التعليق على تفسير الجلالين : (( يس )) الله أعلم بمراده به . حفظ
قال الله تعالى : (( يس * والقرآن الحكيم )) قال المؤلف : (( يس )) " الله أعلم بمراده " ولاشك أن الله أعلم بمراده ومراد غيره وأعلم بكل شيء ولكن ما المراد بهذين الحرفين الهجائيين ؟ يقول المؤلف : " الله أعلم " ما ندري ماذا أراد الله عز وجل ومنهم من قال : إن معنى (( يس )) يا إنسان فيا حرف نداء على زعمهم و (( يس )) كلمة يعبر بها عن الإنسان وبعضهم أتى بغير ذلك أيضاً مما لا طائل تحته ولا دليل عليه لكن يبقى النظر هل نقول كما قال المؤلف الله أعلم بما أراد في جميع الحروف الهجائية التي ابتدئت بها السور أو نقول إنه لا معنى لها ؟ بمقتضى قوله تعالى : (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ))[الشعراء194:195]فإن مقتضى اللسان العربي المبين أن هذه الحروف ليس لها معنى فإذا حكمنا بهذه القضية العامة بلسان عربي مبين على كل كلمة أو حرف في القرآن فإننا نعلم أن (( يس )) ليس لها معنى بمقتضى إيش ؟ بمقتضى اللسان العربي المبين المفيد ياء ما لها معنى حرف هجاء س حرف هجاء ما لها معنى أيضاً وهذا القول ذكره ابن كثير عن مجاهد رحمه الله وهو قول قوي ويشهد له الآيات التي استشهدت بها إذاً نقول لا معنى لهذه الحروف فيرد علينا إشكال إذا قلنا لا معنى لها كيف يأتي الله عز وجل في كتابه العظيم بكلام لغو لا معنى له ؟ والجواب على هذا أن يقال : إن له مغزى عظيماً هذا المغزى هو أنكم أيها العرب الذي عجزتم عن معارضة القرآن والإتيان بمثله عجزتم عن ذلك لا لأن هذا القرآن أتى بحروف جديدة أو كلمات جديدة بل هو من الكلمات التي تكونون منها كلامكم حروف هجائية ولهذا قل أن تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف الهجائية إلا وبعدها ذكر القرآن مما يدل على أن هذا هو المراد بها وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقبله الزمخشري أيضاً في تفسيره وغيره من العلماء على أن هذه الحروف هجائية جيء بها لأجل إظهار عجز العرب عن معارضة هذا القرآن مع أنه لم يأت بجديد في كلامهم