فوائد قول الله تعالى : (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) حفظ
ومِن فوائد الآية الكريمة لُطْفُ الله تعالى بعبادِه بإرسالِ الرسُل إلى جميعِ الخَلْق (( وإن مِن أُمَّة إلَّا خلا فيها نذير )) وقد بيَّن اللهُ سبحانه وتعالى ذلك في قوله: (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) يعني إلَّا لِنرحمَ بك العالمين وليس الرسولُ نفسُه هو الرحْمة، ولكنَّه أُرسِل لرحمة الخلق ليرْحَمَ الله الخلق برسالتِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أيضًا بُطْلَان الاحتجاج بالقدَر على مَعصيةِ الله لقولِه: (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) ولو كان الاحتجَاجُ بالقَدَر على المعاصي والمخالفات لو كان ثابتًا لم يرتَفِع بإرسَالِ الرسل، لأَنَّ القدر لا يرتفع بإرسالِ الرسل، فالرسل أرسلَهم الله تعالى إقامةً للحجة على الخلْق ورحمةً بهم أيضًا، لِهذا ولِهذا.
ومِن فوائد الآية الكريمة بيانُ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ليس ببدعٍ مِن الرسل حتى تُنْكَرَ رسالته ويقال: كيف جاء هذا الرجل برسالة مِن عند الله (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) ويشهَدُ لهذا قوله تعالى: (( قل ما كنت بدعا من الرسل )).
ومن فوائد الآية الكريمة قُصُور العقول عن معرفة ما يجِبُ للهِ تعالى، لأنَّها لو استقَلَّت بذلك ما احتاجَت إلى إرسال الرسل.
ومنها أيضا بُطلانُ ما ذهب إليه المتكلمون مِن أهل البدع الذين بنَوْا عقيدتَهم على ما يقتضِيه العقل وقالوا: ما اقتضى العقل إثباتَه لله أثبتْنَاه سواءٌ كان مذكورًا في الكتاب والسنة أم لم يُذْكَر، وما نفاه العقل وجبَ علينا نفيُه وإن ذُكِرَ في الكتاب والسنة، وما لم يدُلّ العقل على نفيه وإثباتِه فإنَّنا نَتَوَقَّف فيه وأكثرُهم قالوا: ننفيه لأنه لا بد مِن دلالة العقل على إثباتِه، فإذا لم يدُلَّ على إثباته وجبَ نفيُه لعدَم وجود الدليل، يلّا يا عبد المنان! .. في هذه الفائدة؟
الطالب: ....
الشيخ : وإثباته، وما لا يقتضي إثباته ولا نفيه؟
الطالب: يتوقفون فيه ...
طيب تُؤخَذ مِن قولِه: (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) ووجْهُ ذلك أنَّه لو كانت العُقُول هي المرْجِع ما احتِيجَ إلى إرسَال الرُّسُل