فوائد قول الله تعالى : (( بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ كلَّ عمَلٍ يقُوم به الإنسان فهو بإذنِ الله عز وجل وإرادتِه لقولِه: (( بإذن الله )) وفيها الرد على القدرِيَّة الذين يقولون: إنَّ الإنسان مستقلٌ بعملِه يقول ويفعل ويترُك بغير إذنِ الله، بل هو مستقلٌ بمشيئَتِه وفعلِه.
ومِن فوائدها أيضًا كبحُ النفسِ عن الاستعلَاء والفَخْر بالطَاعة لقولِه: (بإذن الله) حتَّى لا يقول الإنسان: فعلتُ ذلك مِن نفسي وأنا الذي فعلْت وفعلْت، وهذا خلافًا لما يسيِرُ عليه بعضُ الناس إذا فعلَ المعصية كان جبريًّا، وإذا فعل الطاعَة كان قدريًّا إذا فعل الطاعة قال: هذا مني وأنا الذي فعَلْت وأنا الذي فعلت، وإذا فعلَ المعصية قال: هذا مِن الله وأنا مجبرٌ عليه، فَبعضُ الناس يسلُك هذا المسلَك، وهذا مسلكٌ بعيدٌ عن العدل.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ عُمُومِ مشيئةِ الله عز وجل حتَّى في أفعالِ العبد لقوله: (بإذن الله).
ومن فوائدها تفاضُل الناس في العمَل ويتفرَّع عليه تفاضُلُهم في الإيمان، أين الدليل على التفاضُلِ في العمل؟ تقسيمُهم إلى ثلاثة أقسام، ويلزمُ مِن تفاضلُهِم في العِلم أن يتفاضلوا في الإيمان فيكون في ذلك دليلٌ لمذهب أهل السنة والجماعة القائلين بزيادة الإيمان ونقصِ الإيمان.
طيب ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ أكبر فضل يتفضلُ الله به على عبده أن يوفِّقَه للقيام بطاعته لقولِه: (( ذلك هو الفضل الكبير ))، وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله: (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))[يونس:58].
ومِن فوائدها أيضًا أن إِفْضَالَ الله على عباده يتفاضَل فمنه الكبير ومنه الصَّغير، وهذا أمرٌ مُشَاهَد ففضْلُ الله على الرسل أعلى من فضلِه على الأنبياء، وعلى الأنبياء أعلى مِن فضلِه على الصِّدِّيقِين، وعلى الصديقين أعلى من فضله على الشهداء، وعلى الشهداء أعلى مِن الصالحين، وهذا لا شكَّ فيه نعم