تفسير سورة يس . حفظ
ثم تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( يس * والقرآن الحكيم )) قال المؤلف : " سورة يس مكية " والمكي ما نزل قبل الهجرة ليس ما نزل بمكة إذ قد ينزل بمكة بعد الهجرة ويكون مدنياً وما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعدها فهو مكي هذا القول هو الراجح من أقوال أهل العلم ، قال : " أو إلا قوله : " (( وإذا قيل لهم أنفقوا )) الآية أو مدنياً " فالأقوال فيها إذاً ثلاث إما مكية أو مدنية أو مكية إلا قوله : (( وإذا قيل لهم أنفقوا )) والذي يظهر أنها مكية لأنها أسلوبها أسلوب المكي والسور المكية تمتاز عن السور المدنية بقوة الأسلوب وجزالة في اللفظ بخلاف السور المدنية فإن أسلوبها لين ألين لأنه يخاطب قوماً آمنوا ويخاطب أيضاً قوماً فيهم أهل الكتاب ليس عندهم من البلاغة من اللغة العربية ما عند العرب فالظاهر والله أعلم أنها مكية وإذا جعلناها مكية فإننا لا نقول باستثناء شيء منها لأن الأصل أن السورة المكية كلها مكية وأن السورة المدنية كلها مدنية فمن ادعى استثناء آية أو آيتين أو أكثر فعليه الدليل أما لمجرد أن المعنى يليق بأهل المدينة مثلاً فهذا لا يصلح في الاستثناء لأن الله تعالى قد يذكر معنى يليق بأهل المدينة توطئة وتمهيداً حتى يكون الناس على بصيرة ولهذا يذكر الله تعالى في الآيات المكية قصص موسى عليه الصلاة والسلام مع أن العناد وقصة موسى في المدينة أولى لأن فيها اليهود أم مكة فليس فيها يهود المهم أن بعض العلماء إذا نظر إلى أن المعنى يليق بالسور المدنية أو بالأحكام المدنية ذهب يستثني ويقول إلا كذا إلا كذا وهذا غير مستثنى