تفسير قول الله تعالى : (( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )) . حفظ
طيب قال الله تعالى : (( وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ )) الضمير هنا يعود على المكذبين للرسل يقول الله عز وجل : (( مَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ )) (( من )) هنا زائدة ، زائدة ، زائدة لفظاً لكنها تزيد في المعنى فهي زائدة في اللفظ وزائدة في المعنى أي تعطيه معنى جديداً ، ما هو المعنى الجديد ؟ المعنى الجديد تأكيد النفي والتنصيص على عمومه أي ، أي آية تأتيهم فإنهم لا يقبلونها بل يعرضون عنها ويستكبرون والآيات التي تأتي من الله عز وجل تنقسم إلى قسمين : آيات كونية وآيات شرعية ، فالآيات الشرعية ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام والإعراض عنها يكون بالتكذيب والاستكبار بالتكذيب بالأخبار والاستكبار عن الأحكام ، وأما الآيات الكونية فالإعراض عنها ألا يهتم الإنسان بها وألا تحرك منه ساكناً وألا يوجل منها قلبه وأن يقول كالذين رأوا العذاب ينزل من السماء (( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ))[الطور:44]أو كالذين يقولون : إن الكسوف ليس أمراً مخيفاً لأنه شيء طبيعي ولا ينبغي أن يخيف نسأل الله العافية أو كالذين يرون الزلازل والغرق والدمار من الرياح العاتية ثم يقولون هذا أمر طبيعي لا يحرك له ساكناً ولا ريب أن هذا يدل على قسوة القلوب وموتها وإلا فإن الواجب على الإنسان أن يتعظ بهذه الآيات فالإعراض عن الآية الكونية معناه إيش ؟ عدم المبالاة بها وعدم الاكتراث بها وألا تحرك من الإنسان ساكناً ولا تهز له عاطفة هذا الإعراض عن الآيات الكونية فيقول الله عز وجل : (( ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )) يعني إلا قابلوها بالإعراض ولا يتأملوها ولا يتفكرون فيها فإذا جاءت الآيات الشرعية بخبر كذبوه على طول وقالوا هذا كذب هذا سحر هذا شعر وإذا جاء في الأحكام الشرعية استكبروا عنها ولم يذعنوا لها ولم ينقادوا لها بدون أن يتأملوا فيها وما فيها من المصالح وكذلك في الآيات الكونية لا يكترثون بها ولا يهتمون (( إلا كانوا عنها معرضين )) نعم