فوائد قول الله تعالى : (( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون * ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون )) . حفظ
ثم قال تعالى : (( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ )) الآيتين في هذه الآية الكريمة : إثبات مشيئة الله عز وجل لقوله : (( ولو نشاء )) ولكن كل شيء معلق بمشيئة الله فإنه مقرون أيضاً بالحكمة لأن الله عز وجل لا يشاء مشيئة مجردة بل مشيئته تابعة لحكمته ودليل ذلك قوله تعالى : (( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ))[الإنسان:30] وقوله : (( إن الله كان عليماً حكيماً )) يدل على أن مشيئته مقرونة بالعلم والحكمة .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : بيان تمام قدرة الله (( وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ )) هذه الأعين المبصرة لو يشاء الله لطمسها وصارت كأن لم تكن .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضاً : ضرب المثل عن الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة فإن هؤلاء لو طمست أعينهم ما استطاعوا أن يهتدوا إلى السبيل فكذلك إذا طمس الله بصيرة القلب والعياذ بالله لم يستطع الوصول إلى الحق ولم يعرف الحق .
ومن فوائد الآية الكريمة : كمال بلاغة القرآن لأن الله لو شاء لقال : ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فما استطاعوا أن يذهبوا ولا يرجعوا لكن أتى به على هذا السياق المبسط يعني أتي به توسع لأنه أبلغ في التأثير ولأنه يكون له نغمة جيدة تهفوا إليها الأسماع وتلتذ بسماعها .
ثم قال : (( وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ )) أيضاً فيها إثبات المشيئة وكمال قدرة الله عز وجل .
ومن فوائدها أيضاً : أن الله سبحانه وتعالى لو شاء لأثبتهم في مكانهم بحيث لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع (( فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ )) .
ثم قال : (( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ))[يس:68] وهذا مبتدأ درس اليوم