فوائد قول الله تعالى : (( استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا )) حفظ
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ هؤلاء رَدُّوا الحق استكبارًا في الأرض أي يُرِيدُون الاستكبار، وهذا على وجْهِ إعرابها بأنَّها مفعولٌ لأجله أي أنَّهم ما رَدُّوا الحقّ إلا مِن أجْل أن يكون لهم الكبرياء والعُلُوُّ في الأرض.
ومِن فوائد الآية الكريمة تسْمِيَةُ أعمالِ الكافرين مكرًا لقوله: (( ومكر السيئ ))، وقد ذكرنا في التفسير أنَّ أعمال الكافرين تنقَسِم إلى قسمين: قِسْم يُجَاهِرُون به بكفرِهم ولا يأتُون به على سبيل المكر، وقسمٍ آخر يأتُون به على سبيلِ المكْر وأيُّهما أشَدّ؟ والثاني أشَدّ ولهذا ما مَكَرَ قَومٌ بأنبيائِهم إلا مَكرَ الله بهم وآخِرُهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم حيث اجتمعَ القوم بدار الندوة يتشاوَرُون ماذا يفعْلُون به فمكرَ الله بهم سبحانه وتعالى.
ومن فوائد الآية الكريمة أنَّ مَن أراد السوء حاقَ به السوء لقولِه: (( ولا يحيقُ المكر السيئ إلا بأهله ))، ومن القواعد العامة يقولون: مَن حفرَ لأخيهِ حُفْرَة وقَعَ فيها، فالإنسان إذا أرادَ المكر -والعياذ بالله- فإنَّ مكرَه يحيقُ به.
ومِن فوائد الآية الكريمة الإشارة إلى أنَّ المكرَ يكونُ سيِّئًا ويكونُ حسنًا لقوله: (( ولا يحيقُ المكرُ السيئ إلا بأهله )) وقولِه قَبْلُ: (( ومكر السيئ )) وهو كذلك فإنَّ مكرَ الله تعالى بأعدائِه الذين يمكُرُون به مكرٌ حسَن يُثْنَى عليه به، ومكرُ أولئك