فوائد قول الله تعالى : (( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود )) حفظ
قال تبارك وتعالى: (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ))[فاطر:27] الاستفهَام هنا ... لِإثباتِ الأسباب لَزِمَ علينا القول بوجُودِ الفِعل، لأنَّ السبب يستلْزِم وُجود المسَبَّب، وهذا يقتضي أن نُوجِبَ على الله عز وجل وجودَ المسبَّب لِوجودِ السَّبَب .. علماء الكلام أنكَرُوا الحِكْمة كالجبْرِيَّة مثلًا أنكروا حكمةَ الله يقولون: لأنَّه لو قلنا بثبوت الحكمة والسببية لَزِمَ من ذلك أن نُوجبَ على الله تعالى أن يفعَل كما قال ذلك خصومُهم من المعتزِلة، المعتزلة يقولون بوجوب الأصلَح، وبعضهم يقول بوجوب الصلاح على الله عز وجل لأَنَّ هذا مقتضَى الحكمة، وأولئك الجهْمِية بالعكس يقولون: إنَّ الله عز وجل يخلُق الشيء بدون سبب وبدونِ حكمة لأنَّك لو أثبتَّ الحكمة والسبب لَزِم إيجاب المسبَّب أو الفعْل الذي يكون مسبَّبًا لهذا السبب وهذا يقتضي أن نوجِبَ على الله عز وجل فعل الشيء، ما هو الجواب؟ نقول: إنَّ إثباتَ الحكمة أو السبب لا يستَلْزِم أن نوجبَ على الله ولكن مُقتضَى كونِه حكيمًا أن يفعَل وأن يُوجَد المسبَّب عند وُجود السبب، ونحن لم نوجِبْه ولكن الذي أوجبَه اللهُ على نفسِه بمقتَضى اسمِه (الحكِيم) ووصفِه بالحكمة، وإيجابُ الله على نفسِه ليس بممتَنِع، كما أنَّ تحريمَه على نفسِه ليس بممتَنِع فقد قال الله تعالى: (( كتَبَ ربُّكم على نفسه الرحمة ))، وقال تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي ) فللهِ أن يُحَرِّمَ على نفسِه وأن يُوجِب على نفسه ما شاء، أمَّا نحن فلا، فإذا قيل مثلًا: هذا مصلحة فيجِبُ أن يكون فإنَّنا نقول: نعم نلتَزِم بهذا ولكن هل نحن الذين أوجبْنَاهُ على الله؟ لا بل اللهُ هو الذي أوجبَه على نفسه وهذا لا يُنَافي كمالَه بل هو مِن مقتضى كمالِه، إلَّا أنَّ المحذور هنا في هذا الباب المحذُور أن نَظُنّ أنَّ المصلَحَةَ في كذا وحقِيقَةُ الأَمْر أنَّ المصلَحة في عدَمِه هذا هو الذي يُخشَى منه، وحينئذ نعتقِد أنَّ هذا واجِبٌ على الله وهو لم يجِب نعتَقِد أنَّه واجِبٌ على الله بمقتضَى فهمِنا أنَّ هذا مصلحة وخيْر ثم نُوجِبُه على الله هذا هو المحذُور، أمَّا إذا حُقِّقَتِ المصلحة فلا مانِع مِن أن نقُول: أنَّ الله سبحانه وتعالى أوجب على نفسه أن تكُونَ المصلحة، لأنَّ هذا هو مقتَضَى اسمِ الله الحكِيم، وفي هذه الحال لم يحصُل منَّا أي عُدْوان أو ظُلْم، بل قلنا بمقتَضَى حكمةِ الله سبحانه وتعالى، طيب هنا قال ...
قولُه تعالى، نحن أخذنا فوائد مما سبق؟ ...