مناقشة تفسير قول الله تعالى : (( يس * والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم )) . حفظ
بسم الله الرحمن الرحيم (( يس * والقرآن الحكيم )) ما معنى قوله : (( يس )) يا عبد الرحمن بن داود ؟
أتي بالقسم وغيره لقوله : أتي بالقسم لقوله : (( والقرآن )) وغيره يعني بذلك إن واللام ، رد لقول الكفار له : لست مرسلاً كما قال الله تعالى : (( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ))[الرعد:43]إذاً فالكلام مطابق لمقتضى الحال لأنه يخاطب المنكر وقد سبق لنا في البلاغة أنه إذا خوطب المنكر فإنه يجب أن يؤكد له الخبر لأنه يقولون علماء البلاغة للمخاطب ثلاثة مراتب : أن يكون منكراً ، وأن يكون متردداً ، وألا يكون في ذهنه شيء لا إنكار ولا تردد ، قالوا : فإن كان منكراً وجب تأكيد الخبر له يجب أن يؤكد الخبر له وإن كان متردداً حسن أن يؤكد له الخبر وإن لم يكن في ذهنه شيء فإنه يلقى إليه الخبر غير مؤكد هذا هو الأصل أخذتم بالكم ، أو هذا كلام ، واضح ، إذا كنت تخاطب الإنسان الذي ليس في ذهنه شيئاً عن مدلول الخبر فألقي الخبر إليه غير مؤكد تقول زيد قائم ، إذا كنت تخاطب متردداً في صحة الخبر فأكده له وجوباً وإلا لا ؟ استحساناً نعم ، إذا كنت تخاطب منكراً فإنه يجب أن تؤكد له الخبر هذا هو الأصل وقد يحذف التوكيد في موضع التوكيد وقد يأتي التوكيد في غير موضع التوكيد لأسباب تعرف من السياق ، هنا الكفار يقولون : لست مرسلاً ، فكان تأكيد خبر الرسالة لهم إيش ؟ واجباً يعني مما توجبه البلاغة والوجوب هنا ليس هو وجوب التكليف الذي يأثم بتركه بل الوجوب من حيث البلاغة