فوائد قول الله تعالى : (( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) حفظ
(( فينظرُوا كيفَ كَانَ عاقِبَةُ الذين مِن قبلِهم )) ما المرادُ بالسير هنا؟ فهد! السيرِ في الأرض؟ قلبًا وقَدَمًا وجْهُ الدلالة أنَّ الله وبَّخَ الذين لم يسِيروا في الأرض فينظُروا كيف كان عاقبة الذين مِن قبلهم.
ومن فوائدها أنَّه ينبغي لنا أن ننْظُر إلى عاقبةِ السابِقين نظرَ اعتبار بمآلِهم حين كذَّبوا رسلَهم وليس اعتبارًا بقوتِهم وصناعتِهم وطرازِهم وما أشبهَ ذلك، وإذا طبَّقْنَا هذا على واقعِ الناس اليوم الذين يذهبون إلى ديارِ ثمود وجدنا أنَّهم يذهبون إليها لا لِيعتبِرُوا بما صنعَ الله بهم مِن العقوبة لتكذيبِهم الرسل ولكن لِينظروا كيف كانت قوتُهم وصناعتُهم وزخارِفُهم وما أشبهَ ذلك، وهذا حرام لا يجوز أن يذهبَ الإنسانُ إلى ديارِ هؤلاء المكذِّبين لهذا الغرض، لقولِ الرسول عليه الصلاة والسلام: (( لا تدخلُوا على هؤلاء المعذَّبِين إلَّا أن تكونوا باكِين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلُوا عليهم )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في التاريخ عبرٌ يعتَبِرُ بها العاقِل لقولِه: (( فينظروا كيف كان عاقبةُ الذين من قبلهم )).
ومِن فوائد الآية استعْمَالُ قياسِ الأَوْلى لقولِه: (( وكانوا أشد منهم قوة )) فإذا كان الله تعالى أهلكَهم مع كونِهم أشدَّ منهم قوة فإنَّ إهلاك هؤلاء مِن باب أولى.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ قوَّة البشر مهما عظُمَت لا تمنعُهم مِن الله شيئًا لقوله: (( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة )) ولهذا لما قالت عاد: مَن أشدُّ منا قوة؟ قيل لهم: (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة )) طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في السير في الأرض قلبًا أو قدمًا عبرَة لا للمُرْسَلِ إليهم بل ولِلرُّسُلِ أيضًا، فإنَّ إهلاك المكذبِين للرسُل انتصَارٌ للرسُل، معلوم أنَّ الله إذا أهلكَ عدُوَّك يا ناصر! فإنَّه انتصارٌ لك بلا شك.
ومِن فوائد الآية الكريمة نفيُ العجْزِ عن الله عز وجل لقوله: (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض )) لأنَّ فيها نفْيَ العجز عنه لكمالِ علمِه وقدرتِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ مِن صفاتِ الله تعالى ما يكون سلبيًّا أي منفِيًّا عنِ الله، وضابطُه أنَّ كلَّ صفَةِ نقْص فهي منفِيَّةٌ عن الله عز وجل هذه قاعِدة عامة، كما أنَّ كل صفة كمال فهي ثابتةٌ له، ولكن التفصيل لابدَّ فيه من دليل، لأنَّ هذه القاعدة عامة لقوله: (( ولله المثل الأعلى )) (( ولله الأسماء الحسنى )) لكن التفصيل في أنَّ هذه الصفة المعيَّنَة الثابتة لله أو منتفِيَة عنه لابد فيها مِن دليل.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الله سبحانه وتعالى لا ينفِي شيئًا عن نفسه إلا لِثبوتِ كمال ضدِّه لأنَّه لما قال ما كان الله ليعجزه قال: (( إنه كان عليما قديرًا )) فيستفاد مِن ذلك أنَّ كل صفَةٍ منفية عن الله لا يُرَادُ بها مجرَّدُ النفْي، لأنَّ مجرد النفي ما فيه فائدة إذ أنَّ النفيَ المحض عدَمٌ محْض والعدمُ ليس بشيْء فضلًا عن أن يكون كمالًا، ولأنَّ النفي قد يكون سببُه العجْز كما في قول الشاعر:
قُبَيِّلَةٌ لا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ ولا يَظْلِمُونَ الناسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ
هذا مدْح ولَّا ذم؟ ذمّ، لأنهم لعجزِهم ما يستطيعون يظلمون الناس ولا يغدِرُون بالذمم، وقد يكون سببُه عدمَ القابلِيَّة لا للكمال ولكن لأنَّه غيرُ قابلٍ لهذه الصفة كما لو قلت: إنَّ جدارَ بيتِنَا لا يظلِم واحد يمدح بيته مثلاً يقول أن جداره ما بيظْلِم أحد صحيح؟ .. لا يظلِم أحد لكن لا، لا لأنَّه عدْل كامل العدل لكن لأنَّه لا يقبَل كلمة ظُلْم، فنفيُها عنه كثبوتِها له، حتى لو قلت: جدارٌ يظلِم ما أحَد يُصَدِّق، طيب إذًا صِفَات الله المنفية التي يسمِّيها العلَمَاء السلْبِيَّة تتضَمَّن كمَال الضَّدّ يعنِي لكمالِ علمِه وقُدْرَتِه لا يُعْجِزُه شيْء في السَّمَاوات ولا في الأرض.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ أنَّ السَّمَاوَات أكثَر مِن واحِدَة لوُجُودِ الجمْع يعنِي جاءَت بصِيغَة الجَمْع (السَّمَاوات) وهي سَبْع بنصِّ القرآنِ والسُّنَّة (( ألم تروا كيف خلق الله سبع سَمَاوات طِبَاقًا )) والسُّنَّة كذلك ظَاهِرَة فِي أَنَّ السماوات السبع كقولِ النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ربَّ السماوات السَّبْع ومَا أَظْلَلْنَ ).
