التعليق على تفسير الجلالين : (( وءاية لهم )) على البعث ، خبر مقدم (( الأرض الميتة )) بالتخفيف والتشديد (( أحييناها )) بالماء ، مبتدأ (( وأخرجنا منها حبا )) كالحنطة (( فمنه يأكلون )) . حفظ
ثم قال تعالى : (( وَآيَةٌ لَهُمُ )) على البعث خبر مقدم (( الأَرْضُ الْمَيْتَةُ )) بالتخفيف والتشديد (( أَحْيَيْنَاهَا )) بالماء مبتدأ (( آية لهم )) الآية في اللغة العلامة والدليل القاطع على الشيء وقول المؤلف : " خبر مقدم " أين المبتدأ إذاً ؟ المبتدأ (( الأرض )) هذا المبتدأ (( الأرض )) وقوله : (( الميتة )) يقول : " بالتخفيف والتشديد " يعني فيها قراءتان (( الميِّتة )) و ((الْمَيْتَةُ )) وهذا دليل على أن الميتة كما يطلق على الميت الذي قد فارقت روحه جسده يطلق أيضاً على الذي سيموت خلافاً لمن قال : إن الميّت لمن سيموت والميت لمن مات بالفعل فإن الأرض الميتة قد ماتت ومع ذلك فيه هنا قراءتان : (( الميِّتة )) و (( الميتة )) طيب (( الأرض )) مبتدأ
(( الميتة )) صفة (( أحييناها )) صفة أيضاً ولهذا قال المؤلف : " مبتدأ جعله بعد قوله : (( أحييناها )) ليبين أن الميتة وأحييناها كلاهما صفة للأرض " ولكن الصحيح أن (( أحييناها )) جملة استئنافية لبيان وجه الآية في هذه الأرض لأن محط الفائدة هو ليس موت الأرض ولكن أن الله تعالى أحياها بعد موتها.
أما على رأي المؤلف فإذا جعل (( أحييناها )) صفة فإنه يشكل علينا أن هذا مخالف للقاعدة المعروفة أن الجمل بعد المعارف أحوال والجواب على ذلك أن يقال : إن الأرض هنا المراد بها الجنس فهي بمعنى النكرة ونظيرها قول الشاعر :
" ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثم قلت لا يعنيني "
وعلى اللئيم يسبني تقدير على لئيم يسبني فمضيت ثمة قلت لا يعنيني ومنه أيضاً على قول بعض المعربين :
(( كمثل الحمار يحمل أسفاراً )) على أن جملة (( يحمل )) صفة لـ(( حمار )) لأن المراد به الجنس فهو بمعنى كمثل حمار يحمل أسفاراًَ ، أما على القول الذي اخترناه فنقول : إن جملة (( أحييناها )) استئنافية لبيان وجه الآية في هذه الأرض (( وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا )) ووجه كونها آية أن هذه الأرض الميتة أشجارهاً يابسة وليس فيها ثمر فينزل الله عليها المطر فتحيا بعد الموت فالذي أحياها وقدر على إحيائها قادر على إحياء الموتى كما قال تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[فصلت:39]وعليه فنقول : وجه الآية أن تقيس الشاهد بالغائب فالشاهد المنظور هو هذه الأرض ميتة أشجارها يابسة ينزل عليها المطر فتخضر فالذي أحياها قادر
(( الميتة )) صفة (( أحييناها )) صفة أيضاً ولهذا قال المؤلف : " مبتدأ جعله بعد قوله : (( أحييناها )) ليبين أن الميتة وأحييناها كلاهما صفة للأرض " ولكن الصحيح أن (( أحييناها )) جملة استئنافية لبيان وجه الآية في هذه الأرض لأن محط الفائدة هو ليس موت الأرض ولكن أن الله تعالى أحياها بعد موتها.
أما على رأي المؤلف فإذا جعل (( أحييناها )) صفة فإنه يشكل علينا أن هذا مخالف للقاعدة المعروفة أن الجمل بعد المعارف أحوال والجواب على ذلك أن يقال : إن الأرض هنا المراد بها الجنس فهي بمعنى النكرة ونظيرها قول الشاعر :
" ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثم قلت لا يعنيني "
وعلى اللئيم يسبني تقدير على لئيم يسبني فمضيت ثمة قلت لا يعنيني ومنه أيضاً على قول بعض المعربين :
(( كمثل الحمار يحمل أسفاراً )) على أن جملة (( يحمل )) صفة لـ(( حمار )) لأن المراد به الجنس فهو بمعنى كمثل حمار يحمل أسفاراًَ ، أما على القول الذي اخترناه فنقول : إن جملة (( أحييناها )) استئنافية لبيان وجه الآية في هذه الأرض (( وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا )) ووجه كونها آية أن هذه الأرض الميتة أشجارهاً يابسة وليس فيها ثمر فينزل الله عليها المطر فتحيا بعد الموت فالذي أحياها وقدر على إحيائها قادر على إحياء الموتى كما قال تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))[فصلت:39]وعليه فنقول : وجه الآية أن تقيس الشاهد بالغائب فالشاهد المنظور هو هذه الأرض ميتة أشجارها يابسة ينزل عليها المطر فتخضر فالذي أحياها قادر