فوائد قول الله تعالى : (( سلام قولا من رب رحيم )) . حفظ
(( سلام قولاً من رب رحيم )) في هذه الآية الكريمة دليل على ما يتمتع به أهل الجنة من السلامة من كل الآفات لا من الأمراض ولا من التعب ولا من الموت ولا من غيره (( سلام )) لأن الله تعالى يقول لهم : سلام عليكم ، وهذا اللفظ الصادر من الله عز وجل ليس دعاء ولكنه خبر من الله ، إنما يكون مثل هذا دعاء إذا وقع من المخلوق أما إذا كان من الخالق فهو خبر ...أي أن الله تعالى يخبرهم بأنه سيسلمهم من كل آفة نعم .
ومن فوائدها : إثبات الربوبية وهي هنا فيما يظهر من الربوبية الخاصة والربوبية تنقسم إلى قسمين : خاصة وعامة ، فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق فإن جميع الخلق مربوبون لله عز وجل هو خالقهم هو مالكهم مدبرهم ومنها قوله تعالى : (( الحمد لله رب العالمين )) ، أما الربوبية الخاصة فهي المختصة بعباد الله المخلصين من عباد الله المؤمنين من الرسل وأتباعهم وهي أخص من الأولى لأنها تقتضي عناية خاصة بالمربوب و توفيقاً له وإصلاحاً لحاله ومنها قوله تعالى : (( رب موسى وهارون )) فإن موسى وهارون من عباد الله المخلصين فكانت الربوبية في حقهما خاصة ومنه دعاء المؤمنين لله عز وجل بهذا الاسم ، مثل ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ، فإن المراد به الربوبية الخاصة لأن التوسل بالأخص أخص بالدعاء من التوسل بالأعم طيب وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى : (( قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون )) الأولى عامة والثانية خاصة إذاً كم أقسام الربوبية ؟ سؤال خاص .
الطالب : ...
الشيخ : أي طيب عباد الله المخلصين الفرق بينهما أن هذه العامة للتدبير العام الشامل كالخلق والملك والتدبير وهذه ربوبية خاصة تقتضي عناية خاصة طيب ، هذه الآية : (( سلام قولاً من رب رحيم )) أقول إن الظاهر والله أعلم أنها من الربوبية الخاصة لأن الذي يخاطب به من القوم المخلصين ، وفي هذه الآية الكريمة إثبات الرحمة لله عز وجل لقوله : (( رحيم )) وإثبات الربوبية لقوله : (( رب )) وهل الرب من أسماء الله ؟ نعم الرب من أسماء الله دل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) وقوله صلى الله عليه وسلم في السواك : ( مطهرة للفم مرضاة للرب ) وأما الرحيم فكونه من أسماء الله لا يخفى .
وفي هذه الآية : إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه المنزلة برحمة الله لقوله : (( من رب رحيم )) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله ) ( لا يدخل أحد الجنة بعمله ) قالوا : " ولا أنت يا رسول الله " قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) اللهم تغمدنا برحمتك ، فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن أحداً لا يدخل الجنة إلا أن يتغمده الله برحمته ، أي يسبغ عليه الرحمة فحينئذ يدخل طيب .