ومِن فوائدِ الآية الكريمة إثباتُ اسمَين مِن أسماءِ الله وهُمَا العلِيم والقدير وما تضمَّنَاه من صفة أو حكم من صفة وهي العلم والقدرة أو حُكْم وهو أنَّه يَعْلَم ويقْدِر على كُلِّ شيء إنَّه كان عليمًا قديرًا، ... السَّيْرُ في الأرض للنُّزْهَة يعني؟
الطالب: لا، للاعتبار ....
الشيخ : السير في الأرض لِلاعْتِبَار لا بأسَ به، وإذا كانَت مصلَحَتُه أكثَرَ مِن نقْصِه كان محْمُودًا، وإن كان نقصُه أكثرَ مِن مصلَحَتِه فإنَّه لا ينْبَغِي، فمثلًا لو ذهَبَ ينظُر في آيات الله تعالى في الجبال الشاهقة وفي الأنهار وفي البحار وما أشبَه ذلك فهذا حَسَنٌ محمود، لكن إذا كان يُكَلِّف مِن النَّفَقَة أكثَر مما ينْتَفِعُ به الإنسان فإنه يُنْهَى عنه، لأنَّ في ذلك إضَاعَة الـمَال أمَّا إذا كان النَّفَقَة قَلِيلَة أو كان هذا الرجل ذا مَالٍ كثير لا يَتَضَرَّرُ به ولكنَّه ينتفِعُ به مِن الناحية الإيمَانِيَّة فلا بَأْسَ به
ومن فوائدها أنَّه ينبغي لنا أن ننْظُر إلى عاقبةِ السابِقين نظرَ اعتبار بمآلِهم حين كذَّبوا رسلَهم وليس اعتبارًا بقوتِهم وصناعتِهم وطرازِهم وما أشبهَ ذلك، وإذا طبَّقْنَا هذا على واقعِ الناس اليوم الذين يذهبون إلى ديارِ ثمود وجدنا أنَّهم يذهبون إليها لا لِيعتبِرُوا بما صنعَ الله بهم مِن العقوبة لتكذيبِهم الرسل ولكن لِينظروا كيف كانت قوتُهم وصناعتُهم وزخارِفُهم وما أشبهَ ذلك، وهذا حرام لا يجوز أن يذهبَ الإنسانُ إلى ديارِ هؤلاء المكذِّبين لهذا الغرض، لقولِ الرسول عليه الصلاة والسلام: (( لا تدخلُوا على هؤلاء المعذَّبِين إلَّا أن تكونوا باكِين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلُوا عليهم )).
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في التاريخ عبرٌ يعتَبِرُ بها العاقِل لقولِه: (( فينظروا كيف كان عاقبةُ الذين من قبلهم )).
ومِن فوائد الآية استعْمَالُ قياسِ الأَوْلى لقولِه: (( وكانوا أشد منهم قوة )) فإذا كان الله تعالى أهلكَهم مع كونِهم أشدَّ منهم قوة فإنَّ إهلاك هؤلاء مِن باب أولى.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ قوَّة البشر مهما عظُمَت لا تمنعُهم مِن الله شيئًا لقوله: (( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة )) ولهذا لما قالت عاد: مَن أشدُّ منا قوة؟ قيل لهم: (( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة )) طيب.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ في السير في الأرض قلبًا أو قدمًا عبرَة لا للمُرْسَلِ إليهم بل ولِلرُّسُلِ أيضًا، فإنَّ إهلاك المكذبِين للرسُل انتصَارٌ للرسُل، معلوم أنَّ الله إذا أهلكَ عدُوَّك يا ناصر! فإنَّه انتصارٌ لك بلا شك.
ومِن فوائد الآية الكريمة نفيُ العجْزِ عن الله عز وجل لقوله: (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض )) لأنَّ فيها نفْيَ العجز عنه لكمالِ علمِه وقدرتِه.
ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ مِن صفاتِ الله تعالى ما يكون سلبيًّا أي منفِيًّا عنِ الله، وضابطُه أنَّ كلَّ صفَةِ نقْص فهي منفِيَّةٌ عن الله عز وجل هذه قاعِدة عامة، كما أنَّ كل صفة كمال فهي ثابتةٌ له، ولكن التفصيل لابدَّ فيه من دليل، لأنَّ هذه القاعدة عامة لقوله: (( ولله المثل الأعلى )) (( ولله الأسماء الحسنى )) لكن التفصيل في أنَّ هذه الصفة المعيَّنَة الثابتة لله أو منتفِيَة عنه لابد فيها مِن دليل.
طيب ومِن فوائد الآية الكريمة أنَّ الله سبحانه وتعالى لا ينفِي شيئًا عن نفسه إلا لِثبوتِ كمال ضدِّه لأنَّه لما قال ما كان الله ليعجزه قال: (( إنه كان عليما قديرًا )) فيستفاد مِن ذلك أنَّ كل صفَةٍ منفية عن الله لا يُرَادُ بها مجرَّدُ النفْي، لأنَّ مجرد النفي ما فيه فائدة إذ أنَّ النفيَ المحض عدَمٌ محْض والعدمُ ليس بشيْء فضلًا عن أن يكون كمالًا، ولأنَّ النفي قد يكون سببُه العجْز كما في قول الشاعر:
قُبَيِّلَةٌ لا يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ ولا يَظْلِمُونَ الناسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ
هذا مدْح ولَّا ذم؟ ذمّ، لأنهم لعجزِهم ما يستطيعون يظلمون الناس ولا يغدِرُون بالذمم، وقد يكون سببُه عدمَ القابلِيَّة لا للكمال ولكن لأنَّه غيرُ قابلٍ لهذه الصفة كما لو قلت: إنَّ جدارَ بيتِنَا لا يظلِم واحد يمدح بيته مثلاً يقول أن جداره ما بيظْلِم أحد صحيح؟ .. لا يظلِم أحد لكن لا، لا لأنَّه عدْل كامل العدل لكن لأنَّه لا يقبَل كلمة ظُلْم، فنفيُها عنه كثبوتِها له، حتى لو قلت: جدارٌ يظلِم ما أحَد يُصَدِّق، طيب إذًا صِفَات الله المنفية التي يسمِّيها العلَمَاء السلْبِيَّة تتضَمَّن كمَال الضَّدّ يعنِي لكمالِ علمِه وقُدْرَتِه لا يُعْجِزُه شيْء في السَّمَاوات ولا في الأرض.
ومِن فوائد الآية الكريمة إثباتُ أنَّ السَّمَاوَات أكثَر مِن واحِدَة لوُجُودِ الجمْع يعنِي جاءَت بصِيغَة الجَمْع (السَّمَاوات) وهي سَبْع بنصِّ القرآنِ والسُّنَّة (( ألم تروا كيف خلق الله سبع سَمَاوات طِبَاقًا )) والسُّنَّة كذلك ظَاهِرَة فِي أَنَّ السماوات السبع كقولِ النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ربَّ السماوات السَّبْع ومَا أَظْلَلْنَ ).
ومِن فوائدِ الآية الكريمة إثباتُ اسمَين مِن أسماءِ الله وهُمَا العلِيم والقدير وما تضمَّنَاه من صفة أو حكم من صفة وهي العلم والقدرة أو حُكْم وهو أنَّه يَعْلَم ويقْدِر على كُلِّ شيء إنَّه كان عليمًا قديرًا، ... السَّيْرُ في الأرض للنُّزْهَة يعني؟
الطالب: لا، للاعتبار ....
الشيخ : السير في الأرض لِلاعْتِبَار لا بأسَ به، وإذا كانَت مصلَحَتُه أكثَرَ مِن نقْصِه كان محْمُودًا، وإن كان نقصُه أكثرَ مِن مصلَحَتِه فإنَّه لا ينْبَغِي، فمثلًا لو ذهَبَ ينظُر في آيات الله تعالى في الجبال الشاهقة وفي الأنهار وفي البحار وما أشبَه ذلك فهذا حَسَنٌ محمود، لكن إذا كان يُكَلِّف مِن النَّفَقَة أكثَر مما ينْتَفِعُ به الإنسان فإنه يُنْهَى عنه، لأنَّ في ذلك إضَاعَة الـمَال أمَّا إذا كان النَّفَقَة قَلِيلَة أو كان هذا الرجل ذا مَالٍ كثير لا يَتَضَرَّرُ به ولكنَّه ينتفِعُ به مِن الناحية الإيمَانِيَّة فلا بَأْسَ به