التعليق على تفسير الجلالين : (( قيل )) له عند موته (( ادخل الجنة )) وقيل دخلها حيا (( قال يا )) حرف تنبيه (( ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )). حفظ
قال المؤلف : " فرجموه فمات قيل له عند موته ادخل الجنة وقيل دخلها حياً " لما أعلن هذا الإعلان وراغمهم ولم يأبه بهم ولم يهمه والظاهر والله أعلم أنهم توعدوه حينئذ رجموه فقتلوه فقيل له بعد موته : ادخل الجنة ، الأمر هنا للتكريم والجنة هي الدار التي أعدها الله سبحانه وتعالى لأوليائه فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله : ( ادخل الجنة )) بعد موته لأن الإنسان يعذب في قبره أو ينعم فإن كان من أهل الخير فإنه ينعم وإن كان من أهل الشر فإنه يعذب ، قال : (( يا ليت قومي يعلمون )) لما قيل له ادخل الجنة وهذا الأمر كما قلت أمر إكرام قال : (( يا ليت قومي يعلمون )) المفسر يقول : " حرف تنبيه " يعني (( يا )) وليست حرف نداء لأنها دخلت على حرف ويا التي للنداء لا تدخل إلا على اسم فإذا دخلت على ما لا تصح دخولها عليه فإنها لا تكون للنداء وقد مر علينا في علامات الاسم أن من علاماته إيش ؟ النداء ، دخول يا النداء عليه فإذا دخلت يا النداء على غير اسم فإنها للتنبيه سواء دخلت على حرف مثل (( يا ليت قومي يعلمون )) أو دخلت على فعل وأكثر ما تكون دخولها على الأفعال فعل الأمر فإنها تكون للتنبيه
ويجوز أن تكون حرف نداء والمنادى محذوف ويقدر بحسب السياق فمثل هذه الآية نقدرها فنقول يارب يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي ، فصار في إعرابها وجهان : أحدهما أنها للتنبيه والثاني : أنها للنداء والمنادي محذوف ويقدر بحسب ما يقتضيه السياق وقوله : (( ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي )) (( ليت )) هنا للتمني ولعل للترجي والفرق بينهما أن التمني يكون فيما فيه تعذر والترجي يكون فيما يقرب حصوله وما كان بين ذلك فتارة تستعمل فيه ليت وتارة تستعمل فيه لعل ، فالأحوال ثلاثة : ما قرب حصوله تستعمل فيه لعل ، وما امتنع ليت ، وما كان بين ذلك فأحياناً لعل وأحياناً ليت بحسب قربه من التعذر أو من القرب ،
(( قال يا ليت يعلمون )) يعلمون ما حصل له ولهذا قال : (( بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )) (( بما غفر لي ربي )) الباء هنا متعلقة بـ(( يعلمون )) والعلم هنا بمعنى المعرفة فلا تتعدى إلا إلى مفعول واحد و (( ما )) مصدرية كما حلها المفسر وأولها إلى مصدر قال : " بغفرانه " وهنا ينبغي أن نتذكر معاني ما فمن الذي يذكرها لنا ؟ نعم يا خالد .
الطالب : ...
الشيخ : تعظيم ومصدر تمام صار معانيها عشرة " ستفهم " يعني الاستفهام " شرط الوصل فاعجب " تعجبية " لنكرها " نكرة " بكف " كاف " ونفي " نافية " ذي " زائدة " تعظيم " للتعظيم " مصدر "مصدرية فهنا هي من القسم الأخير أو المعنى الأخير مصدرية وعلامة المصدرية التي تسبك وما بعدها أو يسبك ما بعدها بمصدر يحول إلى مصدر وقوله : (( بما غفر لي ربي )) تقدم لنا أن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه لأنها مأخوذة من المغفر والمغفر فيه معنيان أو فيه شيئان :
أحدهما : الستر لأنه يستر الرأس .
والثاني : الوقاية لأن الإنسان يضع على رأسه المغفر في القتال ليتقي به السهام وليست المغفرة بمعنى الستر فقط ثم قال : (( بما غفر لي ربي )) فأضاف الربوبية إليه وهي من الربوبية الخاصة لأن الربوبية نوعان : ربوبية عامة وربوبية خاصة ، الربوبية العامة : هي الشاملة لجميع الخلق التي مقتضاها التدبير والتصرف في الخلق كما تقتضي حكمته ، والخاصة : هي التي يكون فيها عناية بهذا المربوب فربوبية الله سبحانه وتعالى لرسله وأوليائه وقد اجتمع القسمان أو النوعان في قول السحرة : (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف121:122]فالأولى : عامة والثانية : خاصة ، ويقابل ذلك العبودية فإنها عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى : (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93]والخاصة كقوله :
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ))[الفرقان:63]والخاصة فيها أخص وهي عبودية الله تعالى للرسل كقوله تعالى : (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ))[الفرقان:1]قال : (( ما غفر لي ربي )) هنا ربوبية خاصة وإلا لا ؟ خاصة ، (( وجعلني من المكرمين )) نعم (( جعلني من المكرمين )) لدخوله الجنة لأن دخول الجنة إكرام للإنسان إكرام من قبل الله وإكرام من قبل الملائكة فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ))[الرعد:24]إكرام من جهة الولدان المخلدون الذين هم خدم لأهل الجنة ، إكرام من جهة الزوجات اللاتي هن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، إكرام من جهة بعضهم لبعض فإنهم إخوان على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل ومثل هذا لابد أن يكون فيه إكرام من بعضهم لبعض فأهل الجنة مكرمون ومنهم هذا الرجل المؤمن الناصح المخلص فإنه مكرم بدخول الجنة قال الله عز وجل لما ذكر المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ختم هذه الصفات بقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ))[المعارج:35]ولهذا قال هنا : (( وجعلني من المكرمين )) نأخذ فوائد هذه الآيات لأننا أظن أننا اتفقنا على أن نأخذ فائدة كل آية طيب .
ويجوز أن تكون حرف نداء والمنادى محذوف ويقدر بحسب السياق فمثل هذه الآية نقدرها فنقول يارب يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي ، فصار في إعرابها وجهان : أحدهما أنها للتنبيه والثاني : أنها للنداء والمنادي محذوف ويقدر بحسب ما يقتضيه السياق وقوله : (( ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي )) (( ليت )) هنا للتمني ولعل للترجي والفرق بينهما أن التمني يكون فيما فيه تعذر والترجي يكون فيما يقرب حصوله وما كان بين ذلك فتارة تستعمل فيه ليت وتارة تستعمل فيه لعل ، فالأحوال ثلاثة : ما قرب حصوله تستعمل فيه لعل ، وما امتنع ليت ، وما كان بين ذلك فأحياناً لعل وأحياناً ليت بحسب قربه من التعذر أو من القرب ،
(( قال يا ليت يعلمون )) يعلمون ما حصل له ولهذا قال : (( بما غفر لي ربي )) بغفرانه (( وجعلني من المكرمين )) (( بما غفر لي ربي )) الباء هنا متعلقة بـ(( يعلمون )) والعلم هنا بمعنى المعرفة فلا تتعدى إلا إلى مفعول واحد و (( ما )) مصدرية كما حلها المفسر وأولها إلى مصدر قال : " بغفرانه " وهنا ينبغي أن نتذكر معاني ما فمن الذي يذكرها لنا ؟ نعم يا خالد .
الطالب : ...
الشيخ : تعظيم ومصدر تمام صار معانيها عشرة " ستفهم " يعني الاستفهام " شرط الوصل فاعجب " تعجبية " لنكرها " نكرة " بكف " كاف " ونفي " نافية " ذي " زائدة " تعظيم " للتعظيم " مصدر "مصدرية فهنا هي من القسم الأخير أو المعنى الأخير مصدرية وعلامة المصدرية التي تسبك وما بعدها أو يسبك ما بعدها بمصدر يحول إلى مصدر وقوله : (( بما غفر لي ربي )) تقدم لنا أن المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه لأنها مأخوذة من المغفر والمغفر فيه معنيان أو فيه شيئان :
أحدهما : الستر لأنه يستر الرأس .
والثاني : الوقاية لأن الإنسان يضع على رأسه المغفر في القتال ليتقي به السهام وليست المغفرة بمعنى الستر فقط ثم قال : (( بما غفر لي ربي )) فأضاف الربوبية إليه وهي من الربوبية الخاصة لأن الربوبية نوعان : ربوبية عامة وربوبية خاصة ، الربوبية العامة : هي الشاملة لجميع الخلق التي مقتضاها التدبير والتصرف في الخلق كما تقتضي حكمته ، والخاصة : هي التي يكون فيها عناية بهذا المربوب فربوبية الله سبحانه وتعالى لرسله وأوليائه وقد اجتمع القسمان أو النوعان في قول السحرة : (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))[الأعراف121:122]فالأولى : عامة والثانية : خاصة ، ويقابل ذلك العبودية فإنها عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى : (( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ))[مريم:93]والخاصة كقوله :
(( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ))[الفرقان:63]والخاصة فيها أخص وهي عبودية الله تعالى للرسل كقوله تعالى : (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ))[الفرقان:1]قال : (( ما غفر لي ربي )) هنا ربوبية خاصة وإلا لا ؟ خاصة ، (( وجعلني من المكرمين )) نعم (( جعلني من المكرمين )) لدخوله الجنة لأن دخول الجنة إكرام للإنسان إكرام من قبل الله وإكرام من قبل الملائكة فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب (( سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ))[الرعد:24]إكرام من جهة الولدان المخلدون الذين هم خدم لأهل الجنة ، إكرام من جهة الزوجات اللاتي هن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، إكرام من جهة بعضهم لبعض فإنهم إخوان على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل ومثل هذا لابد أن يكون فيه إكرام من بعضهم لبعض فأهل الجنة مكرمون ومنهم هذا الرجل المؤمن الناصح المخلص فإنه مكرم بدخول الجنة قال الله عز وجل لما ذكر المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ختم هذه الصفات بقوله : (( أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ))[المعارج:35]ولهذا قال هنا : (( وجعلني من المكرمين )) نأخذ فوائد هذه الآيات لأننا أظن أننا اتفقنا على أن نأخذ فائدة كل آية طيب .