فوائد قول الله تعالى : (( اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون )) . حفظ
(( اتبعوا من لا يسألكم أجراً )) هذا من باب الكمال .
ومن فوائدها : أنه ينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يترفع عن أخذ ما في أيدي الناس من الأموال حتى وإن أعطوه لأنه ربما تنقص ميزانيته إذا قبل ما يعطى من أجل دعوته وموعظته لأن الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يسألون الناس أجراً لا بلسان الحال ولا بلسان المقال وبه نعرف قبح ما يستعمله بعض الناس وإن كان الحمد لله الآن قد قل يقوم ويعظ الناس موعظة قد تكون بليغة فإذا انتهى قال : إني أنا في حاجة وصاحب عائلة وما أشبه ذلك ، صارت الموعظة الآن للدنيا للأجر
طيب هل يستفاد من هذا أنه لا يجوز أخذ الأجر على تعليم العلم لمخالفته لطرق الرسل ؟ أو يقال لا الذي الذي يجوز الأخذ عنه الدعوة إلى الله عز وجل هذه لا يجوز أخذ الأجر عليها لوجوب الدعوة على الإنسان أما التعليم الذي يحتاج إلى معاناة وإلى تعب وإلى تفهيم خاص فهذا لا بأس به وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله )
طيب هل يفهم منه أو هل يستفاد من الآية أنه لا يجوز أخذ رصد من بيت المال للدعوة والإرشاد ؟ لا يستفاد يعني لا ولكن لاشك أن التنزه عن ذلك أولى يعني كون الإنسان يذهب يدعو إلى الله عز وجل ولا من الحكومة لاشك أن هذا أفضل وأقرب إلى الإخلاص وأشد وقعاً في نفوس الناس حتى وإن لم يعلموا أنه لم يأخذ لأن الله تعالى يلقي ذلك في قلوب الناس أي يلقي القبول من هذا الناصح أو الداعي وإن لم يعلموا أنه لا يأخذ شيئاً .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه من طريق الدعوة أن يذكر الإنسان حال الداعية بوصفه بما يوجب قبول قوله لقوله : (( وهم مهتدون )) فهنا ذكر ما يوجب قبول قولهم في أول الدعوة ، (( اتبعوا المرسلين )) وفي آخرها في قوله : (( وهم مهتدون )) طيب .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : أنه يجب على من دعا إلى الله أن يكون على بصيرة وعلى علم لأن هذا هو وصف الرسل فهم يدعون إلى الله تعالى على هدىً منه وأما من يدعو على غير هدى فإنه قد يفسد أكثر مما يصلح لأن الذي يدعو على غير علم ربما يجعل الشيء الحرام حلالاً والحلال حراماً وهو لا يدري فيحصل بذلك فساد في الدين والعقيدة .