التعليق على تفسير الجلالين : (( ومن نعمره )) بإطالة أجله (( ننكسه )) وفي قراءة بالتشديد من التنكيس (( في الخلق )) أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما (( أفلا يعقلون )) أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون ؟ وفي قراءة بالتاء . حفظ
ولهذا قال المؤلف : " في إطالة أجله " (( ننْكسه )) وفي قراءة بالتشديد من التنكيس والقراءة الأصل هي التي جعلها المؤلف أصلاً من الإنكاس ، والإنكاس والتنكيس بمعنى الرد من حال كاملة إلى حال ناقصة وقوله :
(( ننكِّسه )) أو (( ننْكسه في الخلق )) يقول المؤلف في تفسيرها : " أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفاً " إيش بعدها ؟ " وهرماً " نعم كلما طال الأجل
يا عمر ، ما هو هذا شأن طالب العلم خذ كتابك وطالع فيه وإلا.. ائت بالكتاب ياللا قوم
كلما طال العمر بالإنسان فإنه يرجع إلى الوراء ليس بالقوة البدنية فحسب بل في القوة البدنية والقوة العقلية والقوة الحسية فيضعف ويعود إلى أرذل العمر كما قال الله عز وجل ، والغرض من هذا التنبيه وإن كان أمراً واقعاً كلنا يعرفه الغرض من هذا أن يبادر الإنسان عمره ما دام في قوته وشبابه لأنه سيأتيه اليوم الذي لا يكون عنده القدرة البدنية ولا القدرة الفكرية ولا القدرة العقلية يكون تفكيره محدوداً كتفكير الصبي لا يفكر إلا فيما يحيط به جدران بيته ويكون عقله كذلك محدوداً لا يستطيع أن ينظر ويعقل ويفكر في الأمور ويوازن بينها ويحكم عليها كذلك أيضاً يكون حسه للأشياء محدوداً فيمر به الشيء في الصباح ولا يستطيع التعبير عنه في المساء كل هذا أمر واقع وظاهر بل من الناس من يسلب عقله نهائياً وربما يصل إلى حد يشبه الجنون يؤذي أهله بالصراخ والعويل والأناشيد وما أشبه ذلك حسب ما كان عليه حين الصغر حتى الإنسان إذا كان مثلاً جمالاً وكان ينشد الأشعار تجده إذا كبر وهرم يبدأ ينشد هذه الأشعار كل هذا أمر لابد منه ولهذا قال الشاعر : " لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم "
كل إنسان عاقل إذا تذكر أن مآله إما موت عاجل وإما هرم فإنه لا يطيب له العيش ولكن ليس معنى لا يطيب له العيش أنه يبقى ندمان في حزن لا بل يسعى ويستعد لهذه الحال التي لابد منها قال الله سبحانه وتعالى : (( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ )) لأن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون به وفي قراءة بالتاء (( أفلا تعقلون )) وهي سبعية كما هو معروف هكذا قال المؤلف رحمه الله : " أن المراد الاستدلال بتغيير حال الإنسان إلى هذه الحال الدانية على أن الله تعالى قادر على أن يبعثكم " وهذا الذي قاله ممكن لكن أحسن منه أن يقال إن معنى قوله : (( أفلا تعقلون )) أفلا يكون لكم عقل فتبادروا أعماركم قبل أن تصلوا إلى هذه الحال ، تبادروها بماذا ؟ بالإيمان والعمل الصالح ما استطعتم حتى إذا وصلتم إلى هذه الحالة وإذا أنتم على أتم استعداد لها وغالباً أن الإنسان الذي يمضي وقته في طاعة الله سبحانه وتعالى أنه إذا هرم تجده لا يهتم إلا بالطاعات كثير من المسلمين إذا هرموا تجده يقول : أين الماء أريد أن أتوضأ أو تجده يصلي دائماً أو تجده يقرأ القرآن دائماًَ أو يذكر الله دائماً وهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الإنسان يهرم على الحال التي يكون عليها وعكس ذلك سيكون بالعكس من كان في حال قوته وشبابه على غير هذا العمل الصالح سوف يكون هذيانه إذا كبر بهذا العمل السيء نعم ، قال : (( أفلا تعقلون ))
(( ننكِّسه )) أو (( ننْكسه في الخلق )) يقول المؤلف في تفسيرها : " أي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفاً " إيش بعدها ؟ " وهرماً " نعم كلما طال الأجل
يا عمر ، ما هو هذا شأن طالب العلم خذ كتابك وطالع فيه وإلا.. ائت بالكتاب ياللا قوم
كلما طال العمر بالإنسان فإنه يرجع إلى الوراء ليس بالقوة البدنية فحسب بل في القوة البدنية والقوة العقلية والقوة الحسية فيضعف ويعود إلى أرذل العمر كما قال الله عز وجل ، والغرض من هذا التنبيه وإن كان أمراً واقعاً كلنا يعرفه الغرض من هذا أن يبادر الإنسان عمره ما دام في قوته وشبابه لأنه سيأتيه اليوم الذي لا يكون عنده القدرة البدنية ولا القدرة الفكرية ولا القدرة العقلية يكون تفكيره محدوداً كتفكير الصبي لا يفكر إلا فيما يحيط به جدران بيته ويكون عقله كذلك محدوداً لا يستطيع أن ينظر ويعقل ويفكر في الأمور ويوازن بينها ويحكم عليها كذلك أيضاً يكون حسه للأشياء محدوداً فيمر به الشيء في الصباح ولا يستطيع التعبير عنه في المساء كل هذا أمر واقع وظاهر بل من الناس من يسلب عقله نهائياً وربما يصل إلى حد يشبه الجنون يؤذي أهله بالصراخ والعويل والأناشيد وما أشبه ذلك حسب ما كان عليه حين الصغر حتى الإنسان إذا كان مثلاً جمالاً وكان ينشد الأشعار تجده إذا كبر وهرم يبدأ ينشد هذه الأشعار كل هذا أمر لابد منه ولهذا قال الشاعر : " لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم "
كل إنسان عاقل إذا تذكر أن مآله إما موت عاجل وإما هرم فإنه لا يطيب له العيش ولكن ليس معنى لا يطيب له العيش أنه يبقى ندمان في حزن لا بل يسعى ويستعد لهذه الحال التي لابد منها قال الله سبحانه وتعالى : (( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ )) لأن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون به وفي قراءة بالتاء (( أفلا تعقلون )) وهي سبعية كما هو معروف هكذا قال المؤلف رحمه الله : " أن المراد الاستدلال بتغيير حال الإنسان إلى هذه الحال الدانية على أن الله تعالى قادر على أن يبعثكم " وهذا الذي قاله ممكن لكن أحسن منه أن يقال إن معنى قوله : (( أفلا تعقلون )) أفلا يكون لكم عقل فتبادروا أعماركم قبل أن تصلوا إلى هذه الحال ، تبادروها بماذا ؟ بالإيمان والعمل الصالح ما استطعتم حتى إذا وصلتم إلى هذه الحالة وإذا أنتم على أتم استعداد لها وغالباً أن الإنسان الذي يمضي وقته في طاعة الله سبحانه وتعالى أنه إذا هرم تجده لا يهتم إلا بالطاعات كثير من المسلمين إذا هرموا تجده يقول : أين الماء أريد أن أتوضأ أو تجده يصلي دائماً أو تجده يقرأ القرآن دائماًَ أو يذكر الله دائماً وهذه من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الإنسان يهرم على الحال التي يكون عليها وعكس ذلك سيكون بالعكس من كان في حال قوته وشبابه على غير هذا العمل الصالح سوف يكون هذيانه إذا كبر بهذا العمل السيء نعم ، قال : (( أفلا تعقلون ))