التعليق على تفسير الجلالين : (( ألم أعهد إليكم )) آمركم (( يا بني ءادم )) على لسان رسلي (( أن لا تعبدوا الشيطان )) لا تطيعوه (( إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة . حفظ
والعهد إلى الشيء فسره المؤلف : " بأنه الأمر " يعني ألم آمركم ولكنه في الحقيقة أبلغ من الأمر لأن العهد إليه كأنه متضمن للعهد والميثاق وهو كذلك فإن الله قد أخذ علينا الميثاق ألا نعبد إلا إياه وألا نعبد الشيطان لأنه عدو
وقوله : (( يا بني آدم )) بني آدم هذه تشمل الذكر والأنثى وإن كان الابن يقال في الأصل للذكر والبنون يقال في الأصل للذكور لكن إذا كان مرادا به القبيلة أو الجنس فإنه يشمل الذكر والأنثى حتى إن الفقهاء رحمهم الله قالوا إذا وقف على بني تميم شمل ذكورهم وإناثهم لكن إذا وقف على بني فلان واحد من الناس ما هو قبيلة فإنه يختص بمن ؟ بالذكور فقط فبنوا آدم هنا قبيلة بل شامل لكل القبائل فيشمل الذكور والإناث وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان )) فسر المؤلف العبادة هنا بالطاعة لأن طاعة الغير في محارم الله نوع من العبادة كما قال الله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ))[التوبة:31]^لا نعبد أرباباً كثيرة ، قال عدي بن حاتم : " يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم " يعني لسنا نصلي أو نركع أو نسجد لهم ، قال : ( أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ) قال : " نعم " قال : ( فتلك عبادتهم ) ، وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن الواقع أن هذا هو الحقيقة أن طاعة غير الله في مخالفة أمر الله نوع من العبادة لأن العبادة في الأصل هي التذلل والخضوع وطاعة الأمر تذلل وخضوع
وقوله : (( الشيطان )) هل المراد بذلك الجنس أو المراد الشيطان المعين ؟ الظاهر أن المراد به الجنس فيشمل شياطين الإنس وشياطين الجن فكما أن للجن شياطين فللإنس أيضاً شياطين يوجد من الإنس شياطين يأمرون الناس بالإثم والعدوان وينهونهم عن البر والإحسان وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة (( إنه )) أي الشيطان (( لكم عدو مبين )) كل إنسان أو كل أحد يأمرك بمخالفة أمر الله فهو عدو لك شعر بذلك أم لم يشعر وعلى رأسهم الشيطان الأول الذي يقود كل شيطان ، قال : (( إنه لكم عدو )) العدو ضد الولي والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك فالعدو ضده هو الذي لا يريد لك الخير وإنما يريد لك الشر وقوله : (( مبين )) قال : " بين العداوة " كيف فسر (( مبين )) ببين ؟ نقول لأنه من أبان وأبان تأتي بمعنى أظهر وتأتي بمعنى ظهر فإن كانت بمعنى أظهر فهي متعدية وإن كانت بمعنى ظهر فهي لازمة ولا يمكن أن نقول إنها من المتعدي أو اللازم إلا بقرينة من السياق فهنا نقول : (( مبين )) إذا فسرناها بما فسر به المؤلف بين العداوة صارت من اللازم ولا من المتعدي ؟ من اللازم مع أنه يمكن أن نجعلها من المتعدي ونقول (( مبين )) مظهر للعداوة لأنه يأمرك بالشر لكن هذا ضعيف إذ لو أبان عداوته ما تبعه أحد وإنما يغر الناس كما قال تعالى : (( فدلاهما بغرور )) طيب إذاً نجعل (( مبين )) هنا من باب اللازم من أبان بمعنى ظهر
وقوله : (( يا بني آدم )) بني آدم هذه تشمل الذكر والأنثى وإن كان الابن يقال في الأصل للذكر والبنون يقال في الأصل للذكور لكن إذا كان مرادا به القبيلة أو الجنس فإنه يشمل الذكر والأنثى حتى إن الفقهاء رحمهم الله قالوا إذا وقف على بني تميم شمل ذكورهم وإناثهم لكن إذا وقف على بني فلان واحد من الناس ما هو قبيلة فإنه يختص بمن ؟ بالذكور فقط فبنوا آدم هنا قبيلة بل شامل لكل القبائل فيشمل الذكور والإناث وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان )) فسر المؤلف العبادة هنا بالطاعة لأن طاعة الغير في محارم الله نوع من العبادة كما قال الله تعالى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ))[التوبة:31]^لا نعبد أرباباً كثيرة ، قال عدي بن حاتم : " يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم " يعني لسنا نصلي أو نركع أو نسجد لهم ، قال : ( أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه ) قال : " نعم " قال : ( فتلك عبادتهم ) ، وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن الواقع أن هذا هو الحقيقة أن طاعة غير الله في مخالفة أمر الله نوع من العبادة لأن العبادة في الأصل هي التذلل والخضوع وطاعة الأمر تذلل وخضوع
وقوله : (( الشيطان )) هل المراد بذلك الجنس أو المراد الشيطان المعين ؟ الظاهر أن المراد به الجنس فيشمل شياطين الإنس وشياطين الجن فكما أن للجن شياطين فللإنس أيضاً شياطين يوجد من الإنس شياطين يأمرون الناس بالإثم والعدوان وينهونهم عن البر والإحسان وقوله : (( ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) بين العداوة (( إنه )) أي الشيطان (( لكم عدو مبين )) كل إنسان أو كل أحد يأمرك بمخالفة أمر الله فهو عدو لك شعر بذلك أم لم يشعر وعلى رأسهم الشيطان الأول الذي يقود كل شيطان ، قال : (( إنه لكم عدو )) العدو ضد الولي والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك فالعدو ضده هو الذي لا يريد لك الخير وإنما يريد لك الشر وقوله : (( مبين )) قال : " بين العداوة " كيف فسر (( مبين )) ببين ؟ نقول لأنه من أبان وأبان تأتي بمعنى أظهر وتأتي بمعنى ظهر فإن كانت بمعنى أظهر فهي متعدية وإن كانت بمعنى ظهر فهي لازمة ولا يمكن أن نقول إنها من المتعدي أو اللازم إلا بقرينة من السياق فهنا نقول : (( مبين )) إذا فسرناها بما فسر به المؤلف بين العداوة صارت من اللازم ولا من المتعدي ؟ من اللازم مع أنه يمكن أن نجعلها من المتعدي ونقول (( مبين )) مظهر للعداوة لأنه يأمرك بالشر لكن هذا ضعيف إذ لو أبان عداوته ما تبعه أحد وإنما يغر الناس كما قال تعالى : (( فدلاهما بغرور )) طيب إذاً نجعل (( مبين )) هنا من باب اللازم من أبان بمعنى ظهر