فوائد قول الله تعالى : (( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )) . حفظ
ثم قال عز وجل : (( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )) من فوائد هذه الآية الكريمة : بيان أن هؤلاء المكذبين يؤمرون أمر إهانة وإذلال ليصلوا النار لقوله : (( اصلوها اليوم )) .
ومن فوائدها : إثبات الأسباب لقوله : (( بما كنتم تكفرون )) وإثبات الأسباب أمر معلوم بالشرع والعقل والحس ولا ينكر إثبات الأسباب إلا جاهل بحقيقة الواقع فإنه لا أحد ينكر أنك إذا رميت الزجاجة بحجر انكسرت به وإذا ألقيت الورق في النار احترق بها لا ينكر هذا إلا شخص مكابر في الواقع ومع هذا فهل الأسباب تفعل بذاتها أو تؤثر بذاتها ؟ لا بل بخلق الله سبحانه وتعالى التأثير فيها وحينئذ لا يكون لإثبات الأسباب أو لا يكون في إثبات الأسباب شيء من الشرك خلافاً أن من زعم أن إثبات تأثير الأسباب نوع من الشرك لأن وقوع هذه الأسباب إنما تؤثر بإيش ؟ بخلق الله عز وجل التأثير فيها ولهذا إذا شاء الله ألا تؤثر لم تؤثر فإن النار طبيعتها الإحراق ومع ذلك لم تحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام بل كانت برداً وسلاماً عليه لأن الله قال : (( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) .
ومنها : كمال عدل الله سبحانه وتعالى لقوله : (( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون )) أي فلم تظلموا بل أنتم الذين فعلتم ذلك بأنفسهم .