فوائد قول الله تعالى : (( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير )) حفظ
ثم قال الله تعالى: (( جناتُ عدن يدخلونها )) إلى آخرِه مِن فوائد الآية الكريمة أنَّ جزاءَ أولئك القوم الذين أُورِثُوا الكتابَ على اختلافِ طبقاتهم الثلاث أنَّ جزاءَهم جناتُ عدن، لقوله: (جنات عدن يَدخُلُونَها) أو (يُدْخَلُونها) على قراءَتين، ومنها الإشارة إلى كمَال نعيمِ الجنة لكونِها جناتٍ بهيجة، وكونِها محلَّ إقامَةٍ لا ظعنَ منها أبدًا، وقوله: (جنات عدن).
ومن فوائدِها أيضًا ما يُنْعِمُ الله بِه على عبادِه في هذه الجنات مِن أنواعِ الفواكه والمطاعِم لدخولِه في كلمة (جنات) وكذلك مِن الملابس لقولِه: (( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ )).
ومِن فوائدها أنَّ الجنة ليسَت دارَ تكليف أي دارًا يُمْنَع منها العبد مما يَتَنَعَّم به، بل يتنَعَّم بكل ما شَاء لأنَّنا نعلم جميعًا أنَّ تحلِّيَ الرجال في الدنيا بالذهب ممنُوع وحرام، لكنَّه في الجنة مباح وممنُوح وليس بممنوع لأنَّ الجنَّة لهم فيها ما يشاءون بل أكثَر مما يشاءون ويريدون.
ومنها ما يحصل مِن الجمال لتنْوِيع الحُلِيّ لكونِه مِن ذهَب ولؤلؤ وفي الآية الأخرى فِضَّة، وهنا لم يذْكُرِ اللهُ تعالى تحديدَ هذه الحلية لكن جاءت بها السنة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تبلُغُ الحلْيَةُ مِن المؤمن حيث يبلُغ الوُضُوء )، ومنها نُعُومَةُ لباسِهم وأنَّه أنعمُ ما يكون مِن اللِّبَاس لقولِه: (( ولباسُهم فيه حرير )) حرير لا يخلَق ولا يتدَنَّس فهو دائمًا على جِدَّتِه ونظافَتِه