التعليق على تفسير الجلالين : (( سلام قولا من رب رحيم )) بهم ، أي : يقول لهم سلام عليكم (( و )) يقول (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) أي انفردوا عن المؤمنين ، عند اختلاطهم بهم . حفظ
(( سلام قولاً من رب رحيم )) بهم أي يقول لهم سلام عليكم ويقول : (( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ )) قوله : " ويقول " يعني الله عز وجل وفي الجزم في ذلك نظر فقد يكون الله عز وجل هو الذي يقول للمجرمين امتازوا وقد يكون القائل ملكاً من الملائكة ، المهم أنه يقال للمجرمين امتازوا اليوم ولهذا لو قال المؤلف ويقال لكان أولى لأن الجزم بأن القائل هو الله يحتاج إلى توقيف يعني إلى نص من الشارع يقول : (( وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ )) المراد بـ(( اليوم )) يوم القيامة فأل هنا فيه للعهد الذكري (( أيها المجرمون )) قال المؤلف : " أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم " يعني يقال يوم القيامة : (( امتازوا أيها المجرمون )) تميزوا عن المؤمنين انفردوا عنهم لأن طريق المجرمين غير طريق الأبرار فالأبرار طريقهم إلى الجنة وهؤلاء طريقهم إلى النار كما قال الله تعالى : (( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ))[مريم76:86]^فيمتاز هؤلاء عن هؤلاء يقال لهم هذا على سبيل التوبيخ والإهانة لأنك إذا رأيت مجتمعاً تقول مثلاً : أيها الطائفة الفلانية امتازوا ابتعدوا صار في هذا من إذلالهم وإهانتهم ما هو ظاهر وقوله : (( أيها المجرمون )) من هو المجرم ؟ المجرم فاعل الإجرام ، والإجرام هو الذنب والإثم أي أيها المذنبون الآثمون امتازوا عن المؤمنين المطيعين ، ثم قال :