قادِر على أن يُحَقِّقَ لنا ما نرْجُوه وما ندعُوهُ به، لا تعْتَمِدْ على نفسِك وتنْسَى الله، افزَعْ إلى اللهِ دائمًا في الدعاء في السجود وبين الآذانِ والإقامة وفي كل مواطِنِ الإجابة الزمنية والمكانية والحَالِية لأنَّ الله سبحانه وتعالى يقول: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] ثم اعْلَم أيضًا أنَّ الدعاء مع كونِك تطلُب الحاجة مِن الله هو نفسُه أيضًا عبادة تتَقرَّبُ به أيضًا، فتكسِب بهذا الدعاء تكسب فيه ثمرتين:
الثمرة الأولى: الثَّواب على هذه العبادة.
والثمرةُ الثانية: حصُول المطلوب أو دَفْع المكرُوه نعم.
ومِن فوائدِ الآية الكريمة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لا يسْتَطِيع أن يُسْمِع مَن في القبور، لقوله: (( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )) فلو أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى أهل المقبرة ودعَاهم وقال: يا أهل القبور! آمِنوا بالله ورسوله، يا أهل القبور اعمَلُوا صالحًا. يسمعون؟ لا يسْمَعون فإن قلت: ما الجوابُ عمَّا ثبت في الحديث الصحيح مِن أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقَفَ على القتلى في بدْر مِن المشركين وجعَل يدعوهم بأسمائِهم وأسماءِ آبائِهم يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدَ ربكم { أنت يا أخ! ....إمَّا تقَدَّم وإما تعال بالرقعة هذه عشان ما ..... }، أقول: ما الجواب عما ثبت في الصحيح مِن أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام وقف على قتلى المشركين في قلِيب بدر وجعل يدعوهم بأسمائهم وأسماءِ آبائهم يا فلان بن فلان ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقًّا فإنِّي قد وجدت ما وعد ربي حقًّا ) فقال له عمر: " يا رسول الله! ما تكلم من أناس جَيَّفوا " أو كلام من هذا المعنى، فقال: ( ما أنتم بأسْمَعَ لِما أقُول منهم ) يعني أنهم يسمعون، فما هو الجواب؟
الطالب: لِقولِ قتادة رحمه الله: " إن الله أحياهم فأسمعَهم كلامَ النبي صلى الله عليه وسلم تنكيلًا وتخزِيَةً لهم ثم أماتَهم، وتقول عائشة: " إنَّ أهلَ القليب لا يسمعون الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن يخاطِبُهم الرسول لِمَا يجدُون من العذابِ في القبر ".
الشيخ : أمَّا ما ذكرْتَ عن عائشة فلاشك أن كلام الرسول ....ينتقده لأنه قال: ( ما أنتم بأسمع لِما أقول منهم )، وأما ما ذُكِر عن قتادة فمعنى كلامه أنَّه خاصٌّ بهؤلاءِ، نعم، فإن قلت: ما الجواب عما ثبتَ في الحديث الصحيح أيضًا مِن أنَّ الميت إذا دُفِن وتولى عنه أصحابه حتى إنَّه لَيَسْمَع قرْعَ نعالهم وهم ينصرفون عنه؟
الطالب: ......
الشيخ : هذا عند الدفن وأيضًا لا يلزَم من سماع قرْع النعال أن يَسمَعَ الكلام أو الدعوة، فإن قلت: ما الجواب عما رواه أبو داودَ وغيرُه وصحَّحه ابن عبد البر ووافقَه أو لم يخالِفْه ابنُ القيم مِن أنَّه ما مِن مُسْلمٍ يُسَلِّمُ على قبرٍ كان يعرِفُه في الدنيا إلا ردَّ الله عليه روحَه فرَدَّ عليه السلام؟ فالجواب أن يُقَال: هذا في حَالٍ مخصُوصة دَلَّ عليها الحديث، ولا يلزم مِن هذا إذا سَمِعَ السلامَ عليه وهو دعاءٌ له أن يَرُدّ السلام على مَن سَلَّم أن يَسْمَع كلَّ مَن تَكَلَّم عنده، فإن قلت: ما الجواب عمَّا قالَه الفقهاء مِن أنَّ الميِّت يتأذَّى بقولِ المـُنْكَر عند قَبرِه أو فِعْلِ المنكر عند قبره؟ فالجواب أنَّ قول الواحد مِن الناس غير الرسول عليه الصلاة والسلام ليس بحُجة وإنما يُحْتَجُّ له لا به، ثم على رأيهم رحمه الله يحمِلون معنى قولِه: (( وما أنت بمسمعٍ من في القبور )) أي: بِمُسْمِعٍ مَن تَدْعُوهُم إلى الإِيمَان والعمل الصالح فإنَّك لا تسمعهم سماعًا يستجيبون له، لكنه سماع .... وهذا هو الجواب الأخير عن قول مَن يقول: إنَّ الموتى يسمعون ما يُقال عندهم وما يُخَاطبون به نقول: (( وما أنت بمسمع من في القبور )) أي سماعًا ينتفعون به ويستجيبون له نعم، والله أعلم، والواجِبُ على المؤمن نحو هذه الأمور الغيبِيَّة أن يُؤمِنَ بما جاء به النصّ فقط والباقي يسأل بل يجِبُ عليه أن يقول: العلم عند الله فلا يجزِمُ بالنفي ولا يجزم بالإثبات، نعم له أن يجزم بالنفي ويجعل ما ثبت فيه الحديث من السماء مُخَصَّصًا لأنه قال: (( وما أنت بمسمع من في القبور )) وفي الآية الأخرى (( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ))