تفسير قول الله تعالى : (( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم )) . حفظ
الخشية الحقيقية لأن خشية الله بالعلانية قد يكون سببها مراعاة للناس ويكون في هذه الخشية شيء من الشرك لأنه يرائي بها لكن إذا كان يخشى الله في مكان لا يطلع عليه إلا الله فهذا هو الخاشع حقيقة وكم من إنسان عند الناس لا يفعل المعاصي ولكن فيما بينه وبين نفسه يتهاون بها نعم ، في إنسان حدثني شخص يقول : إنسان ظاهره الصلاح حتى إنه ينكر إذا سمع الأغاني في الراديو أو في التلفزيون لكنه هو في بيته يقتني الراديو والتلفزيون ويكب على سماع الأغاني هذا خشي الله بالغيب ؟ لا ما خشي الله بالغيب هذا خشي الناس في الحقيقة ولم يخش الله عز وجل لأن الذي يخشى الله لابد أن يقوم بقلبه تعظيم الله سبحانه وتعالى سواء بحضرة الناس أو بغيبة الناس ، أيضاً (( يخشى الله بالغيب )) أي بما غاب عن الأبصار نظراً وعن الآذان سمعاً وهو خشية القلب وخشية القلب أعظم ملاحظة من خشية الجوارح صح وإلا لا ؟ خشية القلب أعظم مراقبة من خشية الجوارح لأن الذي يخشى الله بقلبه يكون مراقباً لله عز وجل ولحقه أكثر ولأنه يجب أن تراقب خشية القلب أكثر مما تراقب خشية الجوارح انتبهوا يا إخواني ، خشية الجوارح بإمكان كل إنسان أن يقوم بها حتى في بيته كل إنسان يستطيع أن يقوم يصلي ولا يتحرك ينظر إلى موضع سجوده يرفع يديه موضع الرفع يعني يستقيم استقامة تامة في ظاهر الصلاة لكن القلب غافل أما خشية القلب فهي الأصل وهي التي يجب أن يراقبها الإنسان ويحرص عليها حرصاً تاماً وهذا معنى قوله : (( وخشي الرحمن بالغيب )) إذاً الصواب بل الراجح من القولين أن قوله : (( بالغيب )) يعود على الخاشي أي يخشى الله تعالى غائباً عن الخلق ويخشى الله تعالى بخشية غائبة لا تظهر للعيون ولا تسمعها الآذان وهي خشية إيش ؟ خشية القلب