تفسير قول الله تعالى : (( إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور )) حفظ
(( إن الله عالمُ غيبِ السماوات والأرض إنَّه عليمٌ بذات الصدور )) (إنَّ الله عالِمُ غيبِ السماوات) أي ما غابَ في السماوات والأرض غيبًا مطلقًا عن كلِّ أحَد، وقولُه: (غيبا مطلقًا) احترازًا مِن الغيب النسبي فإنَّ الغيب النسبي لا يختَصّ علمه بالله عز وجل بل يعلمُه الله ومَن علِمَه مِن عباد الله، مثال الغيب النسبي الذي يكون ظاهرًا بالنسبة لقوم خفيًّا بالنسبة لآخرين، فنحن هنا نعلم ما بين أيدينا لكن هل نعلَمُ ما كان في السوق أو في البيوت؟ الجواب: لا، هذا نسميه غيبًا نسبيًّا لأن الذي في البيوت أو في السوق يعلمونه فالغيبُ المطلق هذا لله عز وجل وحدَه يعلَم ما غابَ عن الخلق مطلقًا، حتى الأمور المستقبَلَة يعلمُها عز وجل يعلمها متى تكون وأين تكون وكيف تكون، وقوله: (( غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور )) أي بصاحبة الصدور وهي القلوب، والقلوب هي محَلّ العقْل والتفكِير والإرَادَة فهو عليمٌ بها عز وجل، وإخبارُ الله تعالى بأنَّه عالمُ غيبِ السماوات والأرض يقصد منه التحذير مِن المخالفة والترغيب في الموافَقَة، فأنت إذا وافقت الله عز وجل فلن يضيعَ عملُك لأنَّه معلوم لله، وإن خالفت فلن يضيع لأنَّه معلوم لله، لكنه بَشَارة بالنسبة للطائعين وإنذار بالنسبة للمخالفين العاصين.
نأخذ الفوائد الآن ... قال الله تعالى: (( وهم يصطرخون فيها )) إلى آخرِه