التعليق على تفسير الجلالين : قال تعالى (( ما ينظرون )) أي ينتظرون (( إلا صيحة واحدة )) وهي نفخة إسرافيل الأولى (( تأخذهم وهم يخصمون )) بالتشديد : أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد ، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك ، وفي قراءة (( يخصمون )) كيضربون ، أي يخصم بعضهم بعضا . حفظ
قال الله تعالى : (( مَا يَنظُرُونَ )) هذا الجواب أيضاً في هذه الآية أجاب قال : (( مَا يَنظُرُونَ )) أي ينتظرون إلا صيحة واحدة وهي نفخة إسرافيل نظر تستعمل متعدية بنفسها وإذا كانت متعدية بنفسها فهي بمعنى الانتظار مثل (( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً )) (( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ ))[فاطر:43]ولها أمثلة وإن تعدت بفي صار المراد بها نظر الفكر تقول : نظر في كذا أي فكر فيه وتأمله وإذا تعدت بإلى فهي النظر بالعين تقول : نظرت إليه ومنه قوله تعالى : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إلى ربها ناظرة ))[القيامة21:22]ما ينتظر هؤلاء (( إلا صيحة واحدة )) وهي نفخة إسرافيل الأولى (( صيحة )) يعني يصاح بهم وذلك في النفخة الأولى والصور لأن هذه النفخة يكون لها صوت عظيم مزعج يفزع الخلائق قال الله تعالى : (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[النمل:87]كل الخلائق تفزع إلا من شاء الله عز وجل فيفزعون فزعاً شديداً يؤدي إلى الصعق الموت وحينئذ تكون نفخة واحدة فيها فزع وفيها صعق قال الله تعالى : (( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ )) (( تأخذهم )) كما يأخذ العدو عدوه بحيث لا تمهلهم ولا تنظرهم
(( وَهُمْ يَخِصِّمُونَ )) بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك ، أصله (( يخصمون )) أصلها يختصمون يقولون : نقلت حركة التاء إلى الخاء والخاء في الأصل ساكنة فصارت يخَصمون نعم وهذا قد ذكر .. معك مصحف اللي فيه القراءات .....في الفتح لأنه قال : نقلت حركة التاء إلى الخاء والتاء مفتوحة ولم يذكر شيئاً آخر والقراءة التي في المصحف (( يخصمون )) وكأنها كسرت الخاء مراعاة لكسر الصاد (( يخصمون )) فيها قراءة ثالثة (( يخْصمون )) فيضربون فتكون القراءة الآن ثلاثا ذكر (( يخْصمون )) .
الطالب : .....
الشيخ : ..... الله يهديكم هذا (( يخصمون )) عندنا ثلاث قراءات الآن هو ذكر قراءتين فقط .
الطالب : ......
الشيخ : سبحان الله العظيم أنتم ما تستعجلون بس ، فيه قراءتين فقط عندي و.....إيش يقول ؟
الطالب : ......وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها .....كما وقع في مضارعه .....بقوله .....فقوله : نقلت حركة التاء أي بتمامها أو بعضها ، فتحت هذا قراءتان فتح الخاء فتحة ثانية... وقوله : وأدغمت أي بعد قلبها صاداً وقوله : وفي قراءة إلى آخره تلخص من.. أن القراءات ثلاثة وبقي رابعة وهي فتح الياء وكسر الخاء وكسر الصاد المشددة وعلى هذه القراءة حركة الخاء ليست حركة .....وإنما هو لما حذفت حركة التاء صارت ساكنة فالتقت ساكنة مع الخاء ......التقاء الساكنين فتلخص أن قراءتها أربعة وكلها سبعية ....مع فتح الياء وليس لنا قراءة سبعية بضمها .
الشيخ : زين اذن ...على ذلك وأنتم تحاولون أن تقولون قراءتان فقط نعم ولهذا أنا أنصحكم بعدم التسرع ...... وأنا أرى كما ترون اللي معنا الآن القراءات التي ذكرها المؤلف قراءتان فقط وانتبهوا لها حتى تعرفوا ...قال : " بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وحركة التاء هي الفتحة وأدغمت في الصاد " ما التي أدغمت ؟ التاء فصارت على هذه القراءة (( يخَصمون )) القراءة اللي في المصحف
(( يخِصمون )) بكسر الخاء هذه قراءتان
القراءة الثالثة (( يخْصمون فيضربون ))
القراءة الرابعة التي أشار إليها المؤلف المحشي هو أن نجعل الخاء لا مفتوحة خالصة ولا مكسورة خالصة نختلس الفتحة فتكون بين الفتحة والكسرة هذه قراءة رابعة ما أشار إليها المفسر نعم القراءة الثالثة أيضاً ما أشار إليها وهي قراءة موجودة في المصحف (( يخِصمون )) والقراءة الموجودة في المصحف وجهها المحشي لأن الحركة من الصاد أزيلت من التاء فصارت ساكنة فلما صارت ساكنة حركت الخاء بالكسر للالتقاء الساكنين على الأصح ، فالمهم اللي عندنا المؤلف يقول رحمه الله : " وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك " فالصيحة إذاً أخذتهم على غرة وهم غافلون عنها لاهون بأمورهم ودنياهم يتخاصم بعضهم مع بعض وهذا يدل على عدم ائتلاف قلوبهم في تلك الساعة وأنهم من جنس البهائم ولهذا لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق نعم طيب ولم ينقل الله عز وجل سوى التخاصم كأن أكثر ما هم عليه في ذلك الوقت هو التخاصم والتباغض والتدابر لأنهم ما عندهم إيمان هم شرار الخلق في معاملة الله وشرار الخلق في التعامل فيما بينهم
وفي قراءة (( يخْصمون فيضربون )) أي يخصم بعضهم بعضاً فيكون الظهور للغالب في الخصومة لا للحق لأنهم في هرج ومرج وليس عندهم إيمان ولا مروءة ولا خلق هم شرار الخلق فكانت هذه والعياذ بالله حالهم عند قيام الساعة ، وإن شاء الله بقي فيه كلام .