فوائد قول الله تعالى : (( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين )) . حفظ
ويستفاد من هذه الآيات من قوله : (( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ )) يستفاد منها فوائد أولاً : أن الله عز وجل قد ينزل الملائكة لإهلاك المكذبين ووجهه أن نفي إنزال الملائكة على هؤلاء القوم يدل على إمكانه في غيرهم وإلا لما صح النفي .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الملائكة جنود لله عز وجل لقوله : (( من جند )) .
ومن فوائدها : أن الملائكة محلهم السماوات لقوله : (( من السماء )) وهذا هو الأصل لكنهم قد ينزلون إلى الأرض كما في قوله تعالى في ليلة القدر : (( تنزل الملائكة والروح فيها )) وكالملائكة الذين يحفظون بني آدم والذي يكتبون أعمالهم وما أشبه ذلك والذين يكتبون المتقدمين إلى الجمعة على أبواب المساجد .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان حقارة هؤلاء القوم المكذبين للرسل الثلاثة لقوله : (( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ )) إلى أن قال : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : بيان عظمة الله عز وجل وذلك بذكره بصيغة الجمع (( وما أنزلنا )) (( وما كنا منزلين )) لا يقال إن هذا يفيد التعدد كما استدلت بذلك النصارى وقالوا : إن الآلهة متعددة لأن الله يقول : (( وما كنا منزلين )) وما أشبه ذلك من الآيات فيقال لهم إن هذا التعدد للتعظيم وكيف تستدلون بهذه الآية المتشابهة وتعمون عن مثل قوله تعالى : (( إن إلهكم لواحد )) ((إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))[النساء:171] (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ))[المائدة:73]ولكن النصارى كغيرهم من أهل الزيغ يتبعون ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومن رأى اتباع الشبهات من النصارى ومن غيرهم في نصوص الكتاب والسنة تبين له العجب العجاب وأنه يجب علينا وجوباً مؤكداً طلب العلم لدفع شبهات هؤلاء لأن هؤلاء كما تعلمون انتشروا بيننا الآن وكثروا في هذه البلاد التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) هؤلاء يبثون السموم في شبابنا وكهولنا أيضاً بل إنهم الآن كما سمعنا يرسلون النشرات ، نشرات تدعوا إلى النصرانية ويرسلون أشرطة تدعوا إلى النصرانية لأنهم بدأوا يعرفون المحلات ويعرفون العناوين ثم يرسلون إليها وعندنا من هذا يعني عدد يؤتى إلينا بنشرات وأشرطة مسجلة تدعوا إلى النصرانية هذه إذا وقعت في أيدي أناس لا يعرفون جهلاء على الأقل تركن إليها نفوسهم وإن كنت أستبعد جداً أن يتنصر أحد من المسلمين لأن دين النصارى كله ضلال الذي هم عليه الآن لكن لاشك أنه يوقع الشبهة و....والاطمئنان إلى هؤلاء لذلك أنا أرى أن اليوم يجب على شباب المسلمين أن يتسلحوا بسلاح العلم ، العلم المبني على الأثر والنظر لأن أولئك قوم يشبهون بما يدعون أنه عقل ولا يكفي الآن أن نتعلم الأثر فقط بل لابد من أثر ونظر ، الأثر إنما يكفي لمن ؟ للمؤمن الذي قال الله عنه : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ))[الأحزاب:36]لكن المكذب لا يكفيه الأثر لأنه لا يؤمن أصلاً بالأثر يحتاج إلى نظر وعقل تدحر به حجته ، المهم أن مثل هذه الآية الكريمة
(( وما أنزلنا )) (( وما كنا منزلين )) يشبه بها النصارى على أن الله سبحانه وتعالى متعدد أكثر من واحد وقد ذكرنا أنهم غفلوا بل عموا عن الآيات الواضحة الصريحة بأن الله إله واحد وأن الله كفر من زعم أن الله متعدد (( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )) طيب .
ثم قال تعالى : (( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ )) في هذه الآية دليل على أن الله أهلك هؤلاء القوم بصيحة واحدة لم تكرر مرة أخرى بصيحة واحدة هلكوا بها لكن لو قال قائل ما نوع هذه الصيحة ؟ هل قيلوا أهلكوا ؟ نقول إيش ؟ الله أعلم هذه الصيحة ....يحتمل أنها صرخة يحتمل أنهم أمروا بالهلاك المهم أنها صيحة واحدة فهلكوا عن آخرهم ، قلت فيها بيان .
الطالب : ....
الشيخ : بيان إيش ؟ أنهم أهلكوا طيب بصيحة واحدة .
ثانياً من فوائدها : بيان قدرة الله عز وجل وأن من عارض الله أو بارز الله مهما عظم فإن إهلاكه يسير على الله عز وجل كل شيء يكون بكلمة واحدة (( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ ))[القمر:50]وعند هذا الأمر الواحد (( كلمح بالبصر )) لا يتباطأ ولا يتأخر لمح البصر أسرع ما يكون فإذا أراد الله شيئاً قال له : (( كن فيكون )) كلمح البصر سبحان الله هذا يدل على عظمة الله عز وجل وقدرته .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن هؤلاء القوم الذين كذبوا الرسل الثلاثة هلكوا جميعاً لقوله : (( فإذا هم خامدون )) وهذا يدل على أن من زعم أن هذه القرية التي أرسل إليها الثلاثة من زعم أنها أنطاكيا فإن زعمه باطل لأن رسل عيسى الذين أرسلوا إلى أنطاكيا كانوا بعد موسى ولم يهلك الله تعالى أمة على سبيل العموم بعد أن نزلت التوراة هكذا قال كثير من العلماء لقوله تعالى : (( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى ))[القصص:43]قالوا : هذه الآية تدل على أن الله لن يهلك أمة على سبيل العموم بعد نزول التوراة ، وهذه الآية كما تعلمون في سورة يس (( فإذا هم خامدون )) تدل على أنهم هلكوا .