التعليق على تفسير الجلالين : (( ولو نشآء لطمسنا على أعينهم )) لأعميناهم طمسا (( فاستبقوا )) ابتدروا (( الصراط )) الطريق ذاهبين كعادتهم (( فأنى )) فكيف (( يبصرون )) حينئذ ؟ أي لا يبصرون . حفظ
(( لطمسنا على أعينهم )) قال : " أعميناها طمساً " والطمس أبلغ من الإعماء لأن الطمس إزالة العين مرة واحدة ليس له أثر والعمى يكون مع بقاء العين لكن قد تكون قائمة في صورتها وقد تختلف المهم أن الطمس إزالة العين ومعالمها نهائياً لو شاء الله تعالى لفعل ذلك حتى بعد وجود العين وإلا لن يخلق فيهم أعيناً ...بعد وجود العين يعني وقال لطمسنا على أعينهم والله عز وجل على كل شيء قدير فكما كان قادراً عل شق العين فهو قادر على طمس ذلك الشق وإذا كان البشر ربما ... الشق حتى يتلائم فما بالك بالخالق عز وجل الذي يقول للشيء (( كن فيكون )) (( فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون )) يعني طمس على أعينهم فصاروا يتسابقون لعلهم يدركون الطريق الذي يوصلهم إلى مقصودهم نعم كأنك تتصورهم الآن يتنافرون تنافر الحمر لعلهم يهتدون إلى الطريق وهل هذا ممكن ؟ هل يمكن للأعمى أن يضل الطريق ؟ لا من حيث الدلالة البصرية لا يمكن ولهذا قال : (( فأنى يبصرون )) يعني كيف يبصرون الطريق وقد طمس الله أعينهم والمقصود بهذه الآية المقصود أن الله سبحانه وتعالى طمس قلوب هؤلاء ولو شاء لطمس على أعينهم فصار الطمس حسياً معلوماً وكما أن المطموسة عينه لا يبصر فكذلك المطموسة بصيرته لا يبصر الحق ، كيف يمكن لإنسان طمس الله بصيرته أن يبصر الحق ويهتدي هذا شيء متعذر كما أن من طمس الله بصره لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق