تفسير قول الله تعالى : (( وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض )) حفظ
قال اللهُ تعالى: (( وكانوا أشد منهم قُوَّة )) (كانوا) الضمير يعود على من؟ على السابقين (أشدَّ منهم قوة) يعني أقوى منهم قوة ومع ذلك لم تنفَعْهُم قوتُهم ولم تمنَعْهم أُهْلِكُوا وانظُر إلى قومِ عاد (مَن أشدُّ منَّا قوة) ايش قال الله تعالى؟ (( أو لم يرَوا أن الله الذي خلقَهم هو أشدُّ منهم قُوَّة )) وكانت عادٌ مِن أقْوَى الأمم أجسامًا وصلابةً وعزمًا حتى أنهم تحَدَّوا قالوا: مَن أشدُّ مِنَّا قُوة فقال اللهُ تعالى: (( أو لم يرَوْا أنَّ الله الذِي خلقَهم هو أشَدَّ مِنْهم قُوة )) وأهلكَهم بألطفِ الأشياء أهلَكَهم بالريح، قال فرعُون: (( وهذه الأنهَار تجْرِي مِن تحتِي )) فافتخَرَ بجَرَيَان الأنْهَار وهي الـمَيَاه من تحتِه فأُهْلِك بالغَرَق بالماءِ الذي كان يَفْتَخِرُ بِه، فالإنسَان العاقِل إذا رأَى حالَ هذه الأمم وقوَّتَها وأنَّ هذا لم ينفعْهم ولم يمنعْهم مِن عقاب الله فلابد أن يَعتَبِر، قال: (( وكانوا أشدَّ منهم قوة )) الواو هنا في قوله: (وكانوا) يحتمِل أن تكون عاطفة ويحتمِل أن تكون للحَال والتقدير: وقد كانوا أشدَّ منهم قوة فأهلكَهم الله بتكذيبِهم رسلَهم " (( وما كان الله ليعجزَه مِن شيءٍ في السماوات ولا في الأرض )) هنا إذا تأمل الإنسان الآية يقول: إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر عاقبةَ هؤلاء المكذِّبِين في الآية (( أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة )) فلماذا لم يذكُرْها؟ اعتمادًا على ايش؟ على هذا السائِر الذي يسير فينظُر يعني فالمعنى احكُم أنت بنفسِك على هؤلاء فلا حاجَة إلى أن أُذَكِّرِك بأنَّ الله أهلكهم لأنَّك سوف تحكُم على هذا بما ترَاهُ مِن آثارهم (( وما كان الله ليعجزَه من شيء )) قال: يسبقُه ويفوتُه " (( في السماوات ولا في الأرض إنَّه كان عليمًا قديرًا )) قال: (وما كان الله لِيعجزَه) اللام هنا يسميها النحويون لامَ الجحود وهو النفي لأنَّها وقعَتْ بعدَه أي بعد النفي، وضابطُها أي ضابطُ لام الجحود أن تقعَ بعد كونٍ منفِيّ واضِح؟ زين، وإذا أردنا أن نُقربَها إلى المبتدئ نقول: أن تقع بعد (ما كان) أو (لم يكن) (( لم يكن الله لِيغفرَ لهم )) اللام نقول: هي لام الجحود (( وما كان الله لِيعذبَهم وأنت فيهم )) نقول: اللام لام الجحود، فإذا وقعت اللام بعد (ما كان) أو (لم يكن) داخلَةً على الفعل المضارع فإنَّها تنصب الفعل المضارع أو ينصبُه (أن) مقدَّرَةً بعد اللام على الخلاف، إنَّما نسمي هذه اللام لام الجحود، لكن الضابط الذي قلتُ أولَّا -وهي الواقعة بعد كونٍ منفِيّ- أعمّ مِن قولنَا هي المسبوقة بـ(ما كان) أو (لم يكن) لماذا كان أعَمّ؟ لأنَّه يمكن أن تأتِي بعد (كائِن) تقول: لستُ بكائِنٍ لأعذبَك مثلًا أو غير كائِنٍ ليقوم وما أشبَه ذلك، فإذا قلنا: بعد كونٍ منفي كان أعمّ لكن إذا كُنَّا نخاطب شخصًا مبتدِئًا في النحو فقد يصعُب عليه تصوُّر كلمة (كونٍ منفي) فنقول له: إذا وقعت بعد (ما كان) أو (لم يكن) فهي لام الجحود، وتنصِبُ الفعل المضارع إمَّا بنفسِها كما هو مذهبُ الكوفِيِّين وإمَّا بـ(أن) مضمَرَةً بعد اللام (( ما كان الله ليعجزَه مِن شيء )) (من) حرفُ جرّ زائد زائد، زائد في الإعراب وزائد في المعنى، أي أنه يزيدُ في المعنى، ما هي زيادة المعنى؟ توكيد النفي يعني أنَ هذا النفي مُؤَكَّد، وقوله: (( ليعجزَه مِن شيء )) إذا قلنا: (مِن) حرف جر زائد فنعرب (شيء) على أنَّها فاعِل مرفُوع بضمَّة مقدرة على ايش يا مصطفى!؟
الطالب: الياء
الشيخ : لا، الظاهر مصطفى اليوم ما أفطَر! مُفطِر؟ (شيء) فاعِل مرفُوع بضمة مقدرة؟
الطالب: على الهمزة.
الشيخ : على الهمزَة على الألف؟
الطالب: .. على الهمزة.
الشيخ : على الهمزة؟ ما علمنا أحد مِن الناس قال: مقدرة على الهمزة، من يعرف الإعراب؟
الطالب: مقدَّرَة على الياء.
الشيخ : خطأ.
الطالب: على آخرِه.
الشيخ : على آخرِه.
الطالب: منعَ مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة حَرفِ الجرّ الزائد.
الشيخ : اي صح! طيب، (مِن شيءٍ في السَّماء)[كذا] قال المؤلف: " يسبقُه ويفوتُه " وهذا تفسيرٌ لا بأس ببعض اللوازِم كما قال تعالى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))[العنكبوت:4] ولكن العجْز هو عدَمُ القدرة على الشيْء وهذا أولى مِن تفسير المؤلف تقول: ما كان الله تعالى ليحُولَ بينَه وبين ما يُريدُ عجزٌ في قدْرتِه بل هو قادِرٌ على كلِّ شيء مِن إيجادِ معدُوم أو إعدَام موجُود أو تغيِير حال أو غيرِ ذلك، فالله تعالى لا يعجزُه شيء لا في السماوات ولا في الأرض، لأنَّ أمره عز وجل إذا أراد شيئًا أن يقول: (كن) فيكُون بدُون أيّ عمَل كلمَة واحدة تجعَلُ الشيء على حسبِ مُرادِه تبارَك وتعالى فلا يُعجزُه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض، وإذا كان لا يعجزُه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض فإنَّه لن يعجَزَ عن إهلاك المكذِّبِين الذين كذَّبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
الطالب: الياء
الشيخ : لا، الظاهر مصطفى اليوم ما أفطَر! مُفطِر؟ (شيء) فاعِل مرفُوع بضمة مقدرة؟
الطالب: على الهمزة.
الشيخ : على الهمزَة على الألف؟
الطالب: .. على الهمزة.
الشيخ : على الهمزة؟ ما علمنا أحد مِن الناس قال: مقدرة على الهمزة، من يعرف الإعراب؟
الطالب: مقدَّرَة على الياء.
الشيخ : خطأ.
الطالب: على آخرِه.
الشيخ : على آخرِه.
الطالب: منعَ مِن ظهورها اشتغالُ المحل بحركة حَرفِ الجرّ الزائد.
الشيخ : اي صح! طيب، (مِن شيءٍ في السَّماء)[كذا] قال المؤلف: " يسبقُه ويفوتُه " وهذا تفسيرٌ لا بأس ببعض اللوازِم كما قال تعالى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))[العنكبوت:4] ولكن العجْز هو عدَمُ القدرة على الشيْء وهذا أولى مِن تفسير المؤلف تقول: ما كان الله تعالى ليحُولَ بينَه وبين ما يُريدُ عجزٌ في قدْرتِه بل هو قادِرٌ على كلِّ شيء مِن إيجادِ معدُوم أو إعدَام موجُود أو تغيِير حال أو غيرِ ذلك، فالله تعالى لا يعجزُه شيء لا في السماوات ولا في الأرض، لأنَّ أمره عز وجل إذا أراد شيئًا أن يقول: (كن) فيكُون بدُون أيّ عمَل كلمَة واحدة تجعَلُ الشيء على حسبِ مُرادِه تبارَك وتعالى فلا يُعجزُه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض، وإذا كان لا يعجزُه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض فإنَّه لن يعجَزَ عن إهلاك المكذِّبِين الذين كذَّبوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: