التعليق على تفسير الجلالين : (( إذ أرسلنآ إليهم اثنين فكذبوهما )) إلى آخره بدل من إذ الأولى (( فعززنا )) بالتخفيف والتشديد : قوينا الاثنين (( بثالث فقالوا إنآ إليكم مرسلون )). حفظ
(( فَكَذَّبُوهُمَا )) إلى آخره يقول بدل من إذ الأولى وين إذ الأولى (( إذ جاءها _ إذ أرسلنا )) (( إذ جاءها )) هذه بدل من (( أصحاب )) و (( إذ أرسلنا )) بدل من (( إذ جاءها )) لأنها في الحقيقة بيان لكيفية هذا المجيء(( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا )) التكذيب رد الخبر ونسبته إلى خلاف الواقع هذا هو التكذيب فهؤلاء كذبوهم وقالوا : هذا أمر ليس بصحيح ولستم برسل فماذا كان ؟ قال الله تعالى : (( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ )) بالتخفيف والتشديد (( عَزَّزْنَا )) (( عزَزنا )) التخفيف والقراءتان سبعيتان يعني المؤلف ذكرهما على حد سواء معنى (( عَزَّزْنَا )) قال : " قوينا الاثنين بثالث " يعني لما كذب الاثنان أرسل الله ثالثاً معهما لأجل التقوية وهذا كقول موسى عليه السلام لما أرسله الله تعالى إلى فرعون قال : (( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ))[طه31:32]طيب إذاً زيادة الواحد يقوي بلا شك ونحن نشاهد حتى في أمرنا الواقع إذا قال شخصاً قولاً ثم أيده به آخر ازداد قوة ونشاطاً في تقرير هذا القول وتثبيته قال : (( فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا )) الضمير يعود على الثلاثة (( إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ )) أتوا بالجملة المؤكدة بإن لأن الحال تقتضي ذلك فهم قد كذبوا بالأول وأنكروا فجاءت الجملة الثانية مؤكدة لأن المقام مقام تكذيب ولكن لو قال قائل لماذا لم تؤكد بأكثر من مؤكد ؟ قلنا هي أكدت بأكثر من مؤكد ، أكدت بمؤكد واحد لفظي وهو (( إن )) وأكدت بمؤكد معنوي وهو زيادة الرسول ولهذا قال : (( عززنا بثالث )) إذا صار فيها مؤكدان وإلا لا ؟ المؤكد الأول الرسول زيادة والمؤكد الثاني (( إن )) ولهذا لو قال قائل هل المقام هنا مقام تأكيد على سبيل الاستحسان وإلا على سبيل الوجوب ؟ قلنا على سبيل الوجوب فإذا قال : القاعدة إنه على سبيل الوجوب فإن التأكيد يتكرر يعني يؤتي بإن، بإن واللام إن والقسم ، إن والقسم واللام يعني يكرر المؤكد قلنا هذا المؤكد مكرر لكنه من نوعين التأكيد باللفظ (( إنا إليكم )) وتأكيد بالمعنى تقويتهم بثالث (( فقالوا إنا إليكم لمرسلون )) مرسلون من قبل من ؟ من قبل الله عز وجل وهم يعلمون ذلك أنهم ما ادعوا الرسالة لشخص وإنما هي من الله