تتمة التعليق على تفسير الجلالين : (( واضرب )) اجعل (( لهم مثلا )) مفعول أول (( أصحاب )) مفعول ثان (( القرية )) انطاكية (( إذ جآءها )) إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية (( المرسلون )) أي رسل عيسى . حفظ
(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ )) كلمة (( اضرب )) الخطاب فيها للرسول عليه الصلاة والسلام أو لكل من يتأتى خطابه سبق لنا أن مثل هذا تارة يكون صريحاً في أنه عام وتارة يكون صريحاً في أنه خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم وتارة يحتمل الوجهين ، فمن الأشياء التي هي صريحة في خصوصية هذا الرسول عليه الصلاة والسلام قوله تعالى : (( ألم نشرح لك صدرك )) فهنا الخطاب لمن للرسول عليه الصلاة والسلام قطعاً ومن الأشياء الصريحة بأنه عام مثل قوله : (( يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ))[الطلاق:1]ولم يقل إذا طلقت فدل على أن الخطاب الأول يراد به العموم وأما احتمال أن يكون خاصاً بالرسول أو عاماً فهو كثير في القرآن فما هو الأرجح أن نجعله خاصاً أو عاماً ؟ الأرجح أن نجعله عاماً لأنه أشمل إذا جعلناه عاماً شمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره ، إذاًَ ممكن أن نقول لأي داعية الآن اضرب مثلاً للمكذبين بهذه القضية قال : (( أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ )) قال المؤلف : " أنطاكيا " هذه القرية فجعل أل للعهد الذهني يعني كأنها قرية معروفة مفهومة ولكن هذا القول ضعفه ابن كثير في التفسير وقال إن هذا غير معروف في أنطاكيا وأنطاكيا ما دمرت ولا أهلك أهلها ولا ينطبق هذا المثل عليها بوجه من الوجوه وعلى هذا فيكون المراد بالقرية هنا قرية غير معينة وتكون أل لإيش ؟ للجنس يعني اضرب لهم مثل بقرية غير معينة تكون أل للجنس لا للعهد وهذا هو الصحيح وذلك لأن الله لو كان في بيان هذه القرية بعينها مصلحة نعم لبينها الله عز وجل وليس المقصود كما مر علينا كثيراً تعيين الأشخاص أو الأماكن أو الأزمان ليس فيه كبير فائدة في الغالب ، المقصود العبرة في القصة وما وقع نعم ولهذا نرى بعض العلماء يتكلفون مثلاً فيما إذا جاء اسم رجل في حديث مبهم يتكلفون في طلب تعيينه وليس هذا بلازم اللهم إلا يترتب على تعيينه اختلاف في الحكم أو إظهار للمعنى فهذا شيء آخر على كل حال هنا نحن لا يعنينا أن نعرف ما هي القرية ومن هم أهلها الذي يعنينا إيش ؟ العبرة بما جرى في هذه القصة ، إذاً الصواب عدم تعيينها بأنطاكيا
(( إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ )) إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية (( إذ )) بدل اشتمال من أصحاب القرية فتكون في محل نصب لأن (( أصحاب )) منصوبة والبدل يتبع في الإعراب المبدل منه فيكون (( إذ جاءها المرسلون )) في محل نصب على أنه بدل من أصحاب القرية قال : (( إذا جاءها )) أي القرية
(( المرسلون )) قال المؤلف : " أي رسل عيسى " وهذا القول ليس بصحيح ولا دليل عليه بل (( جاءها المرسلون )) الذين من جنس قوله في أول السورة : (( إنك لمن المرسلين )) (( جاءها المرسلون )) الذين هم من جنس هؤلاء وعلى هذا فهم رسل من عند الله عز وجل وليسوا من قبل عيسى صلى الله عليه وسلم