فوائد قول الله تعالى : (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) . حفظ
ثم قال الله عز وجل : (( وامتازوا اليوم أيها المجرمون )) في الآية الكريمة من الفوائد : أن المجرمين يهانون يوم القيامة بحيث يميزون من المؤمنين بلفظ الطرد ، (( وامتازوا اليوم )) يعني انفردوا وأبعدوا .
ومن فوائدها : أن الله سبحانه وتعالى يميز بين المجرمين والأبرار يوم القيامة كما ميز بينهم في الدنيا فإن طريق هؤلاء غير طريق هؤلاء .
ومن فوائد الآية الكريمة : أنه ينبغي لمن قام بعمل أن يذكر الوصف المناسب لهذا العمل فهنا لما أمروا بالإنفراد وطردوا ناسب أن يذكر سبب ذلك حيث قال : (( أيها المجرمون )) كأنما قال : امتازوا لإجرامكم ولا شك أن ذكر سبب الحكم يزيل الشبهة واللبس والاعتراض فإذاً نقول : إن تعليق الحكم بوصف هذه فائدة مبنية على الفائدة التي قلنا إن تعليق الحكم بوصف يدل على علية ذلك الوصف أي على أن هذا الوصف هو علة هذا الحكم فإذا قلت مثلاً أكرم المجتهد من الطلبة فهنا علق الإكرام بالاجتهاد يفيد أن علة الإكرام هو الاجتهاد وهذه القاعدة مفيدة لطالب العلم وهو أن تعليق الحكم بوصف يدل على عليته أي أنه علة ذلك الحكم
وقوله : (( أيها المجرمون )) حذفت منها ياء النداء فلماذا ؟ يمكن أن يدعي علماء البلاغة أنها حذفت من باب الإهانة لهم حتى لا يطول الكلام لأن طول الكلام مع المخاطب من باب التبسط إليه والانشراح لمخاطبته فإذا اختصر فهو نوع من الإهانة وليس على إطلاقه بل هذا على حسب السياق قد يكون من الإكرام أن تختصر الكلام وقد يكون من الإكرام أن تبسط الكلام لكن المقام في هذا لا يقتضي ذلك بل يقتضي أن اختصار الكلام وعدم تطويله من باب الإهانة لهم .