تفسير قول الله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور )) حفظ
ثم قال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) لِمَّا ذَكَرَ هذه الأصناف وفيها ما يدُلُّ على كمال الله عز وجل في صفاتِه التي تتضَمَّنُها هذه الأصناف المذكورة بَيَّن أنَّ العالِم بذلك هو الذي يخشَى الله فقال: (( إنما يخشى الله مِن عباده العلماءُ )) يعني لا يخشَى الله إلا العلماء، والخشْيَة هي أعلَى الخوف، أو إن شئتَ فقل: هي الخوْف المبنِيُّ على العِلْم، وبعضهم قال: هي الخوفُ المبْنِيّ على عِظَمِ المـَخُوف ولا يمتَنِع أن تَكُونَ الخشية هي الخوْف في كلِّ الأنواعِ الثلاثة يعني هي أعلَى أنواع الخوف أو الخوف المبنِي على العلم أو الخوف المبني على عِظَم المخُوف، أما الخوف المـُجَرَّد عن الخَشْيَة فهو قد يكونُ عن جَهْل يخَافُ الإنسان مِن شيء لأنَّه جاهِلٌ به، وإلَّا فليس أهلًا أن يُخَافَ منه