فوائد قول الله تعالى : (( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله ما يركبون )) . حفظ
في هذه الآية من الفوائد :
أولاً : بيان ما في إنقاذ البشرية من الغرق في زمن نوح فإنه لولا أن الله أبقى هؤلاء لزالت البشرية من الأرض لكن الله تعالى أبقى نوحاً ومن معه ومع هذا فلم يبق من نسل الذين معه أحد وأما الذين بقوا هم نسل نوح فقط كما قال تعالى : (( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ))[الصافات:77]أما غيرهم فلم يبق منهم أحد ولهذا يسمى نوحاً أبا البشر الثاني .
ثانياً من فوائد هذه الآية : بيان نعمة الله عز وجل بما أنعم على هؤلاء بتعليم السفن التي يركبونها في البحر ولولا هذه السفن ما استطاع أحد أن يعبر من يابسة إلى أخرى بينهما ماء ولكن الله أعلمهم بصناعة هذه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن السفينة التي كانت فيها نوح كانت مملوءة من البشر وغيره لقوله : (( المشحون )) .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن المماثلة قد لا تقتضي المساواة من كل وجه لقوله : (( من مثله )) وليست هذه السفن الموجود والتي كانت في عهد نزول القرآن ليست كمثل سفينة من كل وجه ويدل على أن المماثلة قد لا تقتضي المساواة من كل وجه قوله تعالى : (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ))[الطلاق:12]فإن المراد بالمماثلة هنا المماثلة في العدد فقط وإلا فإن بين الأرض والسماء من الفروق العظيمة ماهو ظاهر .
وفي قوله : (( ما يركبون )) إشارة إلى الراحة الحاصلة بهذه السفن وأن محل ركوبهم الاستقرار ففيها أيضاً بيان النعمة من الله سبحانه وتعالى في استقرار الراكبين على هذه السفن .