التعليق على تفسير الجلالين : (( وإن نشأ نغرقهم )) مع إيجاد السفن (( فلا صريخ )) مغيث (( لهم ولا هم ينقذون )) ينجون (( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين )) أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم . حفظ
يقول الله عز وجل : (( وإن نشأ نغرقهم )) يعني إذا ركبوا في السفن والأمر كذلك قال الله تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى33:34]فحذر الله عز وجل من أمرين في هذه السفن إما اسكان الريح فتبقى راكدة على ظهرها وإما إغراقها وهنا يقول : (( وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ )) وهم في سفنهم (( فلا صريخ لهم )) الصريخ بمعنى المغيث وسمي المغيث صريخاً لأن العادة أن الإنسان إذا هاجمه أحد صرخ يستغيث ومنه حديث غزوة بدر أن أبا سفيان دعا صارخاً إلى أهل مكة يستغيثهم قال : (( ولا هم ينقذون )) ينجون أي لا أحد يغيثهم ولا أحد ينقذهم إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يغرقهم (( إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ )) أي لا ينجيهم أحد إلا رحمة الله عز وجل والاستثناء هنا قيل إنه منقطع لأن قوله : (( ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا )) بمعنى لكن رحمة منا ينجون وينقذون وقوله :
(( ومتاعاً إلى حين )) أي أنهم يمتعون إلى حين أجلهم لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء قدراً أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتنفيعنا إياهم لذاتهم إلى انقضاء آجالهم ،
(( ومتاعاً إلى حين )) أي أنهم يمتعون إلى حين أجلهم لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء قدراً أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتنفيعنا إياهم لذاتهم إلى انقضاء آجالهم ،