فوائد قول الله تعالى : (( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا )) حفظ
نأخذ فوائد الآيات بعدَ قوله: (( وأقسموا بالله جهدَ أيمانهم )) إلى آخرِه يُستَفَاد مِن الآيتَيْن الكريمتَين عِدَّة فوائِد فَمِن ذلك أنَّ الإنسان إذا كانَ في عافِيَة أو إذَا كانَ قبْلَ أَن يَنْزِلَ به الأمر قَد يجِدُ به القوَّة على تنفيذِه فإذا نزلَ به الأمرُ تغيَّرَت حالُه، وجهُ الدلالة أنَّ هؤلاء أقسموا بالله لئن جاءهم نذِير لَيكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم النذير، نعم تغيَّرت حالهم وهذا يقعُ كثيرًا للبشر ما دام الإنسان لم يَنْزِل به الأمْر يظُنُّ أنَّه قادرٌ عليه فإذا نزل به الأمر عجِزَ عنه، ولهذا ينبغي للإنسان ألا يتعَجَّل فيحكُم على نفسه بالحال التي كان فيها سالـمًا من نزولِ الأمر به بل ينتظِر حتى ينزلَ به الأمر، كثير مِن الناس مثلًا يقول أنا استطيعُ الصبر على الحجّ مثلًا وسأَحُجّ، لكن عندما يحينُ الأمْر يجِدُ مِن نفسِه العكس، يقول: أنا أستطيع أن أقوم ثلث الليل الآخر كلَّه ولكن إذا جَدَّ الجِدّ وجدَ نفسَه عاجزًا، فالمهم أنَّه ينبغي للإنسان ألَّا يكون متسرعًا فيقيس حاله في حالِ الرخاء على حالِه في حال نُزُولِ الأمر به لأنَّ الإنسان بشر تختلف حالُه بين سلامتِه مِن الأمر وبين وقُوع الأمر فيه والله أعلم.
((وأقسموا بالله جهدَ أيمانهم )) إلى آخرِه فيها الفائِدَتان اللتان سمعْتُمُوها أنَّ الإنسان إذا كانَ في عافِية من الأمر فإنه لا ينبَغِي له أن يتعَجَّل وأن يقيسَ نفسه في نُزُولِ البلاء على حَال العافية والإنسَان قد يختَلِف.
وهو فيه أيضًا دليلٌ على عُتُوِّ هؤلاء المكذِّبِين لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم حيث كانوا قبل أن يُبْعَثَ إليهم يُقْسِمُون أغلظَ الأيمان بأنهم سيكونون أهدى من غيرهم ولكن لَمَّا جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام ما زادَهم مجيئُه إلا نفورًا.
وفيه الإشارة إلى أنَّه لا ينبغي للإنسان النَّذْر أي أن ينذُر الطاعة لأنَّه قد لا يُوَفَّق لِلقيام بها، هؤلاء أقسموا ولَمَّا وُجِد موجِبُ الطاعة لـم يقُوموا بطاعةِ الله، وهذا نظيرُ قوله تعالى: (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))[النور:53] فهم أقسموا بالله أن لو أمرَهم الرسول عليه الصلاة والسلام لخرجُوا فنهاهم الله بل أمرَ نبيَّهم أن يقول لهم: لا تقسموا، ونظير ذلك (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فلَمَّا آتاهم مِن فضلِه بَخِلُوا به ))[التوبة:75] ولهذا جاء النهيُ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النَّذْر وبيانُ أنه لا يأتِي بخَيْر
((وأقسموا بالله جهدَ أيمانهم )) إلى آخرِه فيها الفائِدَتان اللتان سمعْتُمُوها أنَّ الإنسان إذا كانَ في عافِية من الأمر فإنه لا ينبَغِي له أن يتعَجَّل وأن يقيسَ نفسه في نُزُولِ البلاء على حَال العافية والإنسَان قد يختَلِف.
وهو فيه أيضًا دليلٌ على عُتُوِّ هؤلاء المكذِّبِين لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم حيث كانوا قبل أن يُبْعَثَ إليهم يُقْسِمُون أغلظَ الأيمان بأنهم سيكونون أهدى من غيرهم ولكن لَمَّا جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام ما زادَهم مجيئُه إلا نفورًا.
وفيه الإشارة إلى أنَّه لا ينبغي للإنسان النَّذْر أي أن ينذُر الطاعة لأنَّه قد لا يُوَفَّق لِلقيام بها، هؤلاء أقسموا ولَمَّا وُجِد موجِبُ الطاعة لـم يقُوموا بطاعةِ الله، وهذا نظيرُ قوله تعالى: (( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))[النور:53] فهم أقسموا بالله أن لو أمرَهم الرسول عليه الصلاة والسلام لخرجُوا فنهاهم الله بل أمرَ نبيَّهم أن يقول لهم: لا تقسموا، ونظير ذلك (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فلَمَّا آتاهم مِن فضلِه بَخِلُوا به ))[التوبة:75] ولهذا جاء النهيُ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن النَّذْر وبيانُ أنه لا يأتِي بخَيْر