التعليق على تفسير الجلالين : (( ياحسرة على العباد )) هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا ، وهي شدة التألم ونداؤها مجاز ، أي هذا أوانك فاحضري (( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءن )) مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدي إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة . حفظ
قال الله تعالى : (( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ )) هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا وهي أي الحسرة شدة التألم والندم يسمى حسرة ونداؤها مجاز أي هذا أوانك فاحضري قوله : (( يا حسرة على العباد )) الحسرة هي شدة الندم والتألم والتحسر والحزن على ما مضى ، قال الله تعالى : (( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ))[البقرة166:167]أي ندامات وآلام (( وما هم بخارجين من النار )) وقوله : (( يا حسرة على العباد )) حسرة على العباد ممن ؟ قيل أن القائل هم المكذبون وأنهم تحسروا على أنفسهم وقالوا : (( يا حسرة على العباد )) ثم بينوا السبب ومتى يكون ، وقيل : إن الحسرة من أتباع الرسل يعني من هذا الرجل ونحوه تقول يتحسر على هؤلاء العباد وقيل : إن التحسر من الله عز وجل ولكن ليس معناه أنه يتصف به بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم فيقول : يا حسرة واقعة على العباد واقعة عليهم فتكون على قريبة من معنى من يعني أن الله تعالى يبين